حول الكتاب
يتضمن هذا الكتاب دراسة نقدية تحليلية لشخصية من أهم الشخصيات الأدبية والعلمية، التي ظهرت في عصور الازدهار الحضاري من تاريخنا العربي، وكان لها عطاؤها المتميز في مختلف مجالات الفكر والإبداع، وهي شخصية الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي (ت436هـ). وهذه الدراسة رائدة في مجالها، فهي تختلف عن الدراسات السابقة، التي وضعت حول المرتضى، في المنهج والهدف، فلا تعتمد الدليل الوثائقي التاريخي وحده، وإنما تقوم –وبصورة أساسية- على البحث المنهجي والاستدلال المنطقي الاستقرائي والمعالجة النظرية للواقع التاريخي والثقافي المتعلق بالموضوع بأبعاده المختلفة، وفي حين تناولت الدراسات السابقة شخصية المرتضى من جانبها الديني أو العقائدي والاجتماعي والأدبي العام، تهتم هذه الدراسة، في المقام الأول، بالجانب الأدبي الخاص، وبالجانب النقدي بنحو أخص، حيث يمثل هذا الجانب الأخير، كما تثبت الدراسة نفسها، الحلقة المفقودة في نتاج المرتضى الأدبي وفي تراثنا النقدي عامة.
لقد كشفت هذه الدراسة عن الكثير من أفكار المرتضى وآرائه ونظرياته المتعلقة بقضايا الشعر ونقده، وجمعتها ضمن إطار واحد متناسق، بعد أن كانت مشتتة ومفرقة في كتبه الأدبية، وعرضتها وفق منهج تحليلي مقارن يقابل النظرية بالتطبيق، ويوازن بين الفكرة ونظيراتها، وينظر إلى الآراء ويقومها في نطاق العصر الذي نشأت فيه، وفي ضوء ما توصلت إليه النظريات النقدية الحديثة أيضاً، فبينما تقارن آراء المرتضى مع آراء معاصريه من النقاد أمثال: قدامة بن جعفر، وابن طباطبا العلوي، والآمدي، والقاضي الجرجاني، وابن رشيق القيرواني، وعبد القاهر الجرجاني.. تقارن كذلك مع آراء عدد من النقاد الغربيين الذين برزوا في عصر النهضة من أمثال: موليير، و،اتول فرانس، يوهان غوته، وألفرد هاوسمان، وألكسندر بوب، وتي. اس. إليوت، وإدغار آلن بو. وهكذا يتبين مقدار ما تميزت به آراء المرتضى ونظرياته النقدية من العمق والثراء والأصالة والأثر، وما يمكن أن يكون لهذه الآراء والنظريات من قيمة وأهمية في منظومة تراثنا النقدي العربي، وهذا ما يبرز ريادة هذه الدراسة وأهميتها بنحو أكثر.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق