سبع خرافات إيّاك أن تصدّقها عن دماغك !


كيف يمكن للدماغ أن يكوّن وعينا، إدراكنا، معرفتنا، ذاكرتنا ؟!
ما سرّ هذه الكتلة شبه الإسفنجية التي تشغل عقول كبرى مراكز أبحاث العالم الحديث؟
للإجابة عن هذا السؤال يضخّ العالم حاليًا الثروات الهائلة. فقد أعلن أوباما في أبريل ٢٠١٣ عن مشروع القرن تحت اسم Brain initiative وعنونت لذلك مجلة Scientific American الرائدة أيضًا.


وتم تخصيص ميزانية قاربت ٣٠٠ مليون دولار سنويًّا على مدى عشر سنين من أجل كشف أسرار هذا العضو المحيّر – للمرة الأولى منذ مشروع الجينوم البشري.
ثم قامت أوروبا بعدها بشهور بطرح بمشروع آخر – منافس ومكمل – أطلق عليه اسم Human Brain Project وخصص له مبلغ مليار و ٢٠٠ مليار يورو.
لكن لكل مفصل علمي “ضجة مرافقة” تشوّش عليه، تمثلت بكم هائل من الخرافات التي يحفظها ويرددها الكثيرون منا! وإليكم سبعة منها، رجاء لا تصدقوها!
  • 1- تستخدم فقط ١٠ ٪ من الدماغ


من منا لم يسمع بهذه الخرافة !
وهي خرافة قديمة جديدة، بدأت منذ زمن وقامت بترويجها العديد من البرامج التلفزيونية، راجع هذاالمقال لتفاصيل أكثر، وكان رواجها أخيرا عبر الفيلم الشهير Lucy المشوّق حقًّا لكن بدون أي أساس علمي، وفيه تم نشر فكرة أن الإنسان إذا تمكن من استخدام نسبة أكبر من خلايا دماغه فسيحصل على إمكانات خارقة للطبيعة.
أما الحقيقة فإن جميع خلايا دماغنا هي في عمل دائم في أصغر أو أكبر عملية دماغية، مع فارق في النشاط بين منطقة وأخرى.
يؤسفني القول إنك لن تستطيع أن تخرق الطبيعة !
  • 2- أصحاب الدماغ اليمين هم الأكثر إبداعًا



بكل بساطة لا! عند القيام بأي نشاط دماغي فإن القسم الأيمن والأيسر من الدماغ يعملان سويًّا، سواء كان الأمر علميًّا بحتًا أو رسمًا فنيًّا، راجع هذا المقالالشيء الوحيد المتعلق بالقسم الأيمن والأيسر هو أن الذين يستخدمون اليد اليسرى يكون نشاط الدماغ الأيمن أقوى لا أكثر ولا أقل.
كما هو حال العينين أيضًا التي تتصل بجهتها المقابلة من الدماغ الخلفي وهي ظاهرة ما يعرف بالتماثلSymmetry .
  • 3- دماغ النساء أكثر تنظيمًا من دماغ الرجال!


وظيفيًّا ليس هناك أي دراسة علمية معتبرة – حتى الآن – تثبت فرقًا يعتد به بين دماغ الرجال والنساء، والعدد القليل من الدراسات التي وجدت فرقا بسيطًا تم نقدها بشكل فوري، راجع هذا المقال، لعدم وضوح إن كان الفرق ناتجًا عن عملية التصوير نفسها أو عوامل أخرى!
وهذه خرافة هامة لها تأثيرات قد تكون كارثية – بعض الأحيان بلباس ديني – لا سيما لإثبات التفوق الذكوري أو العكس.
  • 4- الدماغ هو سوبر كمبيوتر !


لا، لا، لو سمحت اياك أن تشبه الدماغ بكمبيوتر ضخم.
وهذا خطأ يقع فيه الكثير على اعتبار أن الدماغ هو مكان القيام بعمليات رياضية معقدة وهذا تحديد جائر لعمل للدماغ. يكفي أخذ الذاكرة كنموذج، فذاكرة الكمبيوتر تعتمد على عناوين ويتم الوصول إليها عبر هذه العناوين المحددة والمعروفة المكان.
بينما ذاكرة الدماغ ليس فيها أي عناوين وتخضع غالبا للتحفيز، مثال: تذكرك لوجه شخص ما بمجرد شم رائحة جميلة كان يضعها حين لقائكما. الربط بين الوجه والرائحة؟! عجيب هذا الدماغ.
ومن ثم هل يمكن للكمبيوتر أن يشعر؟ هل له أن يفكّر كيف يفكّر؟
  • 5- كلّما كان الدماغ أكبر كان أفضل


الحمد لله أن الأمر ليس كذلك ! وإلا تفوقت علينا الفيلة، فهي تملك أدمغة تفوق ثلاث مرات وزن دماغنا البشري. فمتوسط وزن دماغ الإنسان هو 1.3 كلغ ويصل وزن دماغ الفيلة إلى 4.148 كلغ، راجعالمقال.
وما ميّز الانسان عن باقي الكائنات ليس حجم دماغه ولكن تطور أماكن محددة في الدماغ لم تتوفر لغيره، وهي معروفة بمسؤوليتها عن تميز الجنس البشري بالوعي والإدراك والمعرفة، لا يمكنك أن تكبّر دماغك، لكن يمكنك تكبير عقلك بلا شك!
  • 6- تمرينات دماغية تجعلك أذكى


حتمًا لا! لن تجعلك التمارين أذكى، لا تصدق من يبيعونك الوهم ولا تدفع ثمن كتاب يحدثك عن ذلك، وأيضًا لا تذهب لدورة تريد أن تجعلك أذكى في ساعة. سيتحسن أداء دماغك بلا شك عند القراءة والتعلم، وستزيد شبكات دماغك وسيصبح الوصل بينها أسهل، لكن ذلك ليس له علاقة بالذكاء.
  • 7- سيجعلك Google أغبى


بعد الثورة التي أحدثها غوغل بتسهيل حصولنا على المعلومة كثر الحديث أنه سيجعلنا أغبياء، وكانت الفكرة أننا صرنا نعتمد عليه في كل شيء حتى في أتفهها، وهي فكرة ليس أي أساس علمي بل على العكس تمامًا!
مما هو مؤكد أن حصولنا على معلومات أكثر وتخزين معرفة أكثر يساعد في خلق شبكات دماغية جديدة وتقوية شبكات موجودة. وهذا ما يساعد على وصل المعلومات بطريقة أسهل وأسرع ويؤدي إلى استنتاجات أهم، مثال: إذا كانت لديك طرقًا أكثر في المدينة فالوصول إلى نقطة ما يكون أسهل واحتمال إيجاد طريق أقصر أكبر بكثير.
لا تخف إذا من جوجل وتشبّع منه بقدر استطاعتك وأكثِر من طرقات مدينة دماغك.
ختامًا، فإن “معركة العصر” كما تم وصفها لغور أسرار الدماغ ستكون حتمًا لحظة مفصليّة في تاريخ البشرية، وسيكون الباب قد فتح للإجابة عن أسئلة مبهمة حول العلاقة بين الدماغ والعقل والروح. حتى ذلك الوقت، سيكون من الضروري التنبه لكل ما سيرافق ذلك من خرافات.

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق