سيكولوجية المال : هوس الثراء وأمراض الثروة - أكرم زيدان


حول الكتاب

"سيكولوجية المال أو هوس الثراء وأمراض الثروة"، كتاب من تأليف الدكتور أكرم زيدان ضمن سلسلة عالم المعرفة، طبعة ماي 2008، كتاب في علم النفس يحلل من خلاله المؤلف نظريته حول المال بكونه ظاهرة نفسية وليس مجرد ظاهرة اقتصادية، وأن التجربة المالية مظهر من مظاهر العمق والأصالة في سيكولوجية الفرد والجماعة.
يرى المؤلف أن للمال مكانا خاصا في حياة الإنسان النفسية يمتلئ بكثير من مظاهر الألم والأمل والاستثارة وذلك لارتباطه بكثير من الدوافع والميول والحاجات والقيم، وإقبال المرء على تحقيق ذاته، أو البحث عن السعادة من خلاله، والخبرة النفسية التي يخلقها المال ليست خبرة سارة فقط، بل هي خبرة مملوءة أيضا بالألم والاضطراب والمرض والمعاناة من كثير من المشكلات النفسية والاجتماعية التي تدل أن المال قد يكون مشكلة وليس حلا.
يعتبر المؤلف السعي الدائم والصراع المحموم وراء المال اندفاعا وراء الخبرات السارة والابتعاد عن الألم.
عندما تقوم سيكولوجية الفرد والجماعة على النظر إلى المال باعتباره غاية في حد ذاته، لابد أن ينشب الصراع الذي يفسد كل العلاقات الاجتماعية لأنه صراع لا يقوم على التنافس ودفع الأفراد بعضهم بعضا، بل يقوم على تشابك المصالح والارتقاء والنمو على حساب الغير، فينظر الفرد إلى الثروة والمال على أنهما لا يتحققان إلا على حساب الآخرين، فتظهر مشاعر مرضية من الأنانية والنرجسية والاتجاهات المضادة للمجتمع التي تُنمي قيم الاستسلام والسهولة واللذة والإشباع الفوري للرغبات، وكلها حسب المؤلف متغيرات مدفوعة بهوس المال، تبدو آثارها في الرشوة والبخل والنصب والاحتيال والاختلاس والادخار القهري والإسراف القهري.. والديون بأشكالها المتنوعة، وكلها متغيرات قائمة على قيم التراخي وقانون "أقل الجهد".
إذا كان الفرد يعتقد أنه من خلال المال يحقق ذاته، فإن المؤلف يعتبر أنه تحقيق وهمي للذات، تظهر مشاكله في عدم قدرة الفرد على المثابرة والانجاز والشعور بالإحباط والتوتر والقلق لأتفه الأسباب، وعند مواجهة صعوبات بسيطة في الحياة لا يمكن التغلب عليها من خلال المال.
إذا كان للفقر أخطاره ومشاكله، فإن الغنى أو آفة المال حسب المؤلف - أخطر- فالفرد قد يعتمد المال ويعتبره كل شيء في الوجود وأنه الكمال الإنساني كله، وهو أي الفرد بعيد عن كل العيوب بل كاملا، فتموت عواطفه، فلا يحزن على أحد، ولا يحترم غيره...
إذا كان المال كثيرا أصبح الفرد مهووسا بإرادته والتعامل معه، وإذا كان قليلا أصبح مهووسا بالحصول عليه، ولما كان المال كمية محدودة في المجتمع ولا تكفي لملء جميع الخزائن وتهدئة كل المطامع، أصبح الأفراد والجماعات يتناهبونه ويتصارعون حوله، فيبخلون به، أو يدخرونه، أو يفتخرون بالإسراف في إنفاقه.
يعتبر الهوس بالمال حسب المؤلف وراء العديد من الجرائم التي يعرفها المجتمع، كالرشوة، الاختلاس، الاحتيال، التهرب من الضرائب... كما قد يؤدي إلى الوقوع تحت طائلة الديون...
يستعرض المؤلف في كتابه بعض النظريات النفسية التي تناولت المال سيكولوجيا ابتداء من "فرويد" من خلال مقالة صدرت له سنة 1908 بعنوان "الخلق والشبقية الشرجية" الذي عرض نظريته عن المال في محاولة منه لتقديم تفسير بيولوجي لسلوك اجتماعي يرى فيه المال أحد أهم العوامل التي توضح الفروق بين الأفراد، وأنه يرتبط ارتباطا مباشرا بالشخصية عبر مراحل التطور والنمو، وكيف - دائما من خلال نظرية "فرويد" – تعتبر الاتجاهات النفسية نحو المال اتجاهات ثنائية الشرط إما أن تكون سلبية للغاية ومتمثلة في البخل وإما ايجابية جدا متمثلة في الإنفاق الذي قد يصل إلى درجة مرضية في الإسراف والتبذير.
في دراسة لأنيل وآخرين عام 1992 اتضح أن العناد والبخل والنظام مظاهر متكررة لدى الأفراد الذين يوصفون بأنهم من ذوي "الشخصية الشرجية".
يرى علماء التحليل النفسي والإكلينيكي أن المال له العديد من المعاني والرموز السيكولوجية أهمها: - الإحساس بالأمن – الحب - الشعور بالقوة - الإحساس بالحرية.
من الغريب -حسب المؤلف- أن يدرك المرء أن المال قد يؤدي إلى بعض الاضطرابات أو الأمراض النفسية والاجتماعية وذلك لأن الأفراد يعتبرون المال حلا وليس مشكلة، صحة وليس مرضا.
يقسم علماء النفس ما يسمى بـ "شخصية المال" إلى ثلاث: "الهو"، "الأنا" و"الأنا الأعلى".
شخصية المال الخاصة بـ "الهو" هي التي تبحث عن اللذة وتحقيق بعض الرغبات غير المشروعة التي يرفضها المجتمع مثل السرقة والاختلاس والاحتيال والثراء على حساب الآخرين، وهي شخصية لا تتحمل أدنى مستويات الإحباط وتحاول تجنبه بأي طريقة.
أما "الأنا" فيعتبرها المؤلف الجانب العقلاني المنطقي في الشخصية الذي يزن الأمور المالية طبقا لقواعد المجتمع وقوانينه وقوانين الواقع.

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق