حول الكتاب
"ظهر الإسلام" كتاب في أربعة أجزاء يبحث في الحياة الاجتماعية والحركات القلمية والأدبية والفرق الدينية في العصر العباسي الثاني. في الجزء الأول من الكتاب بحث المؤلف في الحالة الاجتماعية ومراكز الحياة العقلية من عهد المتوكل إلى أخر القرن الرابع الهجري. وقصد المؤلف بهذا الكتاب ن يكون مقدمة لدراسة واسعة للحركة العقلية في النصف الأخير من القرن الثالث عشر، وفي القرن الرابع، وهي أوسع حركة، وأخصبها وأعمقها في تاريخ المسلمين إلى اليوم، وقد عنى المؤلف في هذا الجزء بناحيتين؛ أولاً: وصف للحياة الاجتماعية في هذا العصر، فليس يمكن فهم الحياة العقلية إلا بفهم بيئتها التي نشأت فيها، والعوامل التي ساعدت عليها، وطبيعة الناس الذين أنتجوها ونحو ذلك. ثانياً: وصف لمراكز الحياة العقلية، ونوع الحركات العلمية والأدبية التي ظهرت في كل اقليم وخصائصها، وأشهر رجالها، وهو وصف موجز ونظرة خاطفة، أرادها المؤلف أن تكون نقطة ارتكاز يعقبها تفصيلها والتوسع فيها فيما يأتي بعد.
أما الجزء الثاني من الكتاب الذي جاء على نمط ضحى الإسلام، بحث المؤلف في تاريخ العلوم والآداب والفنون في القرن الرابع الهجري حيث تناول كل من العلوم التالية: التفسير والحديث وعلم الكلام، الفقه والتصوف، اللغة والأدب، النحو والصرف والبلاغة، الفلسفة، الأخلاق، العلوم، التاريخ والجغرافيا، وسائل العلوم، الفن، التجارة والصناعة والزراعة، القضاء والإدارة.
أما الجزء الثالث، فقد بحث المؤلف في الحياة العقلية في الأندلس، من فتح العرب لها إلى خروجهم منها، حيث تكلم في الحركات الدينية واللغوية والنحوية والأدبية والفلسفية والتاريخية والفنية. والمؤلف لم يكتب في كتابه هذا بالتأريخ للحركة العقلية للأندلس في القرن الرابع وحده، بل هو أرخ حياتها العقلية متسلسلة من وقت فتح المسلمين لها إلى وقت خروجهم منها، أي نحو ثمانية قرون، حتى تكون كلها مربوطة برباط واحد، معروضة عرضاً واحداً. حيث أرخ كل علم من مبدأ ظهوره في الأندلس وكيف تدرج، حتى آخر أمره فيها، ويجدر الإشارة إلى أن المؤلف لم يتعرض لشرح الحياة السياسية والاجتماعية إلا بالقدر الذي يلقي ضوءاً على الحياة العقلية.
وفي الجزء الرابع من الكتاب بحث المؤلف في المذاهب والعقائد وتطورها وفي الصراع بينها، وفي المرحلة الأخيرة من تدوينها في متون، ثم شرح هذه الملخصات، مع نظرات في مستقبل المذاهب الإسلامية. ولهذا الجزء منزلة خاصة لأنه تم نشره بعد وفاة مؤلفه أحمد أمين، وذلك من قبل تلميذه الدكتور أحمد فؤاد الأهواني، حيث حرص على الاحتفاظ ما أمكن بالأصل، خشية التزييف على التاريخ، اللهم ما لم يكن له بد. والقارئ سيطمئن إلى أن الكتاب الذي يقرؤه صورة صحيحة لتأليف أحمد أمين، وأنه آخر شيء ألفه قبل وفاته.
رابط التحميل
llllllllll
ردحذف