حول الكتاب
كانت الأسطورة عند أقوام الأزمنة القديمة أساس الحياة الاجتماعية والثقافية. وهي واقعية ومقدسة لذا غدت نموذجاً. لكن قد جرى النظر إلى الأسطورة في العصور القديمة على أنها تعني الوهم والخرافة. ومؤلف هذا الكتاب يعارض من يعتبر أن الأسطورة هي رواية لتاريخ مقدس يخبر عن أحداث وقعت في الزمان الأول، قامت بها الآلهة والكائنات الخارقة العظيمة، وهو يعبر في كتابه على إظهار العلاقة بين دينامية اللاشعور -كما تتجلى في الأحلام وفي المخيلة- وبين البنى الموجودة في العالم الديني. حيث لاحظ في عالم الأحلام وجود تلك الرموز والصور والوجوه والأحداث التي تشكل نبيان الميثولوجيات. ويرى المؤلف أن الأسطورة بنمط وجودها تكشف عن شيء معين هو إبداعي ومقدس لأنه يؤسس بنية للواقع وسلوكاً للبشر. لأن الأسطورة تروي دائماً أن شيئاً معيناً تم بالفعل وإن حدثاً جرى في البدايات وحصل في الواقع بالمعنى الدقيق للكلمة.
إن الكاتب في هذا يؤكد بصورة جلية على بنية ووظيفة الأساطير، ويذهب إلى أن لا وجود للأسطورة إذا لم تعمل على إماطة اللثام عن سر ديني وإذا لم تكشف عن حدث أولي قديم أسس بنية للواقع أو سلوكاً للبشر. كما يحاول الكاتب أيضاً إثبات العلاقة بين عالم الأحلام وعالم الأساطير حيث تم العثور على تماثل بين الشخصيات والأحداث الأسطورية وبين شخصيات الأحلام والأحداث التي تجري فيها. وعلى وجع العموم فإن هذا الكتاب يشكل مدخلاً لفهم العوالم الداخلية للإنسان وعلاقتها بالواقع.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق