العولمة: المفاهيم الأساسية - أنابيل مونتي وبيتسي إفانز


حول الكتاب

 إن كلمة العولمة هي الكلمة الأحجية في الوقت الحاضر ، داخل الجامعات والحكومات والمجتمع . حيث إن الكلمة ذاتها وكل ما تجلبه معها من قوة ، هي هائلة ( مثلا : BOURDICU . 1999 ) . فالبعض يخبرنا أن العولمة أمر حتمي وأنها تستلزم أحداثا بعينها بينما يخبرنا البعض الآخر بأنها شيء ينبغي إلحاق الهزيمة به .
         هناك العديد من التعريفات والمقاربات الخاصة بالعولمة في الدوائر الأكاديمية ، حيث يرجع السبب ببساطة إلى أن العولمة ليست مجالا دراسيا يقتصر على أي نظام بمفرده ، كما ينتمي متخصصو العولمة إلى مختلف المجالات مثل الدراسات الثقافية وعلم الاجتماع والعلوم الاقتصادية والعلاقات الدولية والنظريات السياسية والآداب واللسانيات . وربما تعد هذه الطبيعة المتضمنة للعديد من المعارف إحدى الملامح المميزة للعولمة حيث إنها مجال يستعير عددا كبير من المصطلحات والمفاهيم من المعاجم المتوفرة ، وهكذا فإن ما ينتج كمعنى للعولمة يظل دائما محلا للنزاع . وفي النهاية ، يمكن القول إن العولمة تخص مجال بحث يعرف بشكل أكبر من خلال الأسئلة التي يطرحها والغرض من دراسته : ألا وهو العالم ككل وأجزاؤه وعلاقتها بهذا الكيان ككل .
         ومع ذلك ، تشير الأبحاث مؤخرا إلى ما يشبه إجماعا للرأي حول المقصود من العولمة خارج المجتمع الأكاديمي ( GARRETT , EVANS , AND WILLIAMS , FORTHCOMING ) حيث يتجه من يتم سؤالهم عما تجعلهم كلمة العولمة يفكرون به في إجابتهم ، إلى التركيز على القضايا الاقتصادية ومنها الرأسمالية ، والنفوذ وقطاع الأعمال الكبيرة ، والتوسع في عدد المؤسسات الكبرى ، كما يذكر في الأغلب الوجود القوى المستمر للشركات المتعددة الجنسيات والتي تتزايد إعدادها بشكل مستمر .
         لماذا يعد ما سبق أحد أبرز الملامح بالنسبة إلى الرأي العام ؟ سؤال لم نجد له إجابة حتى الآن ، إلا أن هذا يلقي الضوء على اختلاف تصور العولمة ما بين العامة والأكاديميين ، وتشير الدراسات الخاصة بالعولمة بشكل واضح إلى صعوبة الفهم ووضع نظريات حول المرحلة الحالية من التاريخ .
         ويهدف هذا الكتاب إلى المساعدة في اجتياز متاهة مجموع ما كتب حول دراسات العولمة ، حيث يعبر تعقد المفاهيم الأساسية عن تعدد وتعقيد قضايا هذا المجال ، حيث إن معنى العولمة ما زال أمرا متنازعا عليه وحيث إنه موضوع يتناوله الدارسون في العديد من فروع المعرفة ، فإن مهمتنا ليست بالهينة ، وبطبيعة الحال ـ لم يكن بالإمكان بالنسبة إلينا أن نضم إلى هذا الكتاب كل المفاهيم في دراسات العولمة خاصة وأن المدخلات كانت موجزة للضرورة ، ويحاول هذا الكتاب التعرف على بعض المصطلحات الأساسية والمفاهيم الخاصة بهذا المجال وتحديد المعالم الرئيسية للمناقشات والمناظرات المركزية التي يثيرها مختلف الدارسون . وقد تم اختيار المصطلحات التي استشفت من خلال معاينة النصوص ذات التأثير والفعالية في مجال العولمة وكذلك المقترحات المتخصصة ممن ساهموا معنا ، كما يتمل ألا توجد بعض المصطلحات الأساسية التي تعد أساسية لعدد صغير من واضيعي النظريات ، فلقد حاولنا تعريف المصطلحات التي تعد أكثر شيوعا في مجال العولمة بالرغم من اشتقاقها من فرع معين من فروع المعرفة ، أي أننا قمنا باختصار بتحديد مدى استخدام المصطلح في دراسات العولمة ، كما لم نضم المصطلحات التي قد تعد أساسية في فرع ما من فروع المعرفة ما لم تكن محورا لاهتمام محدد في دراسات العولمة . وهكذا فبعض المدخلات قد تتطلب استيعابا مسبقا لبعض أساسيات المجالات المختلفة ، ومن جهة أخرى ، فقد قمنا أيضا بضم أي مصطلح أساسي مستخدم خارج نطاق مجاله الفعلي المعتاد في ما يتعلق بدراسات العولمة ، والأهم من ذلك ، فإن هذا النص يتيح للقارئ نقطة الانطلاق لعالم العولمة .
         ويعني انتشار تبني خطاب العولمة ومنظورها أن ما تعنيه العولمة سوف يتفاوت بتفاوت السياق ، وعلى هذا ، يجب أن يضع القارئ في حسابه أنه بالرغم من استخدام دارس لمصطلح ما بشكل ما ، لا يعني بالضرورة أن يتم استخدامه بالطريقة نفسها من الجميع ، حيث يمكن بالفعل أن يصادف القارئ في هذا الكتاب بعض المصطلحات التي استخدمت بطرق أخرى في أماكن أخرى .
         وهكذا ، وعلى سبيل المثال ، فقد اشتمل هذا الكتاب على مدخلات حول مارك والحداثة وأسلوب النظرة الشاملة وهي مصطلحات انطلقت وغيرها إلى حيز الوجود قبل ظهور دراسات العولمة كمجال ، وحيث إن العولمة تتمحور كمجال للدراسة حول إعادة النظر في التصنيفات الأولية للتفكير وقواعد فروع المعرفة ، فإن هذه المصطلحات مناسبة ، وتمثل إعادة فحص هذه القابلية للتأمل التي يعدها البعض أمرا مركزيا للعولمة .
         ونأمل أن تزود المفاهيم والأوصاف والمصادر التي ذكرت في هذا الكتاب ، القارئ بفهم متين وأساسي لهذا المجال المعقد .

رابط التحميل



شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق