الميديا - فرنسيس بال


حول الكتاب

ماذا نعني اليوم "بالميديا" -بوسيلة الاتصال؟ إن المحطة التلفزيونية الفرنسية الأولة TF1، شأن مجلة الإكسبرس الأسبوعية، هي وسيلة اتصالز فالكتاب والتلفزيون هما وسيلتا اتصال، على غرار الراديو والسينما والإعلان, إلا أن وسائل الاتصال هي أيضاً تقنيات، مثل مطبعة غوتنبرغ وآلة العرض السينمائي التي صنعها الأخوة لوميير، وكذلك التلغراف بلا سلك من اختراع كاركوني وبرامج المعالجة التي تمكن من الإبحار بين موقع وآخر على الإنترنت.

تتقاسم وسائل الاتصال، بنسب متفاوتة، مهمات أو نشاطات مختلفة-الإعلام، الدعاية، الترفيه، التربية، الإبداع، أو أنها قد تتماهى مع أحد هذه النشاطات، وعلى مر السنين غالباً ما ولدت فناً معيناً أو شكلاً من التعبير أو نظاماً خاصاً من التفكير: كالصحافة الإخبارية أو الريبورتاج وفيلم السينما، والإعلان والوصلة الدعائية والقيلم الوثائقي أو المسلسل التلفزيوني والمنوعات والفيديو ومواقع الشبكة.

إن استعراض وسائل الاتصال يدفع إلى عدم محاولة تعريفها، فهي تقنيات ومشروعات وأشكال تعبير ومجالات نشاط معينة، ولكن في الثمانينيات من القرن الماضي أعيدت كلمة "ميديا" إلى أصلها اللغوي، "فالميديا" هي أولاً، وقبل أي شيء آخر، وسيلة -أداة تقنية، وسيط، تمكن الناس من التعبير ومن إيصال هذا التعبير إلى الآخر، مهما كان موضوعه أو شكله. ولكن تعرف "الميديا" أيضاً باستخدامها الذي يعين في الوقت نفسه دوراً محدداً مسيطراً، والطريقة الفضلى للعب هذا الدور. فهي تتخلص بصعوبة من المهمة التي حددت لها: نظام إعلامي، وسيلة تسلية ولهو أو معرفة، ركيزة لمؤلفات أو روائع فنية.

يتناول القسم الأول من هذا الكتاب وسائل الاتصال مميزاً هذين الوجهين في الوقت نفسه، بحسب ترتيب ظهرو التقنيات متوقفاً، بالنسبة لكل منها، على استعمالاتها الأولى، مقاصدها الأولى، والتجديد الاجتماعي الذي فتح اختراع التقنية الطريق إليه.

ويعالج القسم الثاني الأهداف التي تضعها وسائل الاتصال لنفسها أو الغايات التي تعين لها من قبل المجالات الموجهة إليها: الإعلام، التسلية، الاتصال، التربية.

ويدور القسم الثالث حول أسئلة عديدة عن تأثير وسائل الاتصال على كل واحد منا، على السياسة، على الثقافة أو على الحياة العالمية. هل ستحل وسائل الاتصال الجديدة- الفيديو، وسائل الاتصال المتعددة الملتيميديا" محل الوسائل القديمة-الكتاب والصحيفة؟ ما هو العيب الذي يشوب الإعلام، بينما وسائل الاتصال لم تكن أكثر عدداً مما هي عليه الآن؟ هل تشكل هذه الوسائل مجتمعة "السلطة الرابعة" على قدم المساواة مع السلطات التشريعية والتنفيدية والقضائية؟ ألا تعرض للخطر بخضوعها لقوانين اقتصادي السوق الثقافة الحقيقية التي تعبر عن عبقرية البشر وعن حضاراتهم؟ هل تساعد وسائل الاتصال في بداية الألف الثالث على نشوء القرية الكونية، في تناغمها مع عولمة الاقتصاد؟ هذه الأسئلة تعين الرهان الكبرى في العقود الأولى من القرن الواحد والعشرين.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق