حروب أوباما : الصراع بين الإدارة المدنية ووزارة الدفاع الأمريكية - بوب ودوورد


حول الكتاب

يقدّم لنا بوب ودوورد في كتاب "حروب أوباما" أقرب وأشمل وصف ظهر حتى الآن للرئيس الشاب بصفته القائد الأعلى، استند ودوورد إلى مذكرات داخلية ووثائق سريّة ومدوّنات إجتماعات ومئات الساعات من المقابلات مع أبرز الشخصيات الفاعلة، وعلى رأسهم الرئيس أوباما، لينقل لنا عن قُرب صورة أوباما وهو يدرس القرارات الحاسمة التي سيتخذها بشأن حرب أفغانستان والحملة السرية في باكستان والصراع العالمي ضدّ الإرهاب. 

يُظهر الكتاب النزاع المستمرّ بين القيادة المدنية في البيت الأبيض وكبار القادة العسكريين الذين تصدّوا لمحاولات الرئيس لوضع خطّة للخروج من حرب أفغانستان. 

سأل الرئيس حكومة حربه: "ما هي الخيارات المتاحة أمامي؟"، وكان يبحث عن بدائل محتملة لطلب قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، في أواخر العام 2009، إرسال 40.000 جندي إضافي، وقال لهم: "لقد وضعتم أمامي"، عملياً، خياراً واحداً... وهذا أمر غير مقبول". 

وأخيراً أجابه وزير الدفاع روبرت غيتس: "سيدي الرئيس، أعتقد أن من واجبنا أن نعرض عليك ذلك الخيار". 

ولم يأتِ ذلك الخيار أبداً، وقد اندفع نائب الرئيس بلا هوادة للحدّ من نطاق المهمّة العسكرية وتجنّب الإنزلاق إلى فيتنام أخرى، لم يتردّد نائب الرئيس في كتابة المذكّرات للرئيس بخطّ يده وأرسل ستّة منها بواسطة الفاكس السري إلى أوباما، وذلك عشية إتخاذه القرار النهائي بشأن القوات. 

لم تتوقّف المناوشات بإصدار الرئيس أوباما أمره بزيادة 30.000 جندي إضافي والتعهّد بالبدء بسحب القوات الأمريكية في تموز/ يوليو 2011. 

فالقائد الجديد في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس يعتقد أنه يستطيع أن يكسب المزيد من الوقت إذا حقّق نجاحاً، وقد قال في حديث خاصّ له: "لا أظنّ أنّ بالإمكان الفوز في هذه الحرب... إنّها من نوع القتال الذي نبقى فيه طوال حياتنا، وربّما أيضاً حياة أبنائنا". 

سيطر على النقاشات الدائرة الخوف من إحتمالات حدوث عملية إرهابية أخرى في الولايات المتحدة، لذلك أشرف البيت الأبيض على تدريب سري ظهر بنتيجته أنّ الحكومة غير مستعدة جيداً لمواجهة قيام الإرهابيين بإطلاق متفجّرة نووية في مدينة أمريكية - وهذا حسبما قاله أوباما للمؤلّف هو على رأس المخاوف المحتملة التي يفكّر فيها دائماً. 

ويتبيّن لنا من الإستشهادات الحرفية من المناقشات السرية وجلسات مناقشة الإستراتيجية في البيت الأبيض - والروايات المباشرة لأفكار الرئيس وهمومه وآراء مجلسه الحربي وجنرالاته - يتبيّن من كل ذلك أن الحكومة واقعة في صراع داخلي حادّ وأنّها مستغرقة في مشاجرات بغيضة وخلافات مريرة. 

لقد كشف لنا ودوورد كيف يعمل البيت الأبيض تحت إدارة أوباما، وأظهر لنا أن قرارات هامّة كبيرة ما زالت تنتظر هذا الرئيس العقلاني الجادّ. 

كتاب "حروب أوباما" يقدّم وصفاً حيّاً للرئيس يلمسه القارئ لمس اليد فيعيش معه ومع أعوانه في البيت الأبيض وقادته العسكريين ودبلوماسييه ومسؤولي إستخباراته في هذه الأيام الحافلة بالإضطرابات والمخاطر.

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق