حول الكتاب
الدين والتّديّن مفهومان يخلط النّاس بينهما في مجتمعاتنا الحاضرة ، ففي حين يمثّل الأوّل جملة من الأحكام والنصوص والعقائد التي يبنى عليها دينٌ ما، يمثّل الثّاني طريقة الإلتزام بالدين وشرائعه.. وبالتالي فهو بشكلٍ أو بآخر مرتبط بطريقة فهم النصوص والأحكام من أجل تطبيقها.
الفهم العقلاني للدين هو حق من جهة لأن بالإمكان إثباته منطقيا والدفاع عنه، ومصلحة من جهة ثانية , لأن الإنسان المعاصر لا يتقبل القراءات الدينية التقليدية الأصولية والسلفية والأيدلوجية “. وهو إذ يتحدّث عن هذا الفهم من منظار خارج ديني، أي لا يتعلّق بديانة واحدة دون أخرى، فإنّه يذكر سماتٍ عامّة يتصف بها المتديّن العقلانيّ إلى أي دين انتمى. فالمتديّن المتعقّل يطمح أن تسري ديانته في كلّ مرافق الحياة وتفاصيلها، ولذلك فهو “يطالب الدّين بفلسفة حياة شاملة..
تمنح كافّة تصرّفات الإنسان وحالاته معانيها السّامية”. وهو في هذا الإطار يعتبر أنّ “التّديّن في الأديان غير العقلانيّة ليس كالأوكسجين المنبث في جميع خلايا حياة المتديّن، بل هو كالطّعام الّذي لا يتجاوز المعدة والجهاز الهضمي إلى باقي أعضاء الجسم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق