الثلاثاء، 30 يونيو 2015

بالأبيض على الأسود – روبين ديفيد غونساليس غاليغو


حول الكتاب

الرواية التي بين أيدينا هي لكاتب  غير عادي، نطل منها على الأدب الروسي المعاصر بكل ما يتضمنه من واقعية وفن وجمال، أورد في عجالة نبذة عن حياته وعن روايته، وهما متداخلان فيما يعرف بأدب السيرة الذاتية. ولد روبين دافيد غونساليس غاليغو في موسكو في 20 سبتمبر من عام 1968  من أم إسبانية (أورورا ابنة إيغناسيو غاليغو الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي الإسباني) وكانت تدرس في جامعة موسكو عندما التقت بأبيه، وهو طالب من فنزويلا. أصيب غونساليس منذ ولادته بشلل الأطفال الدماغي، وعندما كان عمره عاماً ونصف العام تدهورت حاله الصحية وأخبروا أمه بأنه قد مات، ومنذ ذلك الوقت عاش حياته متنقلاً بين مؤسسات مختلفة للمعاقين، وذلك عندما نقل من مستشفيات الكرملين إلى قرية كارتاشوفو بالقرب من مدينة فولخوف حيث أمضى أربع سنوات، ومنها إلى معهد كارل ماركس للأبحاث العلمية في لينينغراد ومن ثم إلى مدينة تروبجيفسك (مقاطعة بريانسك) ومنها إلى بلدة نيجني لوموف (مقاطعة بينزا) وأخيراً إلى مدينة نوفوجيركاسك. تخرج في كليتي اللغة الإنجليزية والحقوق في مدينة نوفوجيركاسك، وتزوج مرتين حيث تعيش الزوجتان الآن هناك وتقومان بتربية ابنتيه ناديجدا ومايا. وفي عام 2000 قرر مخرج إسباني تصوير فيلم عن روبين وكيفية البحث عن والدته، وقرروا اصطحابه مع فريق التصوير في رحلة كان مسارها نوفوجيركاسك – موسكو – مدريد – باريس – براغ... وفي عاصمة التشيك التقى بأمه عندما كان يبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاماً وقرر البقاء معها، وفي سبتمبر من عام 2001 عادا إلى وطنهما التاريخي إسبانيا، وهما الآن يعيشان في مدريد.

رواية (بالأبيض على الأسود) سيرة ذاتية عن المؤلف روبين غاليغو، وعن طفولته التي قضاها في الاتحاد السوفيتي متنقلاً في دور الأطفال للمعاقين ودور كبار السن العديدة. والقصص التي تتألف منها الرواية مستقاة من الحياة ومرتبة زمنياً، كل قصة في حد ذاتها تجربة كاملة. عندما تقرأ الرواية تشعر بنوع من التنفيس بغض النظر عن العتمة التي تحيط بك وعن سواد العالم المحيط، والمؤلف قبل كل شيء يلفت الانتباه إلى اللحظات المضيئة في حياته، إنه يعطي درساً في كيفية الاستمتاع بالشيء الموجود لديك في هذه اللحظة، وعدم التذمر من الحياة أو من شيء لا تملكه أصلاً. الرواية تدعوك إلى الحياة على الرغم من كثرة صفحات الموت والرعب 
فيها. وأبطال الرواية هم قدوة للأصحاء والمعافين وعلاج لحياتهم البائسة ولضعف إرادتهم. وهذه الرواية تبين للإنسان أن له نفساً طيبة، وبغض النظر عن قسوة الحياة فإنها مهيأة لأن تهدي السعادة للآخرين وتسعد نفسها. إن استعمال كلمتي (الأبيض) و(الأسود) عنوانا للرواية يعبر عن المضمون الفني للتضاد بين هذين اللونين كما بينه: (أنا لا أحب اللون الأبيض – لون الضعف والقضاء المحكوم، لون سقف المستشفى والشراشف البيضاء، أما الأسود فهو لون النضال والأمل، لون السماء الليلية... لون الأحلام والخرافة... لون الحرية.

يقول المؤلف: (... لا أريد أن أصف حقارة سقوط الإنسان لأضاعف بذلك سلسلة لا نهائية من شحنات الشر المترابطة. لا أريد ذلك، أنا أكتب عن الخير، والنصر، والسعادة والحب. أنا أكتب عن القوة، القوة الروحية والبدنية، القوة الموجودة في داخل كل واحد منا، القوة التي تخترق كل العقبات وتنتصر. كل قصة من قصصي هي قصة عن النصر.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق