أساتذتي - نجيب محفوظ


حول الكتاب

كانت كلمات نجيب محفوظ الأولى عقب فوزه بجائزة نوبل فى الآداب عام 1988 اعترافًا بفضل سابقيه ومعاصريه عليه، وبتواضعه الجم أهدى الجائزة إلى طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم وسلامة موسى وحسين فوزى، وحين سُئل عمن يرشحه للفوز بهذه الجائزة اختار يحيى حقى. المؤلف يطوِّف بنا عبر حوارات متصلة مع نجيب محفوظ على أساتذته الذين أسهموا فى تكوينه الأدبى والعقلى ويبدأ بصاحب القنديل فيقول عنه: «إن يحيى حقى يمثل كتابًا خاصًا للسلوكيات الحافلة، بل القيم والمعانى الإنسانية النبيلة، فضلاً عن أنه كان معلمًا لكل المبدعين وأبًا لكل الأدباء. وقد اقترب محفوظ من حقى كثيرًا حين عمل مديرًا لمكتبه 4 سنوات (من 1955 ـ 1959) حين كان يحيى حقى مديرًا لمصلحة الفنون، وتواصلت بينهما حوارات فكرية وأدبية كان لها أكبر الأثر فى تعميق نزعة الالتزام وعشق الأسلوب لدى نجيب محفوظ، أما توفيق الحكيم، فبنزعته الفنية ورهافته التى سعت إلى الاستفادة من كل التيارات والمذاهب الفنية الغربية، كان معلمًا ورائدًا ـ وصديقًا حميمًا فيما بعد ـ لنجيب محفوظ، وحين سُئِل محفوظ بعد وفاة الحكيم عما تبقى منه أجاب: السؤال على هذا النحو ليس صحيحًا، السؤال هو: ماذا لم يتبق من أدب توفيق الحكيم، لأن مؤلفاته كلها مرشحة للبقاء، والفراغ الذى تركه. وبرغم الإعجاب الشديد الذى يبديه نجيب محفوظ بالعقاد ـ حتى إنه يقول العقاد هو الحرية ـ فإن علاقتهما ظلت على الورق لا أكثر، فلم يسع محفوظ أبدًا إلى لقائه ولا العقاد فعل، لكن نجيب محفوظ يقول عنه: لقد أحببت فى العقاد فكره وموقفه وموسوعيته وكبرياءه، وكرهت فيه استسلامه للغضب. وبحسب تعبير نجيب محفوظ، فقد رفع طه حسين روحه المعنوية حين كتب نقدًا عن رواية «زقاق المدق» ثم «بين القصرين» بعد ذلك بسنوات من الاهتمام النقدى الذى أبداه أنور المعداوى وسيد قطب بروايات نجيب محفوظ، واستمرت العلاقات بينهما كأحسن ما يكون، يقول عنه محفوظ: لقد كان رجلاً عظيمًا مضيئًا فى شخصيته وفى إبداعاته ككاتب متعدد المواهب، وقال طه حسين عن نجيب محفوظ فى واحدة من مقالاته النقدية: «لست أعرف أصدق منه تصويرًا لحياة الشعب المصرى (...) يكتب بلغة فصيحة ترتقى بقصصه إلى منازل الشعر الرفيع، دون أن يشق على قارئ أو سامع فى شيء مما يكتب أو يقول». وإلى جانب المناصب التى تولاها الشيخ مصطفى عبدالرازق شيخًا للأزهر ووزيرًا للأوقاف وأستاذًا للفلسفة، كان مصطفى عبدالرازق أديبًا ومتذوقًا للفن والطرب، وقد قرَّب ذلك كثيرًا بينه وبين نجيب محفوظ. أما السندباد «حسين فوزي» فقد قارب بينه وبين نجيب محفوظ عشق الأخير للموسيقى الكلاسيكية العالمية والموسيقى الشرقية، وكان برنامج حسين فوزى الذى استمر يقدمه لسنوات فى إذاعة البرنامج الثقافى أحد البرامج التى يحرص عليها محفوظ فى الإذاعة المصرية، فضلاً عن اهتمامات السندباد الأدبية الرفيعة، ويسمى نجيب محفوظ أستاذه سلامة موسى «رائد الفكر الاجتماعي» ويقول عنه: استحق سلامة موسى بأفكاره التى سبقت عصره أن يضع لحياته عنوانًا هو «رجل المستقبل». هؤلاء «بعض» أساتذة نجيب محفوظ الذين يضمهم الكتاب بين دفتيه، وإن كان محفوظ يؤكد دومًا أنه مدين للشعب المصرى بكل طبقاته وفئاته، الذين من بينهم نبعت أفكار رواياته وتجسدت شخوصها

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق