حول الكتاب
يعد كتاب "رسالة فى التسامح" من الكتب المهمة لتوضيح الفكر الدينى المسيحى دون تعصب أو انحياز. فهو يتناول قضية "التسامح" من بعدين أساسين هما: بعد تاريخى، وبعد أيديولوجى. ولا يتسنى لنا فهم حقائق ودلالات هذا المصطلح حتى نتعرف على المعنى اللغوى له. فنتيجة الصراع بين الكاثوليكية، وبين الذين تمردوا على مفاهيم الكنيسة الضيقة، (التى كانت تتحكم فى الحياة الثقافية والفكرية منذ العصور الوسطى، وحتى القرن الخامس عشر على الأقل) ونتج عن هذا الخلاف مجموعة رفعت شعار "التسامح" لحل هذه المشكلات، وبذلك تكون قد خرجت من الجلد الدينى الضيق، إلى رحابة الحوار الثقافى والسياسى الذى نجم عن التطورات التاريخية الموضوعية التى حدثت فى بلدان أوربا الغربية، فى هذه الفترة، حيث بدأت تتسرب إلى أوربا موجات من الفكر الأرسطى عبر الترجمات العربية التى وضعها الفلاسفة المسلمون، وعلى رأسهم ابن رشد، حيث تغير الإتجاه الأوربى على أسس عقلانية. بمعنى أن ذبول "موقف" عدم التسامح الذى ميز العصور الوسطى صار "التسامح" بعده آلية إجتماعية/ ثقافية ضرورية لبقاء المجتمعات الأوربية وتطورها منذ عصر النهضة. ويتناول الكتاب فكر جون لوك عن التسامح وهو يرى أن الغاية من نقد التسامح هو أن يكشف عن "الوهم" الكامن فى الأنظمة السياسية التى تزعم أنها تتسم بالتسامح، وهى ليست كذلك. وفى النهاية يمكن أن نقول أن كلاً من الكنيسة والدولة إذا اقتنع كل منهما بالبقاء فى داخل حدوده –الدولة ترعى الرفاهية الدنيوية، والكنيسة تشغل بخلاص النفوس- فإنه من المستحيل أن يحدث بينهما شقاق، وبالتالى يكون قد تحقق مفهوم التسامح على المستويات المتدرجة داخل المجتمع.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق