حول الكتاب
"هنالك لفظة ما عرفتها في حياتي قط، ألا وهي الهزيمة.. سوف لن أخلع بزتي العسكرية إلا بعد تحقيق النصر" هو ذا أدولف هتلر النمساوي الذي انتشلته التعبئة من يد الفاقة وألحقته بالجيش البافاري. غادر ميونيخ وليس له فيها أم ولا زوج ولا ولد ولا صديق، فإذا بالحرب خير مربّ ومدرسّ لذلك الرسام المحقق: علمته النظام والانضباط اللذين كان شغوفاً بهما. ودربته على مجابهة الحقائق التاريخية، ولقنته أسرار الغوص على خفايا نفسيّة الجماهير ولقد بلغ به انضباطه أنه لم يطلب خلال الحرب الطويلة سوى إجازتين: واحدة للذهاب إلى "ليل" في الأرض المحتلة، وأخرى للذهاب إلى "برلين" عشية الهزيمة أما موقفه من رؤسائه فكان مطبوعاً بتهذيب نمساوي اعتبره أصدقاؤه البافاريون على شيء من المداراة ومراعاة الخواطر. ولمّا أطلت الهزيمة على "ألمانيا" كان واحداً من قلائل أدركوا يقيناً أن أسباب الكارثة كامن في الدعاية الناقصة، مما جعل الشعب الألماني لا يعرف لماذا يحارب.
وقد أبدع هتلر في المهمة الدعائية التي عهد بها إليه الحزب الشيعي الألماني، أن ببلاغته المثيرة، أو بأحاديثه الحميمة مع الناس. وهكذا أصبح أدولف هتلر زعيماً لشعبه، وبات هذا الشعب يشعر بأنه وزعيمه "الفوهور" يؤلفان وحدة لا تنفصم لها عرى، ذلك أن "هتلر" لم يبق المحرك السياسي الذي عرفوه بالأمس، بل أمسى الرجل الذي أوكلت إليه العناية الإلهية أم تطهير "ألمانيا" وبعثها. إنه، بحق، ذلك الزعيم الذي وهب صوته لشعبه.
ومن خلال تلك الثقة مضى هتلر في طريقه ليس لتطهير ألمانيا وتزعمها. وسبب حلمه هذا حرباً عالمية حصدت الآلاف من الأبرياء، ودمرت الحجر والبشر. بدايتها بدأت مع النزاع حول "وانتزغ" وممرها، ذاك النزاع الذي كان يهدد بما لم يكن "أدولف هتلر" يريده بعد، ألا وهو الحرب العالمية، إذا كان هتلر وفي الثالث والعشرين من أيار (23 أيار) من العام 1939يحاول هتلر وللمرة الأخيرة حصر القتال بينه وبين بولونيا. إلا أن الحرب وقعت وتطورت لتتجاوز حدود بولونيا وجيشها إلى حدود الجوار كله وجيوشهم. كيف بدأت هذه الحرب وكيف تطورت؟ وما هي الأسباب والدوافع لها؟ وكيف كانت سيرورتها وتكتيكاتها؟ وما هي أهم ثغراتها؟ ذاك ما حاول ريمون كارتبيه الكشف عنه من خلال جزئي هذا الكتاب الذي يمثل وصفاً رائعاً لهذه الحرب، والذي أغناه تلك الصور الموضحة لكثير من المشاهد والمواقف في تلك الآونة.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق