حول الكتاب
الكتاب مخصّص للدفاع وبقوّة عن الأطروحة التالية: وهي أنّ العلمانية علاج ليس فقط للانقسام الإسلامي- المسيحي داخل العالم العربي كما يزعم الكثيرون، وإنّما أيضا للانقسام المذهبي داخل الإسلام نفسه. وهذا صحيح بل وأكاد أقول تحصيل حاصل. من يستطيع أن ينكر خطورة الانقسام السنّيّ- الشيعي وتهديده للوحدة الوطنية ليس فقط في العراق وإنما أيضا في سوريا ولبنان والسعودية والبحرين والكويت بل وحتى اليمن؟..بل وسأزايد على أطروحة طرابيشي أكثر وأقول بأنّ العلمانية هي دواء حتى داخل الإسلام السنّيّ نفسه وكذلك داخل الإسلام الشيعيّ هذا ناهيك عن المسيحيين العرب. وذلك لأنّ التحديثيين العرب من رجال ونساء باتوا يضيقون ذرعا بالقيود الدينية الخانقة حتى داخل طوائفهم. ولذا يمكن منذ البداية استخلاص نتيجة عامّة وهي: أنّ العلمانية، أي الحداثة الفكرية، سوف تخترق كلّ الطوائف والمذاهب دون استثناء. وعندئذ يمكن أن يصف المسيحيّ العربيّ مع المسلم ضد المسلم الأصوليّ أو المسيحي الأصوليّ، الخ..وبالطبع فان السنّيّ سوف يصف إلى جانب الشيعي إذا كان تحديثيا ليبراليا والعكس صحيح أيضا..ولكن ذلك لن يحصل بشكل قويّ إلا بعد تفكيك العقائد القديمة والعصبيات الطائفية والمذهبية كما فعل فلاسفة التنوير في أوروبا.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق