كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى - كمال مظهر أحمد


حول الكتاب

تعتبر الحرب العالمية الأولى 1914- 1918 أحد أهم أحداث العالم، فقد عمّت مآسي هذه الحرب وعواقبها جميع بلدان المعمورة، وتسببت في حدوث تبدلات كثيرة في حياة معظم الشعوب، ولكن هذه الأحداث والعواقب شملت بلدان أوروبا والشرقين الأدنى والأوسط أكثر في أية بقعة أخرى في العالم، كما شملت بدرجة أقل أفريقيا الشمالية.

وهذه هي المناطق التي كانت قد باتت مساحة قتال ضارٍ، ولا يخف عن أحد ما لكردستان من أهمية، بوصفها جزءاً مهماً من الشرق الأوسط، من حيث موقعها البارز في الحرب العالمية الأولى، لقد أثرت أحداث الحب وعواقبها تأثيراً كبيراً على حياة الشعب الكردي ومستقبله، ومع ذلك فإن تاريخ كردستان في فترة الحرب العالمية الأولى لم يلق تلك العناية من قبل الباحثين والمؤرخين بدراسته دراسة متكاملة، ليتم عرضه على الأنظار كتاريخ مرحلة متكاملة في عمل مستقل.

وبديهي أن هذا الإهمال هو الذي أدى ليس إلى أن لا يعرف الشعب الكردي عامة شيئاً عن هذه المرحلة المهمة من تاريخه وحسب، بل وكذلك إلى أن يكون المثقفون الكرد أيضاً في غفلة عن هذا الموضوع التاريخي المهم، هذا التاريخ الحافل بالأحداث والعبر والتبدلات التي تشغل حيزاً ملحوظاً في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.

ولعل ذلك يأتي على رأس قائمة العوامل التي جلبت إنتباه القراء إلى هذا الكتاب "كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى" في نصه الكردي الصادر عام (1975)، وفي ترجمته العربية الصادرة في عام (1977)، ومع مضي فترة زمنية طويلة إلى إصداره، وفي سبيل تقديم ثمرة مفيدة لأبناء الشعب الكردي كواجب ملقى على عاتق المؤرخ الكردي، عمد المؤلف إلى إعادة النظر لإضافة الكثير مما رآه ضرورياً في نصه العربي، ليكون القارئ العربي أيضاً على بينة من الأمر، فجاءت الطبعة العربية أوسع بكثير من نصه الكردي، ومما ساعده على ذلك، حصوله على مصادر جديدة ومهمة في إطار الموضوع من مثل أعداد جريدة "تيكه يشتني راستي" (فهم الحقيقة، التي أصدرها الإنكليز باللغة الكردية في بغداد بعد إحتلالهم لها، فقد كانت حافلة بالمعلومات القيّمة، مما أتاح للمؤلف إمكانية فهم أعمق لأحداث مهمة وقعت في سنوات الحرب العالمية الأولى، وهذا ما يجده القارئ في مواضيع الفصلين الثالث والرابع من هذا الكتاب.

بالإضافة إلى ذلك كان للمؤلف أن اعتمد على بعض المصادر السوفياتية التي استندت على الوثائق التركية أساساً مهماً للبحث، من هؤلاء الباحثين السوفييت المستشرقين الآذربيجانيين السوفييت المهتمين بتاريخ تركيا الحديث والذين توافرت لهم إمكانات الإستفادة من المصادرة التركية الأصلية.

كما استعان الكتاب بمصدر آخر هو كتاب الأستاذ شكري محمود نديم وذلك ما يتعلق بالجيش الروسي في حرب العراق، الذي يعتمد مصدراً تركياً ألفه ضابط عثماني كبير لعرض الأحداث التي رافقت وصول القطعات الروسية إلى مناطق، واندوز وخانقين وبينجوين، وإلقائه الضوء على مسائل مهمة ولا سيما ما يتعلق منها بكردستان العراق.

إلى جانب ذلك فقد أغنى المؤلف كتابه بفصل كرّسه لتوضيح العلاقات الكردية، الأرمنيّة، ولدور الكرد في مذابح الأرض على وجه الخصوص، وقد جاء ذلك في الفصل الخامس من هذا الكتاب، ويشير المؤلف إلى إعتماده في هذا الموضوع الحسّاس على مصدر مهم جداً وهو كتاب "إبادة الأرض في السلطة العثمانية" الذي يضم مئات الوثائق التاريخية المهمة والتي لم يطلع عليها إلا القليلون حول مذابح الأرمن، حيث تم جمع هذه الوثائق من مختلف المصادر والأرشيفات، والتي توضح دور الكرد وموقفهم من تلك المذابح.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق