تشريح الثورة - كرين برينتن


حول الكتاب

يعـد (تشريح الثورة) أفضل وأشهر كتب المؤرخ والأكاديمي الأميركي كرين برينتن، والذي حاول فيه تحليل ميول مجتمع يسبق ثورة كبرى، وهو يرى أنه يجمع بين التوترات الاجتماعية والسياسية بسبب التدهور التدريجي لقيم المجتمع. إن فكرته عن الثورة هي أنها عملية قلب السلطة مما يؤدي إلى تولي المتطرفين السلطة ثم تهدأ الامور . وقد شبه المؤلف الثورة بحمى ترتفع بسبب شكاوى أفراد شعب ما. ومن أعراض هذه الحمى انهيار هيكل السلطة. تستعر الحمى ثم يصبح واضحاً أن الناس لا يتحملون تلك الحمى وتحل سلطة أفضل محل هذا الاحتياج، ويصبح الشعب أسعد.
إن فكرة المؤلف عن الثورة هي أنها في الحقيقة جدول معين للأحداث التي يفترض أنها تحدث. وقد حاول المؤلف تأسيس نمط تتبعه معظم الثورات. وقد جمع المعلومات من أربع ثورات كبرى: الثورة الأمريكية، الثورة الفرنسية، الثورة الروسية (أو الثورة البلشفية) والحرب الأهلية في إنجلترا، وبأستخدام هـذه الثورات كنماذج وضع المؤلف أربع مراحل تمر بها الثورة يمكن عرض هيكلها:
المـرحة الاولى ـ خصائص المرحلة التمهيدية.
الأعراض: يرى المؤلف أن الطبقة الوسطى هي القوة الدافعة وراء الثورة وأنها تعبر بصوت عالٍ عن سخطها بسبب قيود اقتصادية معينة تفرضها الحكومة عليهـا. وعلى الرغم من أن هذه القيود ليست رئيسية إلا أنها كافية لإحداث سخط شديد. وتكون الحكومة حينها غير كفؤة على نحو لا يصدق. وتنهار البيروقراطية ولا تتمكن من إدارة البلاد على نحو فعال. وقد يكون السبب وجود حاكم أخرق أو نقص مالي مزمن في الحكومة وأخيرا، يعاني الحزب الحاكم من تخلي المثقفين الذين يعتبرون ضمير المجتمع.

المرحلة الثانية ـ خصائص المرحلة الأولى .
الحمى الصاعدة: الحمى الصاعدة هي تصاعد سخط الطبقة الوسطى. يثور الشعب اذاك وتتوج ثورته بمعركة، وينهار الهيكل الحكومي تحت ضغط الديون المالية والانتفاضة الشعبية. ثم يشكل المعتدلون أو الوسط السياسي حكومة جديدة. غير أن الحكومة المعتدلة الجديدة تظهر أنها غير قادرة على الصمود في وجه مشاكل إدارة الدولة والأزمة الاقتصادية ووضع دستور جديد وغير ذلك.

المرحلة الثالثة ـ خصائص مرحلة الأزمة.
الأزمة: تبلغ الثورة الذروة عندما يصبح المعتدلون عاجزين عن أداء مهمة حكم البلاد ويطوح بهم المتطرفون أو اليسار السياسي بالقوة، ويبدأ حكم الإرهاب، حيث يشرع المسرفون في التطرف بالتخلص من المعارضة باستخدام العنف. كمـا تتورط الحكومة الجديدة عادة في حرب خارجية في محاولتها نشر مبادىء الثورة. كما تبدأ الثورة بفقد زخمها ولا يعد الشعب يساندها إلا خوفاً من التطهير. كما أنه بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية يواجه الثوريون تهديداً داخلياً متزايداً.

المرحلة الرابعة ـ خصائص مرحلة الخلاص.
النقاهة: مع تزايد ضعف الثورة تدخل البلاد فترة الانتعاش، ويتولى السلطة حاكم مركزي قوي في الحكومة الجديدة، ويشرع في عملية إعادة الاستقرار إلى البلاد. ويستبعد أو يعدم زعماء الثورة الأكثر عنفاً. كما يُمنح المعتدلون عادة العفو. ويبدأ الناس في التخلص من أي علامات باقية من علامات الثورة، ويغيرون ملابسهم وأسلوب حياتهم في محاولة لنسيان الثورة، ويتخلون في تلك العملية عن الكثير من العقائد المتسمة بالتطرف التي يؤمن بها الثوريون.


شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق