حول الكتاب
جاء الإسلام والناس في جاهلية وشقاق , فعرفهم الواحد الأحد وألف بين قلوبهم فأصبحوا بعمة منه وفضل إخوانا متحابين .لكن الفتنة لم تلبث أن ذرت قرونها بين أبناء الدين الواحد على أيدي حاقدين على الدين أمثال عبدالله بن سبأ اليهودي ومن تبع دعوته مستفيدا من واقعة التحكيم التي جرت بين الإمام على ( كرم الله وجهه) ومعاوية ( رضي الله عنه ) , على خلفية سياسية دنيوية وليس دينية عقائدية, ومع الإطلاع على الفلسفة القديمة التي انتشرت بين علماء المسلمين بعد الثورة الثقافية التي قادها الخليفة العباسي المأمون, بدأ الإنقسام الفكري حول مسائل تستند إلى خلفية دينية في تفسير القرآن , أو بعض العبارات التي تتناول الصفات , وتعدت الصفات لمناقشة ما يمكن أن يلاقيه الإنسان بعد الموت.
وانقسم المسلمون إلى خوارج وشيعة وجهمية ومشبة وملاحدة ومعتزلة إلى غير ذالك من الفرق الإسلامية , وذالك تصديقا للحديث النبوي الشريف المتظمن تفرق الإسلام إلى ثلاثة وسبعين فرقة , فرقة منهم ناجية والفرق الباقية في النار.
وكانت كل فرقة تتسلط على الآخريات حسب قربها من أولي الأمر , فتنتشر تعاليمها ويكثر أتباعها إلى أن يقدر الله أمرا كان مفعولا , وذالك بحسب المعلمين الذين يتولون تربية الخليفة وتنشئته , والمدة التي يبقى فيها في سدة الحكم .
من هذه الفرق المعتزلة التي كان ينتمي إليها الأشعري بسبب نشأته في كنف الجبائي المعتزلي زوج أمه , وعلى أيديهم تدرب على علم الكلام , وبعد مضي فترة غير قصيرة ومع بلوغه سن الأربعين فتح الله عليه برؤيا رآها وعاد إلى أهل السنة والجماعة وصار من أعظم المدافعين عنم يحارب أعداءه بالأسلحة التي زودوه بها , علم الكلام , وصنف في فضح أفكارهم وتسفيهها الكثير من الرسائل والمقالات والكتب , ومما خلفه لنا ووصل إلى أيدينا.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق