اللغة هي أقدم وأهم وسيلة للتواصل بين البشر، للتعبير عن احتياجاتهم الحياتية، وهي الوسيلة الفعلية لكسب مهارات ومعارف متعددة تنمي من قدرات الفرد في التكيف الاجتماعي.
والتعبير عما يدور في وجدانه من مشاعر مختلفة، لقد تعددت الآراء والأبحاث فيما يتعلق بنشأة اللغة، واختلفت النظريات العلمية حول تاريخ نشأة اللغة في العالم.
لذلك أطلق العلماء على العلوم المختصة في أبحاث اللغة اسم “علم الفيلولوجيا”.
وتشير بعض الدراسات البحثية في نتائجها بأن البابلية هي اللغة الأم القديمة التي تكلم بها البشر منذ ما يزيد عن 5000 عام.
إن تنوع المجتمعات البشرية وانتشارها في أرجاء المعمورة، خلق نوعاً من الثراء في اللغات وتنوع مصادرها، فقد استطاع الإنسان القديم التكيف مع محيطه الاجتماعي من الأفراد، وبناء العلاقات الإنسانية ببناء قاعدته الصوتية، للتعريف بأسماء الأشياء من حوله.
إذن يمكن أن نعرف اللغة على أنها مجموعة من الأصوات التي يصدرها الإنسان للتعبير عن ذاته، والتواصل الإنساني بين أفراد المجتمع الواحد. وفي عصرنا يعتقد بأنه يوجد مايزيد عن 3000 لغة يتكلم بها البشر، ولكن جزءاً منها يبقى محدود النطق حيث يتم تداولها بين فئة قليلة من الناس.
اللغات الأكثر شيوعاً في العالم الإنجليزية – البرتغالية – الفرنسية – العربية – الإسبانية
وتختلف أهمية اللغة وفقاً للأعداد التي تتداول تلك اللغة على مستوى العالم، ففي أوروبا يوجد إلى جانب الإنجليزية أيضاً لغات أخرى هامة منها الألمانية والروسية، أما في آسيا ستجد اليابانية والصينية والهندية.
بينما ينتشر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العديد من اللغات منها الكردية والأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية الأكثر انتشاراً، والتي تنقسم إلى قسمين أساسيين هما العربية الفصحى التي كانت لغة الكثير من القبائل العربية قديماً، واللغة العامية ذات اللهجات المتعددة، والتي تختلف من مكان لآخر أو من دولة لأخرى، فاللهجة المصرية تختلف عن السورية والأردنية وحتى الخليجية.
إن معظم هذه اللغات تصنف على أنها لغات حية يتم نُطقها في المجتمعات التي نمت فيها هذه اللغات التي ذكرنا.
ولكن معظم الدراسات لم تغفل بعض لغات العصور القديمة، فقد وجدت سجلات مدونة بالهيروغليفية المصرية تعود إلى ما يزيد عن 5000 عام، أيضاً هناك بعض السجلات باللغة الصينية تعود إلى قبل 3500 عام، والسومرية التي وجدت على شكل صور كلمات على بعض الألواح الطينية التاريخية. حيث يعود تاريخُها إلى 5500 عام.
ويعتقد أن السومرية تكونت من البابلية كلغة أم، وقد اندثرت هذه اللغات مع اندثار حواضنها الحضارية والبشرية كالأكادية والفينيقية، إذ نستطيع أن نطلق عليها وصف اللغات الميتة لغيابها تماماً عن المشهد اللغوي المعاصر.
فاللغة ليست ثابتة وإنما متغيرة بتغير الزمان وتعاقب الأجيال، فقد شهدت معظم لغات العالم تطوراً شمل العديد من مفرداتها ومصطلحاتها اللغوية بما يتناسب وروح العصر.
فقد يجد الإنسان الإنكليزي مثلاً صعوبة في فهم بعض مفردات لغته القديمة، كذلك خضعت العربية في فترات متعاقبة إلى تطوير في منهجيتها ومفرداتها، حيث تسعى مجمعات اللغة العربية إلى تعريب الكثير من المصطلحات الحديثة، لتناسب الحياة العصرية مع الحفاظ على روح وجوهر اللغة .
أشهر الإحصائيات العالمية
المرتبة العاشرة: اللغة الألمانية ونسبة متحدثيها 2.77% من سكان العالم، وهي إحدى اللغات الشائعة في الاتحاد الأوربي، وتنتشر في النمسا وأجزاء من سويسرا وبلجيكا إضافة إلى إلمانيا.
المرتبة التاسعة: اللغة الفرنسية ويبلغ عدد متحدثيها من سكان العالم 3.05% وتستخدمها 32 دولة كلغة رسمية وخاصة في القارة الأفريقية.
المرتبة الثامنة: اللغة البنغالية ونسبة متحدثيها هي 3.19% من سكان العالم، وهي إحدى اللغات الهندية ذات الأصل السانسكريتي.
المرتبة السابعة: اللغة البرتغالية وتبلغ نسبة الناطقين بها 3.26% من سكان العالم، ومعظمهم يتوزعون في البرازيل والبرتغال وفنزويلا، وهي الأكثر شيوعاً في أمريكا اللاتينية.
المرتبة السادسة: اللغة الروسية ونسبة متحدثيها 3.95% من العالم، ويتوزعون بغالبيتهم في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
المرتبة الخامسة: اللغة الإسبانية وتبلغ نسبة متحدثيها على مستوى العالم 6.25%، أي ما يعادل 400 مليون نسمة، وهي منتشرة في أمريكا الجنوبية إضافة إلى إسبانيا وكوبا.
المرتبة الرابعة: اللغة العربية ونسبة المتحدثين بها 6.66% من سكان العالم، وهي أقدم لغات العالم، منتشرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعديد من الدول الأخرى كلغة ثانية.
المرتبة الثالثة: اللغة الهندية وتبلغ نسبة الناطقين بها 11.5% من سكان العالم، منتشرة في النيبال وجنوب إفريقيا إضافة إلى الهند.
المرتبة الثانية: اللغة الصينية (الماندرين) ونسبة المتحدثين بها 18.05% من سكان العالم، وهي تعتمد على الرسم التخطيطي في توضيح رموز الكلمات.
المرتبة الأولى: اللغة الإنجليزية ونسبة المتحدثين بها من سكان العالم هي 25% وهي الأكثر شعبية، وتنتشر على نطاق واسع في دول إنكلترا وأستراليا والولايات الأمريكية المتحدة.
إن تعلم اللغة يتم بشكل تلقائي بشعور الطفل بالحاجة للتعبير عن احتياجاته، وتتم العملية عن طريق الاستماع للكبار ومن ثمَ تقليدهم بشكل تدريجي، ليبدأ الطفل نطق الأصوات السائدة في مجتمعه، بعد أن يكون قد تشكل في عقلهِ الباطن كافة الأصوات المتعلقة باللغة، حيث يقوم بمحاولة نطقها، وتغدو اللغة له شكل من أشكال التواصل الهامة.
لذلك يمكننا القول بأن الثابت في اللغة هو بقاؤها السبيل الوحيد للتعامل مع الآخرين والتواصل مع شعوب الأرض، فاللغة هي الانعكاس الحقيقي للهوية الثقافية والحضارية للشعوب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق