الصخب والعنف - وليم فوكنر


حول الكتاب

هذا هو إسم الرواية الشهيرة للكاتب الأمريكي وليـم فوكـنر.وهي أول رواية نشرها فوكنر عن الجنوب ، وقد نشرت عام 1929 وهو في الثانية والثلاثين من عمره ، وكان قد كتب قبلها ثلاث روايات وديوان شعر لم يأبه بها أحد .
وهذه الرواية هي كتابه الخامس ويقال أنه قضى في كتابتها ثلاث سنوات من العمل المستمر .
وقد لفتت إليه أنظار النقاد وسميت من قبلهم بإسم ( رواية الروائيين ) ووصفت بأنها رائعة البناء والأسلوب . غير أنها في الواقع تحتاج من القاريء العادي إلى الأناة والمثابرة وإلى حساسية مرهفة لكي يتمكن من تذوقها نظرا لصعوبة تركيبها الفني الذي يقول عنه النقاد انه يضاهي في جماله وبراعته إحدى المعجزات الخيالية، ولعدم فهم القارئ للحوادث التي يشير إليها المؤلف . وقد كتب لها فولكنر ملحقا بعد ستة عشر عاما من كتابتها ـ يوضع حاليا في الطبعات الحديثة كمقدمة ـ شرح فيه الحوادث المهمة في الكتاب بإيجاز ووصف فيه أفراد عائلة (آل كمبسن ) واحدا واحدا وهم أبطال الرواية (مع العودة بتاريخهم إلى الوراء مائتي عام ) ووضح أهمية كل منهم في الرواية ، وهو في ملحقه هذا يستمر في سرد تاريخ هذه العائلة حتى يصل إلى العام 1945 بينما كان قد انتهى من كتابة الرواية في عام 1928 ، فجاء هذا الملحق قطعة رائعة جديدة ؛ فكأن أبطال الرواية مازالوا يعيشون حتى مابعد قراءة الرواية والإنتهاء منها ..أي أنه جعلهم يبدون وكأنهم أحياء يرزقون. 
ويحمل الكتاب الكثير من أساليب وملامح الفترة فيما بين عامي 1920 و والتي شاعت فيها أساليب عديدة 1930من حيث الأسلوب والشكل ،وهي من أهم الفترات التي مرت بتاريخ الرواية لكثرة التجارب ونجاح الكثير منها في فن القصة ،كما أنها الفترة الذهبية التي لمع فيها شعراء عظام مثل تي . إس . إليوت ، وإزرا باوند ، وكلاهما يجمع بين الشعر والنقد كما أن كلاهما أثَّـر في تغييرأشكال الأدب في الشعر والنثر. وهي أيضا الفترة التي أصبحت فيهانظريات فرويد عن اللاوعي حافزا على معالجة مشاكل النفس الخفية ، وبالتالي أخذ الكتاب في الإستفادة منها في فن الرواية خاصة بالتغلغل في نفوس الشخصيات وتصوير أعماقها بما تحتوي من تجارب وحبرات وذكريات وأحلام.
وتدور أحدث الرواية حول عائلة ( آل كمبسن ) وهم ثلاثة إخوة وأخت تدعى كانديس واب مشغول بكتبه وشرابه والأم، وهي سيدة حريصة على التمسك بالمظاهر الإجتماعية ولكنها دائمة المرض.وفي خدمة العائلة مجموعة من الزنوج . وأحد الإخوة متخلف عقليا والثاني فظ ،شرس الأخلاق أما الثالث فهو طالب في الجامعة مفرط الحسلسية ، كثير الإهتمام بشرف الأسرة، يحب أخته الوحيدة أشد الحب ، ويبذل جهده في العناية بها، وحين يكتشف أنها تعلقت برجل غريب وفرطت في عرضها معه يصيبه هم شديد ويحاول الدفاع عنها أمام أبيه، بعد ذلك ،ويفشل في تحمل صدمة تفريطها في عرضها وإساءة سمعة العائلةفينتحر بإغراق نفسه في النهر بعد أن يمر بمتاعب نفسية عديدة ، أما الأخت فيهجرها الرجل ويتزوجها رجل آخر غني لايلبث أن يطلقها بعد أن اكتشف حملها من غيره، وتضع بنتا تسميها بإسم أخيها المنتحر وفاء له ، وتترك الطفلة عند أهلهاوتهجرهم وتنتقل إلى مكان آخر وقد ساءت سمعتها ، وترسل لأهلها نقودا للصرف على أبنتها فيأخذها الأخ القاسي ويحتفظ بهالنفسه ويدفع منها مصروفا قليلا للصرفعلى الفتاة التي أخذت تكبر وتفهم. ومع الوقت يزداد هذا الأخ استبدادا بالعائلة كلها، فيراقب الفتاة التي أصبحت فتاة شابة ويسيء معاملتها ويتهمها بالفساد كأمها ، ويعمل على إجراء عملية تعقيم لأخيه المتخلف بعد موت أبيه، وينتظر موت أمه ليضع هذا الأخ في مصح عقلي ،رغم أنه لم يكن خطرا على أحد ، ثم يتخلص من الخادمة الزنجية الأمينة التي كان يكرهها . وقبل ذلك تكون إبنة اخته قد اكتشفت المكان الذي كان يحتفظ فيه بالنقود التي كانت والدتها ترسلها لها ، فتقتحم غرفته في غفلة منه وتسرق النقود وتهرب مع ممثل يعمل في السيرك . وتنتهي الرواية بتفكك العائلة وتشتت شملها خاصة وأن الأخ الشرس يبيع البيت لشخص ما يحوله إلى نزل . وحين تنتهي الرواية نجـد الخادمة العجوز تردد : ( لقد رأيت البداية والنهاية ).
هذه هي الخطوط الأساسي للقصة والصعوبة في فهمها تأتي من أن المؤلف قسَّمها إلى أربعة أقسام كل قسم يتلوه أحد الإخوة بطريقته ،على شكل ( مونولوج داخلي ) والقسم الأخير يتلوه المؤلف.
ومن أهم ماتميزت به هذه الرواية أن فوكنر وضع لهـا حدودا جغرافية ، وأرقاما للمساحة وعدد السكان وأوجـد للمقاطعـة عاصمـة وقرى كلهـا من مخيلتـه هو وأسمى هذه الولاية ( بوكناباتوفا ) وعاصمتها ( جفرسن) وهي تقع في الجنوب حيث الرق كان لايزال منتشرا. وهو بذلك يريد أن يصور الجنوب على أنه زراعي يعتز شعبه بالشرف بينما الشمال يمثل المادية الآلية ويهدد بالقضاء على تقاليد الجنوب العريقة .
وقد نال فوكنر جائزة نوبل عام 1950وهو في الثالثة والخمسين من العمر بعد أن قضى أكثر من ربع قرن في كتابة الروايات والتي أنجز منها عددا يزيد عن العشرين رواية . 



شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق