لصوص الله: إنقاذ اليوتوبيا الإسلامية - عبد الرزاق الجبران

 

حول الكتاب

الكاتب يقدم نظرة جديدة وجودية للإسلام بالعودة إلى جمهورية النبي وتهديم كل مابناه الفقهاء، وهو جدير بالقراءة: "انتبه إلى يسارك إنه يمين !!! .. إليك ياحافي القلب، فوحدك لاتكذب، انتبه إلى المؤمنين إنهم كفار، انتبه إلى المتزوجين ليسوا أزواجا، انتبه إلى الصلاة لاتصلي، انتبه إلى الأسماء إنها غيرها، انتبه إلى الفقهاء إنهم يكتبون الله وهم لايعرفون قراءته، انتبه للتاريخ إما أنبياء لله أو لصوص لله ... هذه حيرة الوجود". هذا النص جزء ماخوذ من مقدمة الكتاب . يقول الكاتب "لكي تكون مؤمنا بالله، فعليك أن تكفر بالمعبد"، وأن تنكر كل فقهه وأحكامه وسلوكه وتاريخه، لكي تكون مع الحقيقة فعليك أن تكفر بما اتفقت عليه البشرية من أشياء مازالت تسمى الحقيقة سواء كانت تاريخا أو دينا أو قيما. فأن تموت مع الله بدون دين هو غيره ان تموت مع دين بدون الله. أعتقد أن هذه الحيرة قد حلها من ارتضى أن يسمى كافرا، لأنه بقي دون دين الكاهن، هو والله وحده ولأنه وجد أن الحقيقة الأكثر وجوديا والأهم تاريخيا، هي أن الإنسان عبد لكهنوته وليس للاهوته، إذ لم يتبع متدين الله يوما. يتبعون رجال الدين فحسب تماما كما لم يتبع متدين يوما كتاب الله، وإنما كتبهم فحسب. فالحقيقة المهملة وسط المعبد هي أن الكهنوت قد استعبد الله ولم يعبده ... عيسى ومحمد وابوذر وعلي وصاحب الزنج وغيرهم، كل قصة دينهم وطريقهم هو أنه لم يكن لاهوتهم إلا الناس فحسب، فكل شيء خاطيء لديهم إن كان ضد الناس، مهما وقعت عليه السماء وجبريلها. لذا كان الأمر بديهيا لدى أبي ذر وفي صحة رأيه مع آية الاكتناز، بحيث لم يكن الأمر معه فقها أو معرفة دينية، وإنما مبدأ داخلي بعيد حتى عن وصية لنبيه أو حديث سمعه منه، كل ما لديه هو أن ماهية هذا الدين هي أن يكون من أجل الناس فحسب. ويقول الكاتب في موضع آخر في المقاربة بين الله والإنسان: "الأديان الحقيقية ليست تلك التي تملك إلها حقيقيا، وإنما تلك التي تملك إنسانية حقيقية، وأن قيمة الإنسان ليس بنوع إلهه وإنما بنوع إنسانيته". ويقول في موضع آخر: "احذر أن يصفك الكهنوت مؤمنا، حينها اغسل يديك من الله وانس وضوء أفكارك. ماهو أمر، هو احذر أن تموت بين الكهنة. أليس غريبا أن عيسى مات بين لصين، وليس بين حواريين؟ ولكن ليس الغرابة أنه مات دون كهنة، والقضية أنه مات بين لصين لم تكن صدفة عابثة أبدا. يصلب عيسى وحوله لصان وغانية وليس بين حواريين ومصلين !!! ما أغرب الحقيقة كيف تقدم نفسها للوجود ؟ أن تصل بجبريل إلى صليبك هو غيره أن تركض وراءه بحانتك. الثانية أوقع، ربما ان دموع المجدلية كانت أعظم ماشربه حليب عيسى؛ لأنها وحدها هناك بلا كهنة .. إنه مكان يستحق أن يموت فيه .. إنه مكان لا كاهن فيه، كفر المعبد حينما ساوى بين التي سلب الحب بكارتها، وبين التي أحبت سلب بكارتها، كفر المعبد حينما شطب المسيحي من إنسانيتي وجعله كافرا في ذمتي، كفر المعبد حينما أجاز لي قتل الكافر مهما كان نبيلا، ونصرة المسلم مهما كان دنيئا، وهل الدين إلا مسافة بين الدنيء والنبيل ؟ كفر المعبد حينما رفع سيفه أكثر من كلمات،. كفر المعبد حينما جعل كتاب الله وكتاب الفقهاء واحد .. لقد كفر كثيرا.

يقول الكاتب عبد الرزاق الجبران: "اللص الحقيقي ليس هو من يسرق بيتك، وإنما هو من يسرق وجودك". ويكتب أيضا: "من يعلمك أن الطاغية كان عظيما هو يسرق تاريخك، من يعلمك أن تقتل باسم الجهاد هو يسرق دمك، فإذا قتلت الآخرين هو يسرق يدك، من يعلمك حرمة العشق فهو يسرق حبك، من يعلمك دخول مسجد الأغنياء فهو يسرق صلاتك، من يعلمك الكذب باسم الحيلة الشرعية هو يسرق صدقك". الفقيه يقول لك ضع مالا في هذا الضريح ليصل إلى الله، بينما لايصل هو إلا ليد الفقيه، يسرقك ويسرق الله في نفس الحين ويقول لجيشه، احتلوا هذه البلدان فإنه فتح من الله، وانهبوا أموالهم واسبوا نساءهم فإنها غنيمة، وخذوا منهم الجزية فإنهم أهل ذمة .. وهلم جرا. أولئك هم الحكماء والفقهاء، وتلك هي شريعتهم، لصوص ونصوص. مؤسف أنك تسير في تاريخ المعبد فلا تجد فيه ضميرا لله ولا قلبا لله ولا وجها لله ولا بيتا لله، إنك قد تجد لصوصا لله فحسب تاريخا بهم وليس كتابا .


رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

1 التعليقات:

  1. نشكر كل مساهمه من شانها ان ترتقي بالمستوى الثقافي لشعوبنا التي باتت لاتميز بين النور والظلامحقا ان مانحتاجه هو ثوره على مستوى المفاهيم

    ردحذف