10 أكاذيب خطرة انتشرت حول العالم عقب الأحداث الإرهابية الأخيرة


بعد الأحداث المأساوية مثل تلك التي حدثت في باريس، أغلب الناس لا يهدفون سوى للتضامن مع الضحايا، ويقومون بإشعال الشموع أو إطلاق عبارات مثل “pray for Paris”، وذلك حتى يظهروا للإرهابين أن الخوف لا يفوز أبداً.
كما قلت هذا ما يفكر فيه أغلب الناس، ولكن هناك آخرين تكون مثل هذه الأحداث المجال الملائم لهم لنشر الشائعات والأكاذيب، والتي تهين الضحايا في أبسط صورها، أو قد تؤدي لأضرار جسيمة دائمة في حالات أخرى. وهنا سنستعرض أشهر 10 أكاذيب انتشرت بعد تفجيرات أو أحداث إرهابية شهيرة.

الكذبة العاشرة – مسلمـو بريطانيا احتفلوا بالتفجيرات في باريس

عقب تفجيرات باريس في 13 نوفمبر 2015 التي قُتل فيها 130 شخصاً، انتشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تم تصويره في لندن، ويظهر فيه مجموعة من المسلمين وردود أفعالهم الاحتفالية بالابتسام والتلويح بأعلام إسلامية، وقد نشره أحد المشتركين في موقع Facebook يسمى Jean-Baptiste Kim وسريعاً ما حصل على مشاهدات تخطت نصف المليون.
الفيديو بالفعل يظهر مسلمين يحتفلون، ولكن ليس بتفجيرات باريس، بل تم تصويره اثناء الاحتفال بفوز باكستان بمباراة كريكت عام 2009!
لقد كان التلفيق في الفيديو واضحاً، فهو أظهر رجالاً يحملون علم باكستان، وفي وضح النهار، والتفجيرات حدثت مساء، ولكن ذلك لم يتم وضعه في الاعتبار عندما قرر الكثيرون تصديق الفيديو واتهام المسلمين.
صورة أخرى تم التلاعب بها لتظهر رجلاً من السيخ الكنديين بطريقة كما لو أنه إرهابي، بنشر هذه الصورة تم تعريض حياة هذا الرجل للخطر.
بالطبع هناك ردود أفعال سيئة تجاه التفجيرات مثلما حدث في مباراة كرة القدم في تركيا عندما رفض الجمهور دقيقة الصمت على أرواح الضحايا، وأصدروا أصواتاً معترضة، ولكن نشر صور أو فيديوهات مثل تلك التي قدمها Jean-Baptiste Kim يعتبر عملاً إرهابياً في حد ذاته.

الكذبة التاسعة – الإعلام تجاهل قصة الرجل المسلم الذي أوقف القنبلة في باريس

Shot of a blindfolded young businessman standing against a black background
في ذات الوقت الذي انتشرت فيه قصة “المسلمين المحتفلون” ظهرت قصة مريبة أخرى من الجانب السياسي المضاد، تقول إنه في إستاد دي فرانس تم إيقاف إرهابي ومنعه من الدخول ما جعله يفجر نفسه، وتسبب ذلك في قتل شخص واحد بدلاً من المئات في حال دخل الإستاد بالفعل، وأن الحارس الذي منعه يسمى “زهير” وهو اسم مسلم، وبالتالي لم تنتشر هذه القصة إعلامياً.
في الحقيقة أن الانتحاري تم إيقافه بالفعل قبل دخوله الإستاد، وأن هناك بالفعل حارس يسمى زهير يعمل في الوردية المسائية، ولكن سواء كان هذا الحارس أوقف الانتحاري أم فجر نفسه قبل ذلك، أو أن زهير مسلم أم لا، فإن القصة تبدو ملفقة.
فكما أن القصة الأولى أرادت إظهار المسلمين كمتوحشين، فإن القصة الثانية تريد أن تظهرهم بهيئة ملائكية، وذلك لا يؤدي سوى إلى انقسام المجتمع.
وفي حال أردت إبراز شخصية بطل مسلم فلم ينس العالم بعد Ahmed Merabet، الشرطي ذو الاثنين وأربعين عاماً الذي ضحى بحياته أثناء محاولته لحماية مكاتب تشارلي إيبدو في يناير، والذي لا زال الإعلام يذكر بطولته.

الكذبة الثامنة – اليابان لم تصب بأي هجمات إرهابية لأنها ” تُبعــد ” المسلمين

8
في التاريخ الحديث، لم تعاني اليابان سوى من هجوم إرهابي واحد، عندما قام شخص بإطلاق غاز للأعصاب في مترو أنفاق طوكيو، ما تسبب في قتل 12 شخص، وذلك أطلق العنان لخيال البعض، وأطلقوا شائعة أن ذلك بسبب أن اليابان تبعد المسلمين وترفض إعطاءهم الإقامة أو الجنسية، ولا تسمح بدخول القرآن، ولا توجد سفارات لدول عربية بها، ولا يستطيع المسلمون استئجار المنازل.
كل ما بُنيت عليه هذه القصة كاذب تماماً، فلا يوجد ما يمنع المسلمين من الحصول على الجنسية أو الإقامة في اليابان، ولكن بالطبع بعد مجموعة من الاختبارات التي يتم تطبيقها على الجميع، واليابان تحتوي على الكثير من المساجد، وحيازة القرآن قانوي تماماً وكذلك الدعوة إلى الإسلام، ويستطيع المسلمون استئجار المنازل بطريقة طبيعية، وكذلك اليابان تحتوي على سفارات للعديد من الدول الإسلامية مثل أفغانستان والبحرين وإيران، والعراق، والأردن والكويت ولبنان وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا وتركيا والإمارات العربية المتحدة واليمن، وكذلك يمكن لأي شخص أن يتعلم اللغة العربية في طوكيو حيث يتم تقديم دورات تعليمية عنها.
الغرض من هذه الكذبة محاولة إثبات أن المسلمين عنيفين بطبعهم، ويجب أن يتم إبعادهم، ولكن الحقيقة أن حوادث الإرهاب قليلة في اليابان لأن معدل الجريمة فيها منخفض على العموم.

الكذبة السابعة – الإعلام تجاهل تفجيرات بيروت

اليوم السابق لتفجيرات باريس قام شخصان مرتديان أحزمة ناسفة بتفجير أنفسهم في بيروت قاتلين 43 شخص، وتساءل الكثيرون لماذا لم تحظ بيروت بتعاطف مماثل لما حصلت عليه باريس، واتهموا الإعلام بتجاهل هذه التفجيرات.
في الحقيقة أن التجاهل لهذه الحادثة لم يمكن من الإعلام، فجهات هامة مثل CNN، the Washington Post، the Associated  Press، The New York Times، The Economist، The BBC The Guardian غطت التفجيرات في لبنان، ولكن المتعاملون بوسائل التواصل الاجتماعي هم من لم يهتموا بالحادثة.
واتهام الإعلام بالتجاهل المتعمد خطأ، لأنه يقسم العالم إلى “نحن وهم” وهي نظرية عنصرية للغاية.

الكذبة السادسة – إطلاق النيران في النرويج عام 2011 .. قام به مسلمون!

6
في 22 يوليو عام 2011 قام Anders Breivik بتفجير قنبلة في أوسلو، ثم بدأ بإطلاق النار على المارين وقتل 77 شخص أغلبهم من الشباب، وقبل تفجيرات باريس كانت تلك أسوأ حادثة إرهابية شهدتها أوروبا لسنوات، ولكنها كانت بعيدة تماماً عن المسلمين وقام بها أحد أفراد حركة right-wing.
وقبل وضوح الحقائق في هذه الحادثة قامت جريدة The Weekly Standard باتهام أكراد العراق بالمسؤولية عن إطلاق النيران، واستخدمت جريدة The Washington Post الحادثة كسبب لصب جام غضبها على باراك أوباما لخطته للانسحاب من أفغانستان، وعندما عُرف الجاني لم يتم الاعتذار بشكل لائق عن هذه الاتهامات الكاذبة.

الكذبة الخامسة – تفجير قطار مدريد عام 2004 كان على أيدي المنشقين الباسك

5
حادثة تفجير قطار مدريد من أبشع الحوادث الإرهابية في أوروبا، حيث وقع حوالي 200 ضحية نتيجة تفجير القنبلة أثناء ساعات الذروة الصباحية، وسريعاً ما انتشرت الشائعات والأقاويل حول منفذي الحادثة، ولكن هذه المرة ليس من المتعاملين بوسائل التواصل الاجتماعي، بل من الحكومة الإسبانية ذاتها.
فعلى الرغم من الأدلة القوية التي تؤكد أن منفذي العملية من تنظيم القاعدة، إلا أن رئيس الوزراء الإسباني Jose Maria Aznar اتهم جماعة Eta من المنشقين الباسك، وقد كانت الانتخابات على الأبواب وأرادت الحكومة الإسبانية كسب أصوات بهذا التصريح، والذي التزموا به لمدة ثلاثة أيام كاملة.
وحتى اليوم هناك من يصدق أن جماعة Eta هي المسؤولة عن الهجوم على الرغم من التبرئة التامة التي حصلت عليها، والكثير ممن كانوا يدعمون انفصال الباسك توقفوا عن ذلك.

الكذبة الرابعة – أصحاب البشرة البيضاء تبرعوا بالملايين لديلان روف

4
في يونيو عام 2015 قام شاب في الواحدة والعشرون من عمره يسمى ديلان روف بالتوجه إلى كنيسة تاريخية لذوي البشرة السمراء بجنوب كاليفورنيا وفتح النيران على تسعة أشخاص وأرداهم في الحال، وقد أضافت فعلته المزيد من الوقود إلى النيران المشتعلة في الولايات المتحدة نتيجة أفعال عنصرية أخرى، وبعد أيام من اعتقاله انتشرت إشاعة تقول إنه تلقى أكثر من 4 مليون دولار تبرع من أشخاص مختلفة لهيئة الدفاع عنه.
وقد تم نشر الخبر في جريدة NewsWatch33، ثم انتشرت القصة على مواقع التواصل الاجتماعي ما أشعل الغضب في نفوس الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية، وانتشر هاشتاج #BlackLivesMatter.

الكذبة الثالثة – أمارات إسلامية في بريطانيا وفرنسـا!

بعد حادثة شارلي ايبدو، الكثيرون اهتموا بالتعرف أكثر على التطرف الإسلامي في أوروبا، ولكن أربعة أيام بعد المذبحة صرح Steve Emerson على قناة Fox News أن هناك مدن في فرنسا وبريطانيا ممنوع دخولها على غير المسلمين وتحيا تحت الحكم الإسلامي ومنها مدينة Birmingham برمنغهام.
كان هذه الكذبة كبيرة ومهينة لدرجة أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون علق عليها ونعت إيمرسون “بالأحمق”، وأجبره كذلك على الاعتذار لأهالي برمنغهام، ولكنه لم يتراجع عن ادعاءاته اتجاه فرنسا.
ادعاء ايمرسون الكاذب أظهر المسلمين بشكل مخيف خصيصاً بعد حادثة شارلي ايبدو ثم تفجيرات باريس، حيث كما قلنا سابقاً نظرية “نحن وهم” لن تؤدي سوى للمصائب.

الكذبة الثانية – قانون حيازة الأسلحة هو سبب تفجيرات فرنسا

من الصعب أن تجد شخصاً ينظر إلى حادثة مأساوية مثل تفجيرات باريس ثم يستخدمها لكسب النقاط لحملته الانتخابية الرئاسية، ولكن دونالد ترامب فعل ذلك، فبعد الهجوم بيوم واحد قدم خطاباً في تكساس ليلقي اللوم على قانون حيازة الأسلحة في فرنسا.
وهذه ليست المرة الأولى لترامب الذي لام أيضاً هذا القانون بعد حادثة شارلي ايبدو في يناير 2015، ولكن بالطبع قانون منع حيازة السلاح ليس هو المتسبب في الحوادث الإرهابية، فعلى سبيل المثال بريطانيا لديها قوانين أشد لحيازة السلاح ولكنها لم تعاني غير حادثة إرهابية واحدة منذ 11/9، والكثير من الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية تسمح بحمل السلاح لكن ذلك لم يقلل من الحوادث بها.
بهذا التصريح الذي قدمه ترامب اقترب كثيراً من لوم الضحية وبدلاً من دعم الرئيس الفرنسي الذي يمر مع شعبه بمأساة قومية قام بنقد القوانين الفرنسية.

الكذبة الأولى – اللاجئون السـوريون هم من قاموا بتفجيرات باريس

بعد تفجيرات باريس مباشرة ظهر دليل أدى إلى حدوث صدمة في أوروبا بالكامل، هذا الدليل كان جواز سفر سوري بجوار جثة أحد الإرهابين.
ونتائج هذا الاكتشاف كانت سريعة، فقامت بولندا بالتراجع عن عرضها بتقديم مأوى لـ 7000 لاجئ سوري، وأعلنت الولايات المتحدة أنها لن تقبل أي سوريين، وسريعاً ما انتشرت صورة جواز السفر على مواقع التواصل الاجتماعي.
في الحقيقة جواز السفر هذا مزور، وأحمد المحمد هو جندي صاحبه توفي منذ شهور مضت في سوريا، وأعلن وزير الداخلية الألماني أنه يعتقد أن هذا الدليل ملفق لإثارة الانقسامات.
وحتى لو كان إحدى المفجرين سوري فذلك لا ينفي حقيقة أن أغلب المهاجمين كانوا من جنسيات أوربية، وأن سبعة من التسعة المشتبه بهم وُلدوا في فرنسا وبلجيكا، وواحد مغربي حاصل على الجنسية البلجيكية، وأن التخطيط كان على يد مواطنين أوربيين عاشوا حياتهم في القارة.
الخوف والرعب هما البيئة الخصبة للأكاذيب والشائعات، حيث يمكن تصديق حتى أكثر القصص خيالية، لذلك عندما تضغط المرة القادمة على أيقونة المشاركة لخبر ما، خذ من وقتك دقيقتين وتأكد من مصداقية ما تنشره، ففعل قد نظنه صغير مثل نشر بضعة كلمات على موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، قد يبدأ موجات من الذعر أو يشكل رأياً عاماً خاطئاً.
 
شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق