حول الكتاب
المستقبل" (928 صفحة من القطع الكبير). ويضم هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة أبحاثٍ كتبها ثلاثة وعشرون باحثًا عربيًا، وتوزّعت على الأقسام التالية: الإرث التاريخيّ السياسيّ والاجتماعيّ لتركيا (وجيه كوثراني وسيار الجميل ومحمد جمال باروت وناظم يونس عثمان)؛ المصالح المتبادلة (منير الحمش وهدى حوا وعصام الجلبي وعمرو كمال حمودة وعبد المجيد عطار وناجي علي حرج وطارق المجذوب وسمير العيطة)؛ البعد الإستراتيجي (محمد السيد سليم وفرح صابر ومحمد عبد القادر وعلي حسين باكير وعبد الوهاب القصاب ومصطفى اللباد ومحمود محارب)؛ التحديات المستقبليّة (محمد نور الدين ووصال نجيب العزّاوي وعقيل محفوض وهشام القروي).
قدّم للكتاب الدكتور محمد نور الدين فرأى أن العلاقات بين العرب والأتراك لم تسلك -في أي يوم من الأيام- مسلكًا ثابتًا. وحتى سياسة "حزب العدالة والتنمية" القائمة على الانفتاح على العرب من جهة، والتحالف مع الغرب من جهة أخرى، تأتي في لحظة انعدام الوزن العربيّ في السياسات الدوليّة، الأمر الذي يجعل النموذج التركيّ في الانتقال إلى الحداثة مع الحفاظ على الهُويّة الإسلاميّة مسألة موحيّة لكن ليس على العرب أن يحتذوا بها، بل أن يخلقوا نموذجهم الخاص. وهذا الكتاب محاولة علمية لقراءة العلاقات العربيّة - التركيّة من منظار عربيّ ولا سيما أن تركيا الجديدة دأبت على السعي لتحسين صورتها لدى العرب من خلال احتضانها قضية فلسطين. ومع ذلك، فإنّ الصورة القديمة لتركيا المتحالفة مع الغرب والعضو في حلف شمال الأطلسي لم تتبدد تمامًا، ولا تزال الشكوك العربيّة قائمة في شأن الدور المستقبليّ الذي تطمح إليه تركيا في المنطقة العربيّة. وهذا الكتاب إسهام مهم في فهم تركيا الجديدة ومصالحها، وفي الإحاطة بالمصالح العربيّة في الوقت نفسه، ومحاولة لاكتشاف نقاط الاشتراك ونقاط الافتراق في هذه المصالح المتداخلة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق