تنظيم القاعدة: النشأة، الخلفية الفكرية، الامتداد - سعيد علي عبيد الجمحي



 حول الكتاب

إن تنظيم القاعدة تشكل من مختلف التيارات الإسلامية «السلفية- الاخوانية- التبليغية- المستقلون» وبيَّن أن الفكر الجامع لكل من انتمى للتنظيم هو الفكر السلفي، وأن المنهج الفكري للتنظيم هو رسالة «العمدة في إعداد العدة للجهاد في سبيل الله» لمؤلفها عبدالقادر بن عبدالعزيز. كما بيَّن الجمحي في كتابه، أن أكثر من التحق بتنظيم القاعدة عند التأسيس من اليمنيين كانوا من الجنوب، لأن هدف بن لادن بعد تحرير أفغانستان هو تحرير الجنوب من سطوة الحزب الاشتراكي. ويندرج في هذا الإطار، ما كشفته تقارير المخابرات الأمريكية عام 2006م، بأن الكثير من أعضاء القاعدة انتقلوا في وقت واحد من باكستان وأفغانستان والسعودية صوب اليمن، وهو ما تأكد بالفعل في أحداث زنجبار الأخيرة التي تلقى فيها التنظيم ضربات موجعة، حيث وُجد بين مقاتلي القاعدة باكستانيون وأفغان ومصريون وسعوديون وسوريون وصوماليون. ومن المؤكد أن تنظيم القاعدة ينمو وينتشر بسرعة فائقة، عندما تتوافر له البيئة الثقافية والاجتماعية المواتية والمناسبة وعندما تسود الفوضى والاختلالات والانقسامات، وهو ما جعل مخاوف الغرب تتزايد من خطر القاعدة في اليمن انطلاقاً من عدة اعتبارات منها: - موقع اليمن الاستراتيجي المتاخم بحرياً للصومال، التي اصبحت على وشك السقوط تحت سيطرة مليشيات حركة الشباب الصومالية القاعدية. - الوضع السياسي والاقتصادي المتدهور في اليمن. - توافر البيئة الثقافية والاجتماعية المناسبة لتغلغل التنظيم خاصة في ظل انتشار المدارس والجامعات والمؤسسات الدينية التي ترتبط روحياً وفكرياً مع القاعدة.. وأخيراً وهو الأهم ما تشهده البلاد من حركة احتجاجات تطالب بإسقاط النظام وبالثورة منذ خمسة أشهر والتي يتزعمها الاخوان المسلمون في اليمن. هذه الاحتجاجات التي أفرزت إلى الآن جملة من الحقائق والنتائج، التي تؤكد بما لايدع مجالاً للشك، أنه ليس في اليمن مشروع ثورة حقيقية، لفقدانها للمضمون الوطني والمشروع التحديثي والأدوات الثورية الحقيقية، واستنزاف اللاعبين السياسيين في داخل الساحات للكثير من القيم الوطنية والديمقراطية، ومبادئ وأسس السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار، فالحادث الإجرامي الذي استهدف رئيس الجمهورية، وكبار قيادات الدولة في جامع النهدين، واحتفال الساحات الثورية بما نتج عن هذا العمل الإرهابي، مثل ذروة سقوط القيم والأخلاق السياسية والديمقراطية، وذروة سقوط أخلاق المهنة الإعلامية عندما سارعت قناة «الجزيرة» إلى ترويج أن الحادث مفبرك ومخطط له من قبل الرئيس نفسه.. وأن استهداف محطات الكهرباء والمنشآت الحيوية بالتدمير والحرق والنهب، ضمن خطة إسقاط النظام، مثل ذروة البربرية السياسية، التي تتكلم باسم الثورة المدنية، كما أن تصريحات قادة المعارضة، ونخب الرموز الدينية كالزنداني والهتار، فيما يتعلق بموضوع القاعدة في اليمن عندما قالوا إنها مجرد فزاعة يستخدمها النظام لتخويف الغرب، مثل ذروة الانتهازية السياسية والدينية وذروة فقدانه المصداقية وإفلاس ما تسمى ثورة لمشروع التغيير والتحديث والسلم الاجتماعي. وأمام هذا السقوط والإفلاس فإن ما يحدث من احتجاجات يقال عنها إنها ثورية لا يخرج عن كونه فوضى تتداعى بصورة جنونية، يلعب الإعلام الداخلي والخارجي دوراً كبيراً في استثمارها، لتنفيذ أهداف غير ديمقراطية متجردة من القيم الوطنية، وتمرير مشاريع متخلفة ضد الحرية والتحضر وضد المستقبل والديمقراطية، خُصصت من أجلها آبار من النفط القطري وكان الأولى بها بدلاً من أن ترعى هذه الفوضى الديمقراطية، أن تلتفت إلى مؤشرات التقرير العالمي للتنمية السياسية والاجتماعية، الذي يضع قطر في ذيل القائمة العربية، كما يشير إلى أن التحولات السياسية في قطر راكدة ومعطلة، وأن الوعي السياسي في المجتمع القطري متدنٍّ جداً، في مقابل النمو المضطرد للوعي الديني السلفي، نتيجة لإغراق البلاد بالمؤسسات والجمعيات الدينية السلفية التي تعمل على أسر وتدمير العقل السياسي، والوعي المدني بالحياة، الذي يعزز ثقة الإنسان بنفسه كمنتج ومشارك في صنع القرار.. وهذه الممارسة تعتبر من أشد صور واشكال القهر والإذلال الآدمي بتدجين الإنسان واغتصاب إرادته وعقله وطموحاته الإنسانية الحديثة والمعاصرة. 

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

1 التعليقات: