الإسلام والتحليل النفسي - فتحي بن سلامة


حول الكتاب

يدعونا الكتاب عبر فصوله المتعاقبة إلى وقفات تأمّل في “هذيان اللّجوء إلى الأصل”، وما قام عليه من عمليّات مخبّلة، ليس أقلّها عمليّة “نسخ الأصل” التي تمّ بها الإعلان عن “جاهليّة” المسلمين الحاليّين، ويحاول سبر أسباب نشأة هذا الهذيان الجماعيّ، واصفا دراما الخروج من التّقليد دون حدوث “عمل الثّقافة” الذي من شأنه أن يواكب طفرة الحداثة... كما يدعونا عبر الأرشيف الإسلاميّ إلى رحلة تذكّر لأهمّ المكبوتات التي تأسّست عليه المنظومة الإسلاميّة الرّمزيّة، فيبيّن إقصاء الإسلام للأنوثة الأصليّة الخاصّة به، ويبيّن إشكاليّة العلاقة بين الجسد والحقيقة والتّخييل كما تثيرها قضيّة “الآيات الشّيطانيّة”، وقضيّة حجاب النّساء في فرنسا وفي بلداننا اليوم، ويعود بقضيّة الحجاب إلى “مشهد البرهنة” الذي آمن فيه مؤسّس الإسلام وهو بين أحضان امرأة (خديجة) أنّ مخاطبه ليس جنّيّا أو شيطانا يتخبّطه بل ملاك يأمره بالقراءة. أوّل من آمن بالرّسول وجعله يؤمن بنفسه كان امرأة، ثمّ حصل بعد ذلك “الانقلاب” لأنّ التي تملك معرفة عن الحقيقة يمكن لها أن تلبّس الحقيقة، ويمكن أن تنقلب بيسر إلى “ناقصة عقل ودين”، و“ذات كيد عظيم” أسئلة الكتاب وهواجسه : ما الذي جرى بين حوّاء وآدم، وبين هاجر وإبراهيم وسارّة، وبين عبد الله ورقيّة وآمنة، وبين محمّد وخديجة، وبين شهرزاد وشهريار، ما الذي حدث وما الذي تكرّر، وما الذي يفضحه الأرشيف من قصص كانت مخابر لبناء الأصل وتخييله، أو كانت أجهزة عياديّة تتدخّل فيها المرأة بما لها من بصيرة خاصّة لتنقذ الرّجل من الجنون فتفتح له باب المعرفة أو باب القداسة أو باب الصّحّة النّفسيّة؟ وما الذي جرى وتكرّر عند إدخال الطّفل في بيت الطّاغية : إدخال موسى بيت فرعون، وإدخال دنيازاد بيت شهريار؟ وكيف تؤرّق صورة الأب الأصليّ، أب الرّهط البدائيّ المحتكر للمتعة مشاهد بناء الأصل، فتجعله متأرجحا بين التّضحية بالابن والعدول عنها؟ وكيف يتأرجح الوعي التّوحيديّ بين صورتين للإله : صورة الإله المكفهرّ، وصورة الإله المتسامي؟ وما الذي يجرى بين الرّجل والرّجل، بين “هو وهو” : “ما اجتمع رجل برجل أو وجدت بينهما علاقة سلاليّة إلاّ وانفتح باب الاضطراب. وعندها تظهر سيناريوهات العنف باختلافها : التّضحية (بين الأب والابن)، وقتل المثيل (بين الأخوين)، وقطع الدّابر (بين الطّفل والقاتل المبيد)، وتصريف الفرديّة (واحد، اثنان، واحد)، والمجموعة (المؤسّس ووريثه).” هكذا يقول الكاتب في لحظة تكثيف لما يجري بين “هو وهو”، بعد أن بيّن ما يجري في فضاء “ما بين المرأتين”.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق