حول الكتاب
وبعد ترسيخ لحظة الانتصار الليبرالي، وإعلان الولايات المتحدة كقوة أولى بلا منافس، كان لابد من إيجاد صيغة جديدة للصراع لإيجاد مبرر للإبقاء على الترسانة الضخمة للأسلحة وكذلك الحفاظ على حالة التحالف بين الكتلة الرأسمالية، والتي لن تبقى فى حالة عدم وجود عدو جديد بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. فقد كانت المشكلة التي واجهتها الولايات المتحدة الأمريكية مع منتصف الثمانينات هي مشكلة دولة، بل معسكر من الدول، بنى اقتصاده وسياسته وإستراتيجيته وثقافته ورؤاه المستقبلية على أساس أنه يواجه عدوا يتربص به، فإذا بالعدو ينسحب، بل يختفي، ليظهر وراء خصمه يطلب الانخراط في نمط حياته ليصير جزءا منه وحليفا له، مشكلة ليست سهلة: مشكلة "الأنا" الذي لا يعرف كيف يتعرف على نفسه إلا من خلال "آخر" يواجهه، فإذا هو يفقد فجأة هذا "الآخر" الذي يتحدد به. فماذا يمكن أن ننتظر من هذا "الأنا"؟ هل ننتظر منه أن يفكك ذاته ويعيد تركيبه؟ كيف؟ وكيانه جميعه موجه ككل وكأجزاء إلى مضادة كيان "الآخر" ككل وكأجزاء؟ إنها القضية التي طرحت نفسها على "صانعي القرار" في الولايات المتحدة الأمريكية. ذلك ما حدث في الولايات المتحدة في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي. لقد كان السؤال الذي طرح مباشرة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي هو التالي: من سيكون العدو غدا؟ فجاءت أطروحة هنتنجتون لتطرح نموذج الصراع البديل، والذي تمت صياغته وفقا للهوى الأمريكي المنتصر.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق