حول الكتاب
في هذا الكتاب «في صالون العقاد كانت لنا أيام» يجمع منصور كل ما دار في ذلك الصالون ويقدمه لنا بين دفتي هذا الكتاب، وكم هو عظيم ورائع أن تتجول بين أحداث عصر مضى وسنوات سابحات في الزمن، تستمع إلى تلك الحوارات، والصراعات التي كانت، والأفكار التي راجت، كم هو عظيم ذلك الزمن بكل ما فيه، ومن فيه، بهؤلاء الأدباء الذين منحوه لونه وذائقته وحرارته التي تشعر بها وأنت تتنقل بين السطور! الكتاب كما يقدمه ناشره، ليس عملاً أدبياً فلسفياً تاريخياً دينياً شخصياً فقط، وإنما هو قصة جيل وعمر مجتمع، وحكاية بلد. إنه رسم تفصيلي وتوثيقي دقيق لحياة وعصر الأديب أنيس منصور الذي كان أول طلاب الثانوية على كل مصر الذي حاز جائزة الدولة التشجيعية، وجائزة الدولة التقديرية، ورحل وفي سجله سبعون كتاباً متنوعاً، في هذا الكتاب الذي استمتع اليوم بمطالعته كل ملامح الجيل الذي عاصره منصور، بكل قلقه وعذاباته، وحيويته، حتى ذلك الضياع الذي سيطر على شباب الستينيات في كل العالم، ضياع الأفكار، والموقف من الدين، ومن الوجود والسياسة والانتماء والوطن، والأهم فكرة التحرر والحرية، ملامح الضياع ذاك والقلق بدت واضحة في حرارة صراع واختلاف الآراء في صالون العقاد في تلك الفترة! يذكر أنيس منصور أن الأستاذ عباس العقاد كان هو العملاق والمثل الأعلى، خلال فترة الضياع تلك كان لكثيرين من الشباب الهدف والطريق معاً، ربما هذا ما يفتقده شباب اليوم، المشتغل بالأدب والمشتغل بأهدافه الشخصية، أن ينظر فيجد رموزاً يحملون قناديل باهرة تضيء الطريق، لا تقودهم من أيديهم كالأطفال، لكنها تضيء الطريق وتترك لهم حرية الخيار! في صالون العقاد احتشدت كل العقول والأذواق والضمائر، كما يقول أنيس منصور، احتشد الحديد والنار والقلق والعذاب والأبهة والكبرياء وكل المعارك دارت رحاها هناك بين المبادئ والقيم، الشك واليقين، الغيرة والحسد بين الذين احتواهم الصالون لكن أنيس منصور، خرج سالماً غانماً وفي يده هذا الكتاب الممتع بلا نهاية، رغم أن القارئ قد يلمح بوضوح تدخل ذاتية الكاتب في رسم شخصية العقاد وجميع الحضور، فكأنه أعاد اختراعهم أو كتبهم كما رآهم حتى العقاد نفسه تظنه شخصية من اختراع أنيس منصور رحمة الله عليه!
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق