حول الكتاب
"إن جاروميل شاعر، فكيف للمرء أن يكون شاعراً في ظل نظام ديكتاتوري؟ نظام لا تتوفر فيه حرية الفكر. تنبغي الإشارة إلى أن ياروميل لم ينعم بالحرية أبداً، يخنقه حب أمه التي تتعقبه حيثما ذهب، حتى في فراش العشقيات؛ وتخنقه إيديولوجيات وشعارات الحزب الشيوعي؛ يخنقه ذلك الأب الذي لم تتسنَ له معرفته؛ يخنقه حبه لفتاة لا يجدها جميلة؛ ويخنقه نظرته الضيقة للعالم.."
غير أن رواية "الحياة في مكان آخر" ليست فقط قصة شاعرة شاب، بل هي بالأحرى رواية حول حب الأخرين وحب الذات؛ رواية مليئة بالحقائق، وبالطلاوة الكونديرية، بصدق مذهل، بالإنسانية. إنها رواية تحرَك مشاعر اي كائن بشري، لأن كلَ واحد منَا تساءل ولو لمرة واحدة عن مكان وجود الحياة، وعن مبلغه منها. أن رواية "الحياة في مكان آخر" رائعة أدبية حول الأدب، وحول من يكتبون فيه، حول الحياة وحول من يعيشونها.
تقع أحداث الرواية في أثناء الحرب العالمية الثانية وفي الفترة التي أعقبتها، تحكي قصة جاروميل، هذا الصبي الذي كان ضحية زواج مليء بعذابات سيَرت حياته إلى الشعر...
إن رواية "الحياة في مكان آخر" هي ثالث عمل في مسيرة كونديرا الإبداعية، وهي من تلك الأعمال النادرة التي لا تكتفي بأن تشعرنا عند إعادة قراءتها بعد سنوات بنفس الإحساس فحسب، بل تمنحنا الشعور بالكمال أيضاً…
والجدير بالذكر أن هذه الرواية قد حازت على جائزة الأطلس الكبير لعام 2012 وهي الجائزة التي تمنحها سنوياً السفارة الفرنسية للأعمال المترجمة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق