حول الكتاب
“ثورات قلِقة – مقاربات سوسيو – استراتيجية للحراك العربي” هو عنوان الدراسة الصادرة حديثاً لمجموعة من المؤلِّفين (في ط.أولى 2012، وهو من سلسلة الدراسات الحضارية التي يصدرها مركز “الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي في بيروت”).
وهذا الكتاب هو من إعداد وتقديم رئيس مركز “دلتا للأبحاث المعمَّقة في بيروت، الباحث محمود حيدر” وتدور محاور هذا الكتاب حول العناوين التالية:
“بواعث الثورات القلقة مسعىً تنظيريّ لفهم: طبائعها، وأسئلتها، وتحيّزاتها الإيديولوجية”، “التغطية الإيديولوجية للثورات العربية – بين ثقافتين: الفتنة والنهضة”، “الثورات العربية البعد السوسيو – ديني”، “أميركا والثورات العربية”، “الخلفيات المعرفية التاريخية للثورات العربية”، و”اختبارات ثورتي البحرين وتونس وتطبيقاتهما”.
هذا وقد جاء في مقدمة المركز لهذا الكتاب، ما يلي:
حتى لو اتفقنا على التعامل بإيجابية مع العناوين الشائعة في الخُطب الإعلامية والسياسية والفكرية، لجهة تعريف التحولات بأنها ثورات فتحت باب التغيير الديمقراطي، فليس لنا أن نغفو عن تلك الشبكة الهائلة من التعقيدات والتداخلات، التي تدفع بالحادث الثوري نحو فوضى الاحتراب الأهلي والتفتيت الوطني؛ لذا فإن الرؤية الأكثر اقتراباً من الواقع، تشير إلى أن الحادث العربي في مجمل أقطاره وساحاته، هو حادث يحوطه ضباب كثيف؛ لكنه مفتوح على احتمالات ووعود لا حصر لها.
وإذ نضع عبارة “الثورات القلقة” عنواناً لهذا الكتاب، فلأننا على يقين من أن ما يحدث هو أشبه بـ”جيولوجيا مجتمعية” تتعدّد أسبابها ومحرّكاتها، مثلما تتنوّع المؤثرات والعوامل الداخلية والخارجية المؤدية إلى انفجارها وديمومتها. القلق الذي يسم راهن “الثورات العربية” ومستقبلها له دواع كثيرة. في مقدمها الاضطراب المتمادي في تعريفها وبالتالي حرص الفاعلين فيها والمعنيين بها على إعطاء تعريفات تعكس رؤاهم ومواقعهم ومصالحهم.
وهو ما جعل الثقافة السياسية العربية تستغرق في فوضى المصطلحات، إلى درجة غدت مفاهيم الثورة والنهضة والتحرير، موازية لمفاهيم الفوضى والاحتلال والحروب الأهلية.
ومن الأسئلة التي تشغل دوائر التفكير والتحليل السؤال الآتي: إلى أي نوع من الثورات تنتمي الثورات العربية؟ هل هي تنتسب إلى ثورات الحداثة وتشكل استمراراً لقوانينها التاريخية…. أم أنها ثورات جاءت من عالم المفارقة، حيث لا صلة نسب لها بأيًأي من الثورات الكبرى في التاريخ، لا في مقدماتها ولا في نتائجها فضلاً عن قواها وشعاراتها؟
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق