رحلة الوزير في إفتكاك الأسير - محمد الغساني الأندلسي


حول الكتاب

أتي هذا الكتاب ضمن سلسلة "إرتياد الآفاق" والتي تهدف إلى بعث واحد من أعرق ألوان الكتابة في ثقافتنا العربية، من خلال تقديم كلاسيكيات أدب الرحلة، إلى جانب الكشف عن نصوص مجهولة لكتّاب ورحّالة عرب ومسلمين جابوا العالم ودوّنوا يومياتهم وانطباعاتهم، ونقلوا صوراً لما شاهدوه وخبروه في أقاليمه، قريبة وبعيدة، لا سيما في القرنين الماضيين اللذين شهدا ولادة الاهتمام بالتجربة الغربية لدى النخب العربية المثقفة، ومحاولة التعرّف على المجتمعات والناس في الغرب.

بالإضافة إلى ذلك فإن هذه السلسلة من كتب الرحلات العربية إلى العالم تهدف إلى الكشف عن طبيعة الوعي بالآخر الذي تشكل عن طريق الرحلة، والأفكار التي تسرّبت عبر سطور الرّحالة، والانتباهات التي ميّزت نظرتهم إلى الدول والناس والأفكار.

فأدب الرحلة، على هذا الصعيد، يشكل ثروة معرفية كبيرة، ومخزناً للقصص والظواهر والأفكار، فضلاً عن كونه مادة سرديّة مشوّقة تحتوي على الطريف والغريب والمدهش مما التقطته عيون تتجول وأنفس تنفعل بما ترى، ووعي يلم بالأشياء ويحللها ويراقب الظواهر ويتفكر بها. وقبل أن ترسم لوحة أوسع لرحلة ومسارها لا بد من الإشارة إلا أن رحالتنا الوزير محمد بن عبد الوهاب الأندلسي الفاسي المتوفى عام 1119 و7071م كان من كبار مثقفي عصره، وكان يتمتع بسرعة هائلة بنسخ الكتب. وبالرجوع إلى مسار رحلته نجد أن انطلق من المغرب في 19 أكتوبر 1690 وقصد في طريق الذهاب: مرسى جبل طارق، فسبتة، وقالص، وسانتا مرية، فشريش، والبريجة، واطريرة، ومرشينة، وإيشكا، ووادي شينيل من أحواز غرناطة، قرطبة، مدينة الكاربي، مدينة اندوخر، مدينة لينارس، إلى دشرة تسمّى طُري كوان ابان، مانشا، دار للنزول قرب مدينة شكلانة، المنبريلية، مانسنارس، مدينة مورا، وادي طاخوا وهو مار بمدينة طليطلة، قرية بنك، مدينة خطافي، وحل في مدينة مدريد عشية يوم السبت السابع من شهر ربيع النبوي عام 8/1102 ديسمبر 1690 ثم توجّه إلى بيردي، البنطة، المورو، أرانخوس، ورجع إلى مدريد. وفي 20 مايو 1691 سلك طريق العودة إلى المغرب، فكان خروجه من مدريد ووصوله إلى قرية وشقة، وفي طُلَيْطُلَة تنقطع الرحلة.

بدأ الغساني رحلته بأخبار مرسى جبل طارق وختم رحلته بأخبار ووقائع عن فتح الأندلس وبين المدخل والمخرج يمتد نصّ الغساني ويتشعب، بينما هو يقف على الأحوال والمشاهد من مدينة إلى أخرى من مدن الأندلس، وصولاً إلى مدريد في قلب الجزيرة الإيبيرية، وتتعدد طبقات نصه ومستوياته، وينبني خطابه، فإذا بنا، إلى جانب الأديب الناثر وذواقة الشعر والجمال، بإزاء عالم اجتماع وسياسي عارف بخفايا الأشياء، ومثقف مطلع ليس على وقائع التاريخ العربي-الإسلامي وحسب، وإنما الأوروبي أيضاً.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق