هروبي إلى الحرية - علي عزت بيجوفيتش


حول الكتاب

يقول بيجوفيتش: قيمة الأفكار التي يتضمنها الكتاب لا تكمن في ذاتها، بل للظروف التي كتبت فيها، ففي داخل السجن كان هناك هدوء، لكن في الخارج كان نذير الإعصار الذي سيتحول عام 1988 إلى عاصفة تدمر حائط برلين، وتزيح عن المسرح "هونيكر وشاوشيسكو" وتبعثر حلف وارسو، وتزلزل الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا.

شهد العالم تحولاً فريداً، العالم الذي كان ثنائي القطب لفترة طويلة أصبح أحادي القطب، وطوال ما يقارب الألفي يوم، جاءت هذه الأوراق تعليقاً على أحداث مصيرية من إنسان كان ممنوعاً من المشاركة بها، ولكنه امتلك وقتاً كافياً لمتابعتها، وإصدار أحكامه الصحيحة أو الخاطئة عليها.

ويشير إلى أنه كان يودع دفاتره لدى أحد زملائه السجناء، والذي كان مداناً بسبب جريمة قتل، حتى إذا قامت إدارة السجن بتفتيش خزائنه كانت تصادر دفتراً واحداً وليس جميع ما كتب، وساعده أحد السجناء في توصيل تلك المخطوطات إلى أبنائه رافضاً أن يتسلم مكافأة نقدية، ليعلق المؤلف قائلاً أن الناس الذين نسميهم مجرمين، يكون لهم أحياناً شعبية وجاذبية معينة في محيطهم، ذلك أنهم يعرفون عادة الصداقة ومستعدون للمخاطرة، وبعض من نسميهم الناس "الطيبين" يكونون غالباً مجردين من هذه الفضائل.

  يقول المترجم أن البوسنة والهرسك عرفها العالم منذ عام 1992 باعتبارها دولة تبحث عن استقلالها وحريتها بعد انهيار يوغسلافيا السابقة وانشطارها إلى مجموعة دول، وكان الشعب البوشناقي المسلم طليعة هذه القوى المدافعة عن الاستقلال والحرية، وكان دائماً وجه علي عزت بيجوفيتش يطل من بين هذه الآلام ليقول سياسياً وثقافياً إن البوسنة لابد أن تنال حريتها يوماً، وستعود كما كانت من قبل عنواناً للإخاء والترابط والتسامح بين الشعوب.

 وكان بيجوفيتش السياسي الإنسان والمثقف هو من عبر سابقاً ولاحقاً عن هذه الطموحات، ولذلك تعرّض للسجن في عهد الرئيس تيتو، ونجح علي عزت في تحويل قراءاته وتأملاته في السجن منذ (1983-1988م) إلى لوحات ثقافية وحضارية.



شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق