بؤس الرفاهية: ديانة السوق وأعداؤها - باسكال بروكنر



حول الكتاب

يؤكد هذا الكتاب أن كل إنسان يبذل قصارى جهده من أجل توفير العوامل المادية والنفسية، التي تهيئ له تحقيق طموحه من الاستقرار والطمأنينة، وتحسين مستوى معيشته، وصولاً إلى مستقبل أفضل من التميز والنجاح. ويوضح الكتاب أيضاً أن إخفاق اقتصاد السوق لم يقتصر على عدم الوفاء بوعوده، وترك مئات الملايين من البشر دون عمل، وإنما يتجلى بتحويله للإنسان إلى مجرد آلة لإنتاج الثروة.

وتؤكد المؤلفة على أنه عند فشل الرأسمالية، تظهر الأزمات والشدائد، وفي حال نجاحها تبث الفساد وتروج البضائع الردئية، وكأن الاستهلاك المحموم أصبح الهدف الأفصى للحضارة الغربية، ويترتب على ذلك انفكاء الأفراد على أنفسهم، وضعف اهتمامهم بالعالم، فلا يرون في السياسة سوى امتداد لإدارة شركات تجارية عالمية.

ويوضح الكتاب أن الرفاهية تكون نقمة وسخيفة، عندما لا تسع مصالح غالبية البشر، ولا تقتصر المشكلة على أن ثمار التقدم لا توزع بالقسن، بل لكونها هي ذاتها ثماراً مسمومة، ضارة لما يلازمها من إسراف وتلوث.

ويعرض الكتاب بعض الإحصائيات المهمة التي تعطي تصوراً واضحاً عما الأحوال الاقتصادية من فوارق اجتماعية، والتي تتسع هوتها بشكل يومي.

ويبين الكتاب أن اللامساواة إزاء المرض والجوع والموت هي قصور في الحرية الفعلية، وهي تحرم الحرية من وسائلها، وتحولها إلى قشرة فارغة. إنها تعوق تقدم الإنسان، وتخضعه للخوف والحاجة، وتمنعه من الاختيار بين عدة أنماط من الحياة. إن المجتمع السليم هو الذي يضاعف فرص الجميع، ويسمح لكل الناس ببذل الجهد وإثبات القدرات؛ فالديمقراطية لا تقبل بوجود هوة بين مبادئها وأفعالها، إلا إذا أرادت أن تفرغ المبادئ من دلالتها. ويذكر الكتاب أن فوارق الدخول بين الأغنياء والفقراء، قد عادت كما كان عليه الحال في القرن التاسع عشر.

ويوضح الكتاب أن الهوة بين الأغنياء والفكراء تتزايد بشكل مستمر، وأن حقيقة المشكلة تكمن في أنها عقبة سياسية لا اقتصادية، وذلك لأن توزيع الدخول يرجع دوماً لتوزيع السلطة. فالأمر أبعد ما يكون عن حصول من هم أكثر كفاءة وتميزاً على أكبر عائد ومردود، وذلك لأن الأسواق لم تتقيد حقاً بضوابط صارمة، وقواعد محكمية. ويبين الكتاب لم يكن الذين يعملون بجد فقراء، ولم يكن المضاربون ليصبحوا إجمالاً أغنياء.

وتذكر مؤلفة الكتاب أن هناك عدداً من التغيرات التي مست عالم العمل والشغل بكامله، فبالإضافة إلى غياب الوظيفة المستقرة، هناك الوظائف الإلكترونية المتعددة، التي تجمع المجهود كله في يد واحدة، وتجعل الموظفين في توتر دائم. بحيث أصبح هناك استنزاف سريع للموظفين وللقيادات، وصارت الأقدمية عائقاً في الغالب.

ويبين الكتاب بأنه لا بد أن يلائم المسار المهني مستوى الشهادات والخبرات، وأن تكون الرؤية الكلاسيكية للشغل لصفته جهداً دؤوباً لبناء الذات وتغييرها، وتجاوباً متناسقاً مع الزمن، ليصبح العامل أكثر أهمية وأفضل إنتاجية في مجال عمله.

ويوضح الكتاب كيف أنه مع مطلع القرن الحادي والعشرين أصبحت النخب تتمتع بالعبودية النشطة، أي أن السادة عندما يمتلكون العمل، يستولون في الوقت نفسه على مصائر الأمة، ويتحكمون في الآخرين، ويتعاملون معهم وكأنهم عبيد لهم، يسيطرون على إحساسهم، ويسلبون مصيرهم منهم، يمارس الإكراه عليهم، دون أن يكونوا قادرين على الإفلات منهم. ويذكر الكتاب إذا كانت الرفاهية تفيد المحظوظين، فإن الانحدار يمس كل البلدان دون تميز.

يتميز هذا الكتاب بعرضه إحصائيات اقتصادية، وبتحليله المتعمق الدقيق والمفصل لكل العوامل التي أدت إلى ما نحن فيه الآن من بؤس وضياع، ويرشد إلى كيفية التخلص من هذه الحالة ورفض الانصياع الأعمى لهذه السيطرة الاقتصادية العالمية الجديدة. 

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

1 التعليقات:

  1. الملف محمي بكلمة سر .. هل يمكن الحصول عليها ؟؟

    ردحذف