ابن رشد سيرة وفكر - محمد عابد الجابري


حول الكتاب

ابن رشد، فيلسوف قرطبة وقاضي قضاتها، أبو الوليد مفكر، فيلسوف، عالم، مجتهد جمع بين العلم والفضيلة، حيث كان يجسد بحق الفكرة التي قال بها سقراط، وهي أن المعرفة أساس الفضيلة، فالعالم لا يكون إلا فاضلاً في تصور سقراط، وابن رشد كان بحق أحد أولئك القلائل الذين اقترن لديهم العلم بالفضيلة، ليكون حكمه ويكون صاحبه حكيماً.
وهذا الكتاب هو في سيرة ابن رشد وفكره، سلك فيه الباحث مسلكاً خاصاً، فجمع بين حكاية السيرة الذاتية لهذا الفيلسوف والتعريف بفكره من خلال أهمّ كتبه، في الفقه وأصول العقيدة والفلسفة والعلوم والطب والسياسة. ويقول الباحث بأن هذا المسلك فرضه عليه ابن رشد نفسه، لكون سيرة ابن رشد الذاتية هي مسيرته العلمية نفسها، فلا يمكن الحديث عن الواحدة منها بمعزل عن الأخرى.
فقد نشأ في بيت كان أهله "إلى العلم أميل" كما يقول من ترجموا لهذا البيت، فانقطع منذ صغره للدراسة، فلما بُلغ أشده "في العلم، بدأ التدريس والتأليف والبحث العلمي إلى أن توفي، عن عمر يناهز خمس وسبعين عاماً قضاها كلها في الدراسة والتدريس والبحث والتأليف.
ويمكن القول بأنه ومن خلال هذا الكتاب وغيره من الكتب التي دارت حول ابن رشد ومؤلفاته والتي صدرت في السنة التي قررت عدة جهات أكاديمية، عربية ودولية، إطلاق ابن رشد عليها، احتفاءً بمرور ثمانية قرون على وفاة هذا الفيلسوف العربي الكبير، نقول أنه ومن خلال هذا الكتاب وغيره يمكن استعادة ابن رشد الفقيه، وابن رشد الفيلسوف، وابن رشد العالم.
وتلك ضرورة تمليها، ليس فقط المكانة المرموقة التي يتبوؤها هذا الرجل في تاريخ الفكر الإنساني والتي غابت في فكرنا العربي، بل تمليها كذلك حاجتنا اليوم إلى ابن رشد ذاته: إلى روحة العلمية النقدية الاجتهادية، واتساع أفقه المعرفي، وانفتاحه على الحقيقة أينما تبدت له، وربطه بين العلم والفضيلة على مستوى الفكر ومستوى السلوك سواء بسواء.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق