حول الكتاب
يَحكي لنا طه حسين قصةَ وضعه لرسالة الدكتوراه ، ومساعدة صديق له في مطالعة آثار أبي العلاء المعري الذي كان موضوعَ الرسالة ، وَغدوّه عليه منذ الضحى وحتى يقبل الليل قارئاً له بل متغنياً باللزوميات وسَقْط الزَّند غناء عذباً ، وطه حسين يسمع منه ويحفظ عنه ، ويطرب لإنشاده وغنائه ، ويبدو أن هذا الانسجامَ بين روح طه حسين وروح المعري من خلال آثاره وبِشَدْوِ قارئ هذه الآثار قد رَسَّخ في أعماق طه حسين شيئاً لا يُمحَى على تطاول الدهر ، فهو لا يزال كُلما قُرِئَ عليه شعرُ أبي العلاء لم يسمع صوتَ قارئه ، وإنما سمع صوتَ صديقه ذاك مترنِّماً بالشعر ، مُحلِّقاً من طه حسين بروحه .
ولا يخفى السرُّ خلف هذا الانسجام بين المعري وطه حسين ، فكلاهما ضحيةُ عِلَّةٍ واحدة هي العمى ، مما جعل الفرقَ بين طه حسين وبين كثير ممن شرحوا ودرسوا المعري كالفرق بين النائحة الثَّكْلَى والنائحة المستأجَرة .
ولقد كان من نتائج هذه الدراسة أن حَفَرَتْ في طه حسين أثراً أيَّ أثر ، وأرشدته إلى العَلَم والقدوة التي يجب أن يحتذيها ، واستيقن أن حياة أبي العلاء تلك هي الحياة التي يجب عليه أن يحياها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق