حول الكتاب
ظهرت النهضة في العالم الإسلامي و ظهرت معها كثيرٌ من الأطروحات التي كانت في مجملها تشكل سجالاً بين تيارين التيار المحافظ المتمسك بالهوية, و تيار المستنيرين الذين يرون أن التيار الأول يشكل عقبة كؤوداً أمام التقدم والتحضر, وسار هذان التياران في خطين متوازيين دون أي محاولة للالتقاء, أو تجديد الخطاب والبحث عن مفاصله المؤثرة بعيداً عن السجال الذي أنهك القوى واستنفذ الطاقات.
(قراءة في خطاب النهضة إشكالات وتساؤلات) كتاب أراد منه مؤلفه أن يعيد النظر ويجدد القراءة بشيء من التأني لخطاب النهضة, بهدف الوصول إلى مفاصله ومثار الإشكالات فيه. ومن ثم بناء منهجية واضحة لهذا الخطاب. نستطيع من خلالها فهم هويتنا وتحديد موقعها وعلاقتها من الإشكالات المعاصرة, ما لم فإننا سنبقى مرتهنين لدوامة السجال الغير منقطع دون أن نخرج برؤية واضحة أو نخطو خطوة للأمام.
وقد تحدث المؤلف عن الصدمة التي حصلت مع أول اتصال بالغرب والتي أشعرتنا بالدونية والانبهار والمبالغة في تعظيم الغرب وبين أننا ما زلنا نعيش مع الواقع معاملة المصدوم الذي لم يستفق بعد.
كما تكلم عن الغرب الذي اعتبره الخصم والنموذج , فهو الخصم الذي يحاول أن يذيبنا فيه, وهو النموذج الذي يحاول كثير من أبناء الأمة الذوبان فيه ولو على حساب الدين.
كما تكلم عن السؤال الذي طرحه شكيب أرسلان وهو: لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ وبين أننا اختزلنا المشكلات في دوائر ضيقة وتوسعنا في الإجابات كل من منظوره وعقليته التي يفكر بها.
وبين أن من أهم الأشياء التي أضرت بخطاب النهضة انعدام النظريات والرؤى الكلية التي تنطلق منها الفروع الجزئية. وبين أن من أهم ما جعل موجة التغريب تنجح في مجتمعاتنا هو انعدام النظريات المستقاة من الدين والمتوافقة مع متطلبات العصر.
وأظهر المؤلف استغرابه من وجود الانفصام بين النهضة والهوية بحيث ظن البعض أن النهضة لا تتأتى مع تمسك المجتمعات بهويتها .
وتكلم المؤلف عن شكل الدولة الذي اتخذ محوراً رئيساً في خطابات النهضة, والذي كان محل اهتمام جميع الأطياف بدون استثناء
وأردف ذلك بالدعوة للدراسة المستوعبة لطبيعة المجتمع المسلم, حيث أنه وبمعرفة طبيعة المجتمع من جميع جوانبها نستطيع أن نصل إلى مشكلاته الرئيسية التي أعاقته على وجه الخصوص, لنضع لها الحلول الملائمة.
بعد ذلك أوضح المؤلف أن قراءة التاريخ لا تقتصر على المتعة أو الثقافة بل تتعداها إلى ما هو أنفع وأجدى وهو دراسة التاريخ والتعلم من التجربة التي أوصلت إلى نتيجة حسنة أو سيئة, ونقوم بربط الحاضر بالماضي وأن لا نحاول استنساخ النتيجة دون وعي بالتجربة.
ثم تكلم عن الطبقية الثقافية والتي ترى أن عجلة الحياة بدون أفكارها لن تسير ولن تتقدم, وأنهم هم الحلقة الأهم في المجتمع ودعاهم إلى النظر إلى قضايا الناس واحترام عقولهم وتحديثهم بما يفهمون, واحترام دين الأمة وثوابتها.
ثم ختم المؤلف كتابه بالحديث عن الفجوة التقنية والتي أشعرت المجتمع المسلم بالدونية وهو يقارن نفسه مع غيره, وبين أن التقنية لها أثر واضح في تغيير الهوية إذ أن التقنية تحمل هوية صانعها وذوقه وشكل حياته, ولقد كان تأثيرها واضحاً جداً على مجتمعاتنا, وأصبح كل من تحدث عن أثر التقنية على هوية المجتمع يرمى بالتخلف والرجعية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق