تمثيلات الآخر: صورة السود في المتخيل العربي الوسيط - نادر كاظم


حول الكتاب

من خلال الغوص في التراث واستنطاق نصوصه وتحليلها يبحث المؤلف صورة الآخر في الثقافة العربية، إذ لا تخلو ثقافة ما من تمثيل للذات أو للآخر، لأن التمثيل هو الذي يمنح الجماعة صورة ما عن نفسها وعن الآخر كما يرى المؤلف الذي ذهب إلى أن الثقافة الإسلامية تعاملت بعداء مع الآخر الأسود المسلم وغير المسلم، ونحتت له تمثيلات انتقاصية، وصور مشوهة ترسبت في المتخيل العربي. وقد اختار أن تتركز دراسته على آلية الجذب والدمج والاحتضان وآلية الطرد، التي تعبر عن رغبة هذه الثقافة في تحصين هويتها ضد الآخرين عبر قراءة منهجية ونقدية سليمة للنصوص العربية والخطاب العربي وهو في كل هذا يتجاوز الاهتمام المكثف بالنص الأدبي بمعناه الجمالي الضيق الصالح الاهتمام بالنص الثقافي. والكتاب يقوم على مفاهيم أساسية ثلاث هي التمثيل، والمتخيل، ومسالة الآخر. يتألف الكتاب من بابين وأربعة فصول الباب الأول مخصص لدراسة التمثيل الثقافي عن الأسود والمتخيل الذي شكله هذا التمثيل، حيث يتناول الفصل الأول أهم المرجعيات والمحركات الخفية التي كانت تحرك هذا المتخيل وتحكم طبيعة اختزاله للآخر الأسود وتدعم تمثيلاته عنه. بينما يبحث الفصل الثاني في مستويات المغايرة وقوة التمثيل، وهو معالجة لمحتويات المتخيل الثقافي غير التخيلى واختزنه عن الأسود من صور نمطية انتقاصية. ويتناول الفصل الثالث "الأسود والتمثل السردي" المرويات الكبرى في الثقافة العربية خلال القرون الوسطى، أما الفصل الرابع والأخير "الأسود والتمثل الشعري" فيتناول التمثيلات التي أنتجها الشعر العربي عن الأسود. لقد أراد الكاتب أن يستنطق المتخيل الثقافي والأدبي الذي كان يختزن صوراً نمطية عن الآخرين، والسودان على وجه التحديد، ويدفع من يتمثله دفعاً إلى النظر إلى الآخر نظرة انتقاصية، وهو مع كل هذا يدرك أنه هذا المتخيل الجماعي محكوم بظروف وسياقات خارجية داخلية واقعية ومتخيلة وهي سياقات لم تعد قائمة الآن.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق