100 عام من الإسلام السياسي بالعراق - رشيد الخيُّون (جزءان)



 حول الكتاب

إن ظاهرة الحراك الديني السياسي بالبلاد العراقية، التي ظهرت بوادرها في عشرينيات القرن الماضي غدت بعد عقد السبعينيات منه تشكل ظاهرة سياسية خطيرة، حين تبدلت المطاليب من الحفاظ على الحالة الدينية والإلتزام الديني المعقول إلى المناداة بإستلام السلطة وبقوة السلاح، وفرض حالة التدين، أو ما يعبر عنه بأسلمة المجتمع عبرها.

وذلك بسبب الظروف الداخلية التي تعرضت لها البلاد، حيث الحرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدكتاتورية الخانقة، جمعاً مع الظرف الخارجي المتمثل بإنفجار الثورة الإيرانية، والأمر ليس بعيداً عن تأثيرات حرب الجهاد الأفغانية، في الحالة الإسلامية الكردية في الأقل.

إجمالاً، هبت صحوة دينية سياسية عارمة، لم تشهدها العقود، بل ولا القرن الخوالي، وبسبب طبيعة النظام السابق، ومحاولاته في تكريس الطائفية، كرّدة فعل طبيعة ضد إنتصار الثورة الإيرانية الشيعية، وتعاظم المدّ السياسي الشيعي داخل العراق، أخذ الفعل السياسي أو الحزبي طابعاً شيعياً، مع وجود فعل سنّي نشأ واستمر خاملاً إلى حدٍّ ما، كان ممثلاً بالحزب الإسلامي العراقي، ممثل الإخوان المسلمين، وبتنظيمات شخصية ليس لها الحضور الفاعل في المعارضة العراقية، التي تعاظم أمرها في تعديّ الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، مع أن شخصيات منها، ليست بالقليلة، تلقت ضربات موجعة من قبل النظام السابق، وكانت البداية بالشيخ عبد العزيز البدري (قتل (1969) وشقيقه.

من جانب آخر، وعلى الرغم من المحاولات التي سعت إليها أحزاب وشخصيات، في الإسلام السياسي العراقي، لم يكن ممكناً لحزب ديني أن يتجاوز طائفته، فللسنة أضرابها وبالمقابل للشيعة أحزابها أيضاً، ذلك بسبب طبيعة الخلاف التاريخي التعاقدي، بما يخص مسألة الإمامة، وما تبعها من فروق أخرى في العبادات والمعاملات، والأخيرة أهون من الاولى، فهذه فروع والأمامة أصل، وخصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالحكم وبالتنافس على سدته، مع الإعتراف بأنه ليس كل الأحزاب، والجماعات الدينية على طول الخط مارست الطائفية كحالة تعصب، إستحواذ ضد الطائفة الأخرى.

مهما يكن من أمر، فإنه من الأهمية بمكان متابعة هذا الموضوع عبر التاريخ بهدف الوقوف على هذا الحراك الديني في العراق الذي اتخذ من الأحزاب وسيلة إلى غاياته المنشودة؛ وكتاب "الإسلام السياسي بــ العراق" يأتي في هذا الإطار الذي يحاول المؤلف من خلال رصد الإسلاد السياسي العراق على مدى قرن من الزمن، وعبر عدة عهود من تاريخ الدولة العراقية.

ويصدر هذا الكتاب بجزئين: الأول بإسم الإسلام السياسي الشيعي، والثاني بإسم الإسلام السياسي السنّي؛ وهنا يلفت المؤلف النظر أنه لم تكن لديه الرغبة في تكريس الإنقسام الطائفي وإن كان عبر هذه القسمية لجزئي الكتاب، إلا أن واقع حال الإسلام السياسي بالعراق، على وجه الخصوص، لا يكون إلا طائفياً، مضيفاً بأن الإسلام والحال هذه غدا تعبيراً عن مسمى فحسب، والحقيقة أنه لا بد للمسلم من مذهب يمارس إسلامه عبره، وهذا حال الأحزاب الدينية كافة.

رابطا التحميل

      الجزء الأول       الجزء الثاني         

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق