فى انتظار جودو - صمويل بيكيت



 حول الكتاب

عندما كتب بيكيت "في انتظار غودو" (1948)، (حسب ما يروي أصدقاء الكاتب، وحسب ما نستشف من كتاباته)، كان في الثانية والأربعين من عمره. (مواليد 1906)، وباكورته المسرحية هذه "المتأخرة" زمنياً، (إن صحت هذه المقاييس)، تجيء بعد ممارسة طويلة قام بها الكاتب مع الرواية والنقد والبحث والقصة القصيرة. إذ جاء بيكيت من الكتابة الروائية الى المسرح. ويروى أن "في انتظار غودو" كانت في الأصل "مقاطع كتابية تتخللها مادة حوارية"، حولها الكاتب الى مسرحية من فصلين ومن خمس شخصيات بعدما وجد فيها أصدقاء له "يعملون في المسرح" مادة غزيرة للمسرح، وإذا عدنا إلى المناخ السائد في نهاية الأربعينات وما قبلها وامتداداً الى مطلع القرن، وفي تضاعيفه، نجد أن بيكيت، عاصر صديقه الروائي الايرلندي الكبير جيمس جويس وتجاربه "اللغوية" في مجال الكتابة الروائية، واطلع جيداً على كافكا وأجوائه "الداخلية" وسارتر و"غثيانه" وكامو و"غرييه" و"كالوغيلا"، وقبل هؤلاء انويد جاري و"أوبو" وحواليه اداموف في "المناورة الكبرى والمناورة الصغرى"، ومن قبل أرتو و"مسرح القسوة"، ومن ثم يونسكو و"المغنية الصلعاء" و"الدرس"،... إلخ! من دون أن ننسى السينما وتطورها من الفيلم الصامت "الايمائي"، الى الفيلم الناطق، بالنماذج الثنائية التي قدمتها منذ شارلي شابلن وحتى ذلك التاريخ، وكذلك مناخات الرواية الجديدة خصوصاً في فرنسا مع ناتالي ساروت وآلان روب غرييه وميشال بوتور.

في هذه المناخات "الثقافية" في فرنسا وأوروبا ظهرت "غودو".. ولا يمكن فصلها. وإذا كان بيكيت "انفصل" كتابياً عن جيمس جويس من خلال تأكيده عن عجز اللغة، في مقابل ايمان جويس بقوة إمكاناتها اللامحدودة، وإذا كان التقى أو تقاطع والرواية الفرنسية من خلال مقاربات، فإنه إلى ذلك شكل مع جماعة المسرح الجديد أداموف كرائد ويونسكو وجان جينيه وجورج شحادة كوكبة ما سمي المسرح الجديد أو المسرح الطليعي، أو مسرح العبث واللامعقول.. خصوصاً وأن بيكيت كان أصلاً بدأ يكتب بالفرنسية، شأنه في ذلك شأن أداموف (أرمني روسي) ويونسكو (روماني) وجورج شحادة (لبناني).. المسرح الجديد الذي كتب بالفرنسية وفي فرنسا كان رواده من غير الفرنسيين (بالطبع عدا ـ جينيه وفوتييه).

رابط التحميل



شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق