السلطة والمعارضة في الإسلام - زهير هواري


حول الكتاب

يبحث الكتاب في التاريخ الإسلامي منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى سقوط الدولة الأموية على يد الثورة العباسية.
والموضوع - بما هو السلطة والمعارضة - وإن كان يبدو تاريخياً، إذ يتناول المرحلة التأسيسية بما تخللها من دينامية الصراع، إلا انه راهن بفعل استمرار الجذر التاريخي الاجتماعي في حياتنا الإسلامية والعربية المعاصرة. من هنا فإن هذا البحث هو تاريخي بقدر ما هو معاصر.
والواقع انه، منذ ان بدأت تتشكل معالم سلطة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، اخذت تتكوّن انواع من المعارضات برزت على نحو جليّ خلال حياته وتصاعدت بعد وفاته، واصطدمت مع الخليفة الأول، ثم اغتالت الخليفة الثاني والثالث والرابع على قاعدة الامتيازات والمكتسبات التي تراكمت جرّاء الفتوحات وقهر الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية، وقد تجلّت المعارضات وتلوّنت تباعاً، لكنها كلها استظلّت براية الإسلام واستندت إليه، فيما تغذّت من المعين القبليّ والإقليمي الذي اخذ بالظهور منذ وقت مبكّر.
السلطة والمعارضة في الإسلام قصة الصراع الذي دار في رحم المجتمع العربي والإسلامي، وعبّر عن نفسه حيناً داخل بنى السلطة، وبالصراع معها في اكثر الأحيان وفي خضم هذا الصراع برز العديد من الفرق والجماعات... وما زال العديد منها حاضراً حتى يومنا هذا.
ويوضح المؤلف في المقدمة ابعاد الكتاب قائلاً: "تثير قضية المعارضة في صدر الإسلام والدولة الأموية الكثير من الإشكاليات، إذ على رغم تلاحق الدراسات في التاريخ والتراث الإسلامي، إلا ان الأشكالية الاجتماعية والفكرية ما زالت بحاجة الى الكثير من الأبحاث، التي تستحق الانكباب عليها والتفرغ لها. خصوصاً ان موقع السلطة والمعارضة في ذلك الوقت، كان متغيراً ومتبدلاً. إذ ان بعضاً منها يحتمل ان يصنف في هذه الخانة او تلك، لا سيما ان الدولة بالمفهوم الحديث للكلمة لم تكن قد قامت بعد، وقد استمر ذلك خلال العهد الراشدي وشطراً من العهد الأموي. وهما موضوع الدراسة ومداها الزمني.
وهذا البحث الذي يبدو تاريخياً في بعض الأوجه، هو معاصر في الكثير منها، في ضوء الاجتهادات التي تطلقها اقوال وحركات سياسية راهنة، تلتزم هذا الموروث، وتقرأه، وتستند إليه، باعتباره مرجعية لا يرقى الى احكامها الشك او علامات الاستفهام. بهذا المعنى يصبح هذا البحث مفتوحاً على التاريخ، كما هو مشرّع على الراهن من نظريات في مقاربته. وما لا شك فيه ان تزاحم الآراء والتحليلات، والكثير منها تطغى عليه السذاجة والعمومية والعصبية، يقود الى إعاقة النظر البارد الى التاريخ وتحقيق نهضة علمية ضمن الإطار الإنساني الأعم والأشمل، من خلال وضع هذه المرحلة في اطارها الطبيعي بعيداً من حدي التقديس والإسقاط العبثي.
ومن المعروف ان الجوانب التي تركزت عليها دراسات المؤرخين والمستشرقين على حد سواء، كانت في المجالات السياسية والاقتصادية، بينما ظل المجال الفكري - الاجتماعي في الهامش الى هذا الحد او ذاك. على انه كان من الصعوبة امام هذه الدراسة ان تحصر نفسها في بحث الإشكالية التي قررت الخوض فيها من دون ايلاء الفضاء السياسي والاقتصادي العام ما يستحقه من اهتمام وعناية. وهكذا انجدلت في رحابه مستويات وصعد متداخلة، أثّر كل منها بالآخر وتأثر فيه".

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق