حول الكتاب
لقد بحثت في هذا الكتاب تقليدا خاصا في تاريخ التحليل النفسي PSYCHOANALYSIS ، أطلقت عليه التقليد الراديكالي أو اليساري . ويهدف الكتاب إلى التعريف بمدرسة التفسير تلك ، من خلال تحليل ثلاثة هم أكثر ممثليها أهمية : فلهلم رايش ، وجيزا روهايم ، وهربرت ماركيوز .
وتتكون الدراسة في الواقع الأمر من ثلاث سير فكرية أتتبع خلالها تطور التقليد الراديكالي في التحليل النفسي من عشرينيات القرن العشرين إلى الستينيات . والقصة تبدأ في أوربا الوسطى " في ألمانيا والنمسا والمجر " ، بيد أنها تنتقل إلى أمريكا بنزوح شخصياتي الثلاث الرئيسية في الثلاثينيات . ولقد وزعت جهدي بين تحليل تطور كل مفكر راديكالي فرويدي وبين بحث مقارن للسمات الراديكالية الخاصة بكل منهم . كما حاولت في الوقت نفسه أن أربط تطور التقليد الراديكالي بتاريخ حركة التحليل النفسي ككل ، وبالاتجاه العام للفكر الاجتماعي الأمريكي والأوربي في القرن التاسع عشر والقرن العشرين .
وإنني متلهف لشكر عدد من الأصدقاء على المساعدة التي منحوها إياي في إنجاز هذا الكتاب . عرفاني الأول لإلى ديفيد هانت DAVID HUNT الذي كنت أواصل الحوار معه ، حوارا أحيانا فرويديا ودائما راديكاليا منذ أن جئنا للمرة الأولى إلى هارفارد باعتبارنا خريجين سنة 1963م . إنه أفضل ناقد للتحليل النفسي بالنسبة إلى ، ولقد أفاد كل فصل في هذا الكتاب من تفحصه الأمين .
وأود أن أشكر أيضا البروفيسور هـ . ستورت هيوز H.STAURT من هارفارد الذي أشرف على نسخة أولية من هذه الدراسة ، مانحا بسخاء من وقته وحماسه . كما تمت قراءة المخطوطات الأولى بأكملها من قبل آن شورتر ANN SHORTER وأنا ممتن لها على إزالة العديد من الالتباسات والتعبيرات غير الموفقة .
لقد تمت أيضا قراءة فصول أو أجزاء من فصول من قبل سكوت ماسي SCHOTT MASSEY ، ووليم بايك WILLIAM BEIK ، وإدوارد شورتر EDWARD SHORTER ، وكرستوفر ليدن CHRISTOPHER LYDON والعديد من أفراد عائلتي : أخي وزوجة أخي جيمس وجوان روبنسون ، وامي السيدة بيريل روبنسون جور ، لهم بدورهم الشكر .
أخيرا أود أن أقر بدينين يرجعان إلى المرحلة الأولى والمرحلة الأخيرة من إعداد هذا الكتاب : الأول ، إلى ألبرت لافيللي ALBERT LA VELIY الذي منحني أول نسخة من كتاب هربرت ماركيوز " إيروس والحضارة " IROS AND CIVILIZATION منذ ما يقرب من عشر سنوات . والذي ربما كان أسلوبه الشخصي والفكري أهم مؤصر في تطور تفكيري الخاص . أما الثاني ، فإلى هربرت ماركيوز نفسه الذي قبل بلطف أن يطالع الفصل الذي يتناول عمله في خضم الأوقات الشاقة في الصيف عام 1968م ، بينما تناوشه جمعية الفيلق الأمريكي التي تأسست سنة 1919م من أعضاء القوات المسلحة في الحروب الأولى والثانية والكورية ، وأعضاء الكونجرس الرجعيون المتحرشون به في خفاء . وبينما كان بالمعنى الحرفي يعد تهديدا لحياته تمكن البروفيسور ماركوز بطريقة ما من إيجاد الوقت لقراءة عرضي الخاص لمناوشاته الفكرية الخالصة ، ولم يكن ذلك مجرد فعل من قبيل الدماثة من جانبه ، ولكنه كان أيضا شهادة على حسن طويته ورباطة جأشه الشخصية الرائعة .
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق