لا يخفى علىأحد مدى التقدم الذي أحرزه التعليم الأونلاين، فقد ساعدفي تلاشي ومواجهة كثير من معوقات التعليم العادي، فهو لا يُقيّد بزمانٍ أو مكان، و يعطي الدارس الحرية التي يفتقدها في طرق التعليم المختلفة.
ولكن في عملية التعليم الأونلاين يجد الدارس بعض المشاكل والتي سنطرحها وحلولٍ لها فيما يلي حتى يسهل على المُتعلّم إجتياز هذه الصعوبات وتعدّي هذه العقبات.
1- قلّة المحتوى العربي، وإن وجِد يكون ضعيفاً، بالإضافة إلى ضعف اللغة عندي
بالنسبة لقلّة المحتوى العربي أو ضعفه، لِمَ عليك أن تتعلم ما تريد تعلمه بالعربية أصلًا؟ وإن كان ما تريد تعلمه بالعربية، فالأجدى ألّا تتعلمه بها، لِمَ؟
لِأن نسبة كبيرة من المصطلحات في كافة المجالات تقريبًا باللغة الإنجليزية، فهي اللغة الدارجة في سوق العمل، تخيّل أحدهم يقول “سنقوم بإستعمال أداة القلم ؟!”، عذرًا ولكن ماذا تعني بأداة القلم؟! إنه يقصد الـpen tool . أما دورك هو نقل هذا المحتوى وتحويله للعربية حتى تفتح فرصة لغيرك في التعلم وتكون قد نشرت تلك المعرفة.
أما عن كونك ضعيف في اللغة الإنجليزية، فذاك الضعف يكاد يكون عند جميعنا، وإن نظرت لمن يدرس معك نفس المحتوى فستجد إنهم ربما أضعف منك في اللغة، ونادرًا ما تكون الإنجليزية هي لغتهم الأم، وخصوصًا البلاد الجنوب آسيوية والجنوب إفريقية.
ولكن إن أردت تعلّم لغة بدون جهد كبير، فعليك الأخذ بما يلي:
أن تتعلم اللغة في مجالك
وأقصد بذلك إنك إن كنت طالب في كلية الطب أو طبيب بالفعل، فلزامًا عليك تعلّم الـMedical English ، وكذلك إن كنت تدرس إدارة الأعمال أو التسويق، فعليك أن تتعلم الـBusiness English ، وإن كنتمهتمًا بالرحلات والتعارف وما شابه، فعليك تعلّم الـConversational English ، أما لو شغوفًا بالعلوم وفروعها فعليك تعلّم الـScientifical English ، وهكذ لتكون على دراية بالمصطلحات المستخدمة فيما تدرس.
كيف تتعلم اللغة في مجالك؟
لتتعلم اللغة في مجالك لديك طريقتين، أولهما أن تقرأ مبدئيًا لمدة أسبوع مثلًا مقالين أو ثلاث مقالات يوميًا أو ترى عدد من الفيديوهات بخصوص مجالك.وذلك لتكون على دراية بالمصطلحات والألفاظ المستخدمة في مجالك، وفي حال وجود كلمات صعبة فعليك الإستعانة بمواقع الترجمة والشرح.
أما الطريقة الثانية -وهي الأقوى والأجدى للبعض- وهي أن تضع نفسك أمام الأمر الواقع وفي هذه الحال ستمر بثلالث مراحل:
الأولى: مرحلة عدم الفهم نهائيًا.
الثانية: مرحلة”سمعت تلك الكلمة من قبل”.
حينها سيبدأ عقلك في الربط بين الكلمة المكررة ومعناها وقيلت في أي موضع، وبالتالي عندما تسمع نفس الكلمة وقد سمعتها من قبل أكثر من مرة، فستعتادها وتفهمها جيدًا.
الثالثة: مرحلة الفهم التام أو شبه التام
وهنا تكون قد إستطعت عمل خريطة ذهنية ووصلات لغوية، وبهذا تفهم أكثر من 80% من الكلام.
وبأيٍ من الطريقتين ستعتاد إستخدام اللغة الإنجليزية دونًا عن غيرها، وبالوقت والممارسة المستمرة سيتحسن مستواك وستزيد درجة إتقانك للغة أضعافًا كثيرة.
2- الكورسات باهظة الثمن !
بالعكس، فأغلب الكورسات تكون مجانية، وإن وجدت كورس مقابل مال فستجده على التورنت مجانًا. وإن كان الكورس مُقدّم من جامعة أو موجود على كورسيرا، فبإمكانك أخذ شهادة مُعتمدة من الجامعة نفسها مجانًا من خلال الـFin-Aid، وإن كانت علىstatement of accomplishment فستجدها مجانًا على Edx، لكن مع الأسف أخذ شهادة مُعتمدة من هذا الموقع يكون مقابل المال وليس مجانًا.
وكما قلنا -أغلب الكورسات- مجانية وإن لم تجد ما تريد تعلّمه مجانًا، فإن بحثت قليلًا ستجده، أو من خلال فيديوهات موقع اليوتيوب.
3- التشتت بين الكورسات
إحدى أبرز المشاكل التي تواجه المتعلّمين أونلاين، فعليك إما أن تأخذ كورس واحد وتعطيه كل طاقتك وتحدد له عدد ساعات معين يوميًا، وإما أن تأخذ كورسين معًا، وذلك سيحتاج منك مجهودًا كبيرًا و تنظيم للوقت بشكل ممتاز، وإن كنت متردد أيهما تدرس أولًا فيمكنك تقييم كليهما من خلال أراء الدارسين لهذه الكورسات، وعليه ستحدد أيهما ستدرس.
كما أن عليك مراعاة مسألة المستوى، فهناك كورس من ساعتين فقط وهو للمبتدئين وكورس أربعة وعشرون ساعة وهو للمتقدمين، فإن كنت مبتدئ خد الأول وإن لم تكن فابدأ بالثاني، وهكذا.
4- لا يوجد من أتناقش معه بخصوص ما أدرس !
هذا ما لا يعرفه أكثرنا، أن أغلب الكورسات الأونلاين يتوفر فيها الـ discussion forums الخاص بالدارسين، ويجمع بين الطلبة والأساتذة، وأحيانًا يقوم الطلبة بعمل communities داخل الموقع نفسه وأحيانًا خارجه، وقد يقوموا بعمل ورش عمل لتطوير أنفسهم، أو قد يقوموا بترتيب مقابلة، أو السفر معًا!.
5- الجلوس في المنزل يُشعرني بالكسل !
الأمر يعتمد بشكل أساسي على مدى أهميّة الموضوع بالنسبة لك، إن كان يهمّك أن تصل إلى مستوى متقدم في البرمجة أو التصميم بحيث تبدأ في العمل، إن كان يهمك أن تأخذ شهادة مُعتمدة من جامعة كذا، إن كان يهمك أن تتعلم لغة كذا، وتعلمها سيُحدث فارق في حياتك ومجال عملك ودراستك.
ما سيوقفك عن الكسل ويجعلك تدرس وإن كنت في منزلك هو القيمة أو السبب الذي جعلك تفكّر بدراسة الموضوع من الأساس.
كما يمكنك أخذ الكمبيوتر الخاص بك والجلوس في أحد الكافيهات أو أماكن العمل الجماعي، وإن كنت مضطرًا للجلوس في المنزل فيمكنك تغيير ديكور المكان بحيث يدعم فكرة المذاكرة وتجنّب المذاكرة على السرير.
6- عند تحميل الكورس أوفلاين أو على جهازي الخاص، أتكاسل عن دراسته !
كما قلنا في النقطة السابقة أن ما سيوقفك عن الكسل ويجعلك تدرس وإن كنت في منزلك هو القيمة أو السبب الذي جعلك تفكّر بدراسة الموضوع من الأساس.
7- عند البدء في دراسة كورس ما، لا أستمر !
بالإضافة للنقطتين السابقتين، سل نفسك بعد مرور شهر من اليوم عن مدى إنجازك فيما تدرس، ومدى تحصيلك للمادة المدروسة، وعن حديثك عن إنجازك في هذا الشهر؟ أم أنك ستقول أنك بدأت ولكن لم تُكمل! والكسل لا يأتي إلّا بالكسل، وتستمر في الدوران في دائرة مفرغة للأبد، وحينها سيكون مرّ الشهر و السنة وأنت لم تُنجز أي شيء البتة!
8- الانترنت بطيء!
كم هي سرعة الأنترنت لديك؟ إن كانت 512، فأنت في حاجة ماسة لتزويدها .. اعتبـر أن الزيادة في دفع هذه الأموال هي ثمن وجبة سريعة فى مطعم راقٍ تتردد عليه شهرياً !
وإذا كان الأمر صعباً مادياً عليك ، يمكنك الذهاب لأماكن بها انترنت سريع ، وما أكثرها اليوم من مساحات خاصة بالعمل أو الكافيهات الهادئة إلى آخره من الخيارات.
9- الكورس لا يحتوى كل ما أريد تعلّمه!
بالطبع لن يشمل كورس من عدد ساعات معين كل شيء عن المجال الذي تريد دراسته، فما عليك فعله هو البحث الدؤوب المستمر كي تصل إلى مستوى المحترفين فيما تدرس، كما يمكنك الرجوع إلى مُرفقات ومُلحقات الكورس، فعليك البحث والسؤال، ولا تتخيل أن على الناس تلبية طلباتك وإجابة أسئلتك، بل عليك أن تبحث أنت بنفسك.
لا تَحسبِ المَجدَ تمرًا أَنتَ آكِلُهُ … لَن تَبلُغَ المجدَ حتى تَلعقَ الصبرا!
وأخيرًا إن كنت مبتديء فابدأ بالكورسات الصغيرة حتى تشعر بالإنجاز، ولا تنس أن ترسم خريطة ذهنية للكورس وتطلع عليها كل فترة، وتشرح الكورس لنفسك بطريقتك حتى يثبت، كما سيفيدك الإطلاع على طرق التعلّم الذاتي عمومًا، وكيفية التعلّم بكفاءة وحدك. حدد لنفسك كمية معينة كل يوم وضعها في قائمة المهام الخاصة بك.
اقرأ وتعلّم وتزوّد في المجال الذي تريد، واعلم أن البحر علمٌ لن تُنهيه أبدًا ولكن تزوّد بقدر ما تستطيع، علّم غيرك ما تتعلم ليزيد علمك وتثبت المعلومات لديك بشكل أكثر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق