حول الكتاب
يعتمد كتاب "إعادة تعريف الاستراتيجية العالمية" على عقد من الانشغال باستراتيجيات المشروعات العالمية. وأدى هذا البحث المكثف إلى سيل من المقالات في مجلة "هارفارد يزنيس ريفيو"، آخرها مقالتان: الأولى بعنوان "استراتيجيات عالمية لقيادة عالمية" (ديسمبر 2005)، حازت على جائزة المجلة بوصفها أفضل مقالة تنشر تلك السنة، والثانية بعنوان "إدارة الاختلاف: التحدي المركزي في الاستراتيجية العالمية"، نشرت بوصفها مقالة رئيسة في مارس عام 2007. لكن في هذا الكتاب وحده فصّل غيماوات فكرته الجوهرية وشرحها واستكشف مضامينها بصورة كاملة: الحدود بين الدول مازالت مهمة. ويقول: إن عصرنا ليس عصر العولمة الكاملة ـ أو حتى شبه الكاملة. بل إن الوضع العالمي يتصف بما يمكن أن نطلق عليه تعبير "شبه العولمة".
ولا ريب أن فكرة غيماوات عن "شبه العولمة" تناقض الاستعراضات الراهنة التي تحتفي بتلاشي الحدود وظهور عالم مسطح، حيث يجد الناس العمل والفرص دون أن تقيدهم حدود المكان. بالنسبة إلى توماس فريدمان، أبرز المروجين لهذا الرأي، فإن القانة هي التي تفرض "التسطح" أساسا ـ أما في نظر تيد ليفيت الذي كتب عن الموضوع قبل فريدما بعشرين سنة، فهو نتيجة لقوة الطلب، وتقارب الأذواق. ثم ظهرت تنويعات أخرى على هذه الرؤية العريضة. لكنها تؤدي كلها بصورة طبيعية إلى التشديد على الحجم وعلى استراتيجيات تعتمد مبدأ "مقياس واحد يناسب الكل".
0 التعليقات:
إرسال تعليق