فضاءات الحرية: بحث في مفهوم الحرية في الإسلام وفلسفتها وأبعادها وحدودها - سلطان بن عبد الرحمن العميري


حول الكتاب

استحوذ الحديث عن الحرية على مساحة كبيرة من إنتاج المفكِّرين المعاصرين، وأكثروا من إطرائها، والتغنِّي برونقها وجمالها، ولم تتَّفق كلمة المفكِّرين المعاصرين على قضيَّة - على ما بينهم من اختلاف منهجي وأيديولوجي - كما اتَّفقت على التأكيد على أهميَّة الحريَّة والدعوة إليها، وقد تكاثرت الكتابات عنها، حتى جاوزت العشرات إلى المئات! إلَّا أنَّ الحديث عنها جاء متلبِّسًا بإشكاليات منهجيَّة، واضطرابات شديدة في التصورات والرؤى المطروحة؛ فجاء هذا الكتاب ليجلِّي الصورة واضحة، ويكشف عن معالم تلك الاضطرابات.
وقد كشف الكاتب عن معالم هذه الاضطرابات من خلال مؤشِّرات خمسة:
الأوَّل: الخلط الكبير بين المكوِّنات المختلفة للحريَّة والتنقُّلات العشوائيَّة فيما بينها.
الثاني: الارتباك الشديد في الاستدلال بالنُّصوص الشرعيَّة.
الثالث: الانتقائية في الاستدلال.
الرابع: الاستعانة بالحجج المخرومة، والاعتماد على مصادر غير معتمدة.
الخامس: الاعتماد على التأثيرات العاطفية. ثم ذكر أسباب اهتمامه ببحث قضية الحريَّة؛ ومنها: أن الحرية تُعدُّ مطلبًا من أهم المطالب الإنسانية، وأُمنية من أغلى الأمنيات، وضرورة من أكثر الضروريات؛ عمقًا وتأثيرًا في حياة الإنسان، ومنها: أنها غدَتْ شأنًا عالميًّا ضخمًا يُتحدَّث عنه في العالم كله، ومنها: امتلاء عقول كثير من الشباب المتطلِّع للمعرفة والفكر بالأسئلة عن قضية الحرية، ومنها: أنَّ موضوعها كان - وما زال - من أشد الموضوعات التي يشغِّب بها أعداء الإسلام والحاقدون عليه. وذكر أنَّ هدف بحثه: هو إعطاء تصوُّر كلِّي ومجمَل عن معالم الحرية في التصوُّر الإسلامي، وعن فلسفتها وحدودها الكليَّة، والكشف عن الأسس المنهجيَّة التي يقوم عليها هيكلها، وليس القصدُ مناقشةَ التفاصيل؛ فهذا أمره يطول جدًّا. كما نبَّه إلى الفرق بين النظرية والتطبيق، وأنَّه لا بدَّ من مراعاة الشروط المعتبَرة في التطبيقات العملية. وأشار إلى المنهجيَّة والآليَّة التي سار عليها في البحث، وتتلخَّص في:
1- الانطلاق من النصوص الشرعية، مع محاولة الجمع بينها، ودراستها وتحليلها، واستخراج مدلولاتها، ومِن ثَمَّ الاستدلال بما تضمَّنته دَلالاتها الواضحة على الموقف الذي تقتضيه.
2- التكامل في الاستدلال والبناء.
3- الفصل التام بين المرجعيَّات والأصول والتي مِن أكثرها تصارعًا (المرجعيَّة الإسلاميَّة والمرجعيَّة الغربيَّة الوضعيَّة).
4- التمييز بين الأقسام المتقاربة.
5- التوجُّه نحو الأفكار دون الأشخاص، ومحاكمتها إلى المصادر المعتمَدة لدينا في الشريعة الإسلاميَّة.
6- الوقوف مع أبرز الإشكالات والاعتراضات المخالفة للرؤية الصحيحة لمفهوم الحريَّة، والجواب عنها بطريقة علميَّة برهانيَّة.

رابط التحميل


شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق