ما هي الضريبة التصاعدية ؟


في عالم أصبحت فيه العدالة الاجتماعية عنصراً أساسياً في مجتمعاتنا، لجأت العديد من الدول الى فرض الضريبة التصاعدية كحل لمشكلة عدم المساواة بين طبقات المجتمع المختلفة. في هذه المقالة سوف نقوم بشرح ما هي الضريبة التصاعدية وما أهمية دورها كنظام ضريبي متبع من قبل العديد من الدول.

الضريبة التصاعدية هي الضريبة التي تأخذ بعين الاعتبار طبقات المجتمع المختلفة عن طريق فرض ضرائب عالية على أصحاب الدخل المرتفع وضرائب متدنية على أصحاب الدخل المنخفض. مصطلح تصاعدي يرمز إلى طريقة رفع معدلات الضريبة حيث تتغير من منخفضة إلى مرتفعة تبعاً لدخل الفرد. يمكن تطبيق الضريبة التصاعدية على الأفراد، أو على النظام الضريبي ككل، على سنة بأكملها أو مدى الحياة. والضريبة التصاعدية هي أداة وجدت في محاولة للحد من الضريبة على الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في الدفع عن طريق فرض ضرائب أعلى على أصحاب الدخل المرتفع. هذا يعني أن على الشخص صاحب معدل دخل سنوي 50,000 دولار أمريكي أن يدفع ضريبة أعلى من الشخص صاحب معدل دخل سنوي يبلغ 30,000 دولار أمريكي.

عكس الضريبة التصاعدية هي الضريبة التنازلية التي تملي على أصحاب الدخول المرتفعة دفع ضرائب أدنى من الأشخاص العاديين، وذلك بسبب ارتفاع قدرتهم الشرائية. فعلى سبيل المثال، تنص النظرية على أن الشخصين اللذين يجنيان 50,000 دولار أمريكي سنوياً أن يخضعا لنفس المعدل الضريبي، بغض النظر عن الكيفية التي حصلوا بها على دخلهم.

عادةً ما يتم تطبيق الضريبة التصاعدية على الدخل الفردي، ويمكن أن يتم تطبيقها أيضاً على تعديلات القاعدة الضريبية من خلال استخدام الإعفاءات الضريبية أو الضرائب الانتقائية التي تؤدي إلى توزيع عادل بين طبقات المجتمع المختلفة. فعلى سبيل المثال، الضرائب على الثروة أو الممتلكات، أو الضرائب على السلع الكمالية، أو الإعفاء من ضريبة المبيعات على السلع الأساسية، يمكن وصفها بأنها أدوات لتوزيع الدخل بشكل متساو؛ وذلك لأنها ترفع العبء الضريبي للأسر ذات الدخل المرتفع وتقلله للأسر ذات الدخل المنخفض.

غالباً ما يتم اقتراح فرض ضرائب تصاعدية كوسيلة للتخفيف من العلل الاجتماعية المرتبطة بعدم المساواة تبعاً لاختلاف مستوى الدخل بين الأفراد. حيث أن الهيكل الضريبي يقلل من عدم المساواة. لكن يختلف الاقتصاديون حول آثار السياسة الضريبية والاقتصادية على المدى الطويل. أثبتت الدراسات أن هناك علاقة إيجابية بين الضريبة التصاعدية والسعادة، وذلك للدور الكبير الذي تلعبه الضريبة التصاعدية في الحرص على رفاهية الشعوب وتزويدهم بمستوى عال من التعليم والنقل.

من أبرز متبعي الضريبة التصاعدية هي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم تقسيم الأفراد أي دافعي الضرائب إلى فئات بناءً على حجم الدخل. فعلى سبيل المثل في 2010 الأشخاص الذين كانوا يجنون دخلاً يصل إلى حد 8375 دولارا أمريكيا اضطروا إلى دفع معدل ضريبة بلغ 10%. بينما هؤلاء الذين وصلت معدلات دخلهم إلى 373650 دولار أمريكي أو أكثر توجب عليهم دفع ضريبة توازي 35%.

لا شك أن الضريبة التصاعدية تلعب دوراً مهم في إعادة توزيع الدخل بين الأفراد، وذلك عبر فرضها ضرائب أعلى على أصحاب الدخل المرتفع لإعادة استخدامها في مشاريع إنمائية، ولتمويل برامج الرعاية الاجتماعية التي تستخدم بشكل أساسي من قبل أصحاب الدخل المنخفض. إلا أن هذه السياسة واجهت النقد من قبل الكثيرين وخاصةً أصحاب الدخل المرتفع الذين يؤمنون بضرورة تطبيق نظام الضريبة الثابتة، أي بمعنى أخر فرض نفس الضريبة على الجميع بغض النظر عن الدخل. فبالنسبة لهم هذا أيضاً نوع من عدم المساواة، فلماذا يجب عليهم أن يدفعوا ضرائب أعلى فقط لأنهم أغنياء؟ تختلف الآراء حول هذه السياسة وتتعدد بين مؤيدين ومعارضين، إلا أنه ليس هناك جواب واضح ما إذا كانت هذه السياسة تلعب أثرا إيجابيا أم سلبيا على المجتمع.

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق