فرح أنطون وصعود الخطاب العلماني - سمير أبو حمدان


حول الكتاب

فرح أنطون (1874-1922) واحد من أهم المفكرين العرب الذين عاشوا على الحدود المشتركة بين القرنين التاسع عشر والعشرين. وهو من أبرز الذين حملوا هم التقدم والنهضة في المشرق العربي -الإسلامي. وقد تميز بثقافة مترامية شملت التاريخ والأدب والفلسفة والعلم الأمر الذي يحملنا على وصفه بالمفكر الموسوعي دون أن نتجنى على الحقيقة ونتهم بالمبالغة. فالرجل تضلع بثقافة الغرب ومعارفه، ففتح خزائن هذه الثقافة وتعرف إلى رجالاتها ورموزها، وإذا ما أحد منهم أثار اهتمامه جعله ضيفاً معززاً مكرماً على اللغة العربية، فنشر سيرته، وترجم أهم أعماله، وتحدث عن أبرز مواقفه، وهمه في كل ذلك أن يعرف القراء العرب والمسلمين إلى أولئك الرجال الذين أسهموا، وكل في مجال اختصاصه، في نهضة الغرب وتقدمه وعمرانه. وهكذا فعل وليم شكسبير وفرنسيس باكون وماكس مولر وأرنست رينان، وهكذا فعل مع جول سيمون وبرناردان دي سان بيير واسكندر دوماس، وأيضاً فعل ذلك مع تولستوي وجون روسكين وبرتلوز وغيرهم. وكان في حديثه عن هؤلاء يرمي، ومن ضمن مشروعه الفكري التنويري، إلى تعريف قراء "الجامعة"، وهي المجلة التي أصدرها في العام 1899، بمبادئهم وأفكارهم لأجل أن "تنتفع بها الهيئة الحاكمة والهيئة المحكومة في الشرق".

ولم تقتصر ثقافة فرح انطون الموسوعية على معارف الغرب ومفاهيمه، وإنما جرى حفرياته في التراث العربي الإسلامي بحثاً عما يعضد ويعزز مشروعه العلماني/العقلاني بأفكار من رجالات هذا التراث. فكان أن وجد، وفي منطقة ما من هذا التراث، الفيلسوف العربي القرطبي أبو الوليد ابن رشد، فاستضافة في "جامعته" مترجماً له، وشارحاً لفلسفته، ومستخرجاً من هذه الفلسفة أهم الأفكار التي يمكن توظيفها واستثمارها في خطابه العلماني.

وما نشره في "الجامعة" في سيرة حياة ابن رشد، ومن شرح لفلسفته العقلانية، شكل إلى بعضه البعض كتابه الشهير "ابن رشد وفلسفته" الذي أثار في نهاية القرن الماضي زوبعة من الجدل والنقاش تمثلت، على وجه التحديد، في المناظرة التي جرت بين فرح انطون وبين الأستاذ الإمام محمد عبده، دارت بجملتها حول المسائل والأفكار والطروحات التي أثارها فرح على صفحات مجلته في خلال شرحه لأفكار الفيلسوف القرطبي الذي كان قد رفع العقل إلى منصة عالية ومرموقة.

وفي هذا الكتاب عن فرح أنطون عمل المحرر "سمير أبو حمدان" بفكره وبأدبه وبالوقفات البارزة في حياته. فتحدث عن سيرته الذاتية أعمال الروائية "الدين والعلم والمال"، "أورشليم الجديدة"، كما وتوقف عند فكرة السياسية وموقفه من الأديان ومسألة فصل الدين عن الدولة.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق