تُحاط حياتنا بالكثير من الأشياء المختلفة التي نراها كل يوم ولكنها لا تعير اهتمامنا ولا تثير فضولنا على الرغم من أننا لو تعمقنا في تاريخها والغرض الحقيقي من صنعها لأصابنا الاندهاش والاستغراب، وفيما يلي عرض لبعض من هذه الأشياء التي عرضها موقع “ليست فيرس” في تقريره.
1- الكوكا كولا
تم اختراع الكوكا كولا بواسطة “جون ستيث بمبرتون” والذي كان صيدليًّا وعمل طبيبًا في الحرب الأهلية الأمريكية. أصيب بمبرتون في معركة كولومبوس، وكغيره من الجنود بدأ بتناول المورفين لتخفيف الألم الناتج عن جروحه، وتمامًا مثل أي جندي مصاب في ذلك الوقت أصبح بمبرتون مدمنًا للمورفين. وكان إدمان المورفين بعد الحرب الأهلية الأمريكية خطيرًا للغاية بحيث أطلق عليه “مرض الجيش”.
وفي حين كان بمبرتون يبحث عن علاج لإدمانه اخترع مشروب “نبيذ الكوكا الفرنسي” الذي كان عبارة عن نبيذ كحولي مضاف إليه جوز الكولا ونبته الكوكا التي كانت تشتق من الكوكايين.
توقف بمبرتون عن استخدام الكحول في المشروب منذ عام 1886 عند إصدار تشريع في مقاطعته يقيد بيع المشروبات الكحولية. وبعد ذلك قام ببيع المشروب الجديد غير الكحولي المصنوع من قصب السكر وأوراق الكوكا ونبته الكولا كمشروب طبي لعلاج إدمان المورفين، ثم قام بعد ذلك بتأسيس شركة لإنتاج الشراب ولكنه باع أسهمه في وقت لاحق. قام الملاك الجدد بتغيير اسم المشروب عده مرات وكان من بين تلك الأسماء “كوكي” و “يم يم” حتى استقروا على اسم كوكا كولا.
2- رقائق الذرة (كورن فليكس)
اخترع رقائق الذرة الإخوة كلوجز، حيث كان الأخوان يدينان بأسلوب ديني قاسٍ ينهى عن استخدام اللحوم والكحول والقهوة والشاي والتبغ ويسمح فقط باللبن والبيض بشرط أن تؤخذ بكميات قليلة. أخذ أحد الأخوين يتدرج في الدرجات العلمية حتى حصل على درجة الماجستير في الطب وأصبح رئيسًا لأحد المراكز العلاجية ما مكنه من تطبيق نظامه الغذائي الذي يعتمد على الأغذية الغنية بالحبوب والذي طوره ليصبح“رقائق الذرة”.
3- الوسائد
تم اختراع الوسائد لمنع البق (حشرة تعيش على امتصاص دم الإنسان والحيوان) من الزحف والوصول الى أنوف وأذان وأفواه الناس أثناء نومهم. وقد تم استخدام الوسادة لأول مرة في العراق منذ أكثر من 9000 عام. وفي ذلك الوقت كانت الوسائد تنحت من الصخر.
استخدم المصريون القدماء أيضًا الوسائد لأنهم كانوا يريدون حماية رؤوسهم. كذلك الصينيون القدماء فقد استخدموا الوسائد الصلبة (على الرغم من قدرتهم على صناعة وسائد لينة) لأنهم كانوا يعتقدون أن الوسائد الناعمة تستنزف طاقة الجسم وتكون غير فعالة في صد الشياطين.
استخدم الأفارقة الوسائد أثناء نومهم ظنًا منهم أنها تجعلهم في تواصل مع آبائهم كما تسمح لأرواحهم بزيارتهم أثناء نومهم. أما فتيات الجيش الياباني فقد استخدموا الوسائد الصغيرة للحفاظ على تسريحات شعرهم أثناء نومهم. في أوروبا كانت الوسائد تمثل رمزًا للضعف لذلك كان من النادر أن يستخدمها الرجال وقد وصل بهم الأمر إلى أن أصبحت الوسائد محظورة الاستخدام إلا للمرأة الحامل. ولم تصبح الوسائد أكثر ليونة وانتشارًا إلا خلال الثورة الصناعية حيث أصبحت الصناعات النسيجية ذات إنتاج ضخم.
4- الكعب العالي
لأول مرة كان اختراع الكعوب من أجل الجنود الذين يمتطون الخيول خلال القرن الـ16 ولم تكن هذه الأحذية مصممة للمشي كما هو الحال في يومنا هذا. وكان الغرض من الكعب تجنب مشكلة انزلاق القدم إلى الأمام عند وضعها في الركاب (إطار أو حلقة صغيرة يضع الفارس قدمه بداخلها) وكان هذا يساعدهم على الاستقرار أثناء الانطلاق بالخيول حتى يتمكنوا من إطلاق النار بكفاءة عالية.
بدأ تصنيع الكعوب العالية في أوروبا عام 1600 وكانت الطبقة العليا هي من تقوم بارتدائها. بدأت النساء في لبس الكعوب في محاولة منهم للتشبه بالرجال وبعد ذلك أخذ الرجال في ارتداء الكعوب العريضة بينما أخذت النساء في ارتداء الكعوب الأقل عرضًا. وكنتيجة لارتداء النساء للكعوب فقدت الكعوب وظيفتها كرمز للمكانة لذلك توقف الرجال عن ارتدائها.
5- رابطة العنق (الكرافته)
في الواقع هناك الكثير من الآراء والنزاعات حول الغرض الأول من صنع رابطة العنق. فالبعض يرجح أنها لم تكن سوى قطعة قماش بالية تم لفها حول الرقبة لحماية مرتديها من البرد أو اعتبارها منديلًا. والبعض الآخر يرى أنه تم استخدامها للمرة الأولى في حرب الـ30 عامًا (سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي 1618-1648) حيث ارتداها جنود الجيش الكرواتي حول أعناقهم ليتعرفوا على بعضهم البعض في ساحة المعركة. وبعد انتهاء الحرب قام الجنود الفرنسيون بتعريف شعبهم على رابطة العنق التي تم ارتداؤها بعد ذلك من قبل الطبقة العليا. وكانت رابطة العنق ينظر لها على أنها جزء من ملابس الرجال حتى الفترة ما بين 1920-1930 حيث قامت بعض الممثلات الإناث بارتدائها أيضًا. وقد اتخذت رابطة العنق شكلها الحالي منذ عام 1924 عندما أخذ جيسي لانجزتوف براءة اختراع الطريقة التي تربط بها معظم ربطات العنق اليوم.
6- التي-شيرت
أول تي-شيرت تم تصنيعه كان من قبل أفراد البحرية الأمريكية خلال الحرب الإسبانية الأمريكية وكان المقصود من صنعه هو ارتداؤه تحت الزي الرسمي، ولكن طواقم الغواصات استخدموه كزي رسمي للعمل حيث أنه كان أكثر ملاءمة لعملهم فكان لا يقيد حركتهم كما أنه كان أقل حكة من الصوف. اعتمد بعد ذلك هذا التصميم من قبل الجيش الأمريكي لأن التي-شيرت كان أرخص وأسهل في الغسل. وبعد ذلك قامت الأمهات بشرائه لأطفالهم لاستخدامه في اللعب والقيام بالأشياء الروتينية.
وتحول التي-شيرت من كونه ملبسًا يستخدم للعب ويُرتدى أسفل الزي الرسمي إلى لباس خارجي وعلامة للموضة.
7- الفساتين السوداء
“اللباس الاسود” من المؤكد أنه يوجد في خزانة ملابس الكثير من النساء حول العالم، ومع ذلك فالفساتين السوداء ليس لها تاريخ وردي على الإطلاق. فقبل عام 1920 كانت ترتديه النساء الأرامل وأقاربهن فقط لإظهار الحداد على الزوج أو الزوجة أو أحد أفراد الأسرة حيث كانت النساء ترتدي الزي الأسود لمدة سنتين على الأقل. ويذكر أن الملكة فيكتوريا قامت بارتداء الأسود لمدة 40 عامًا حدادًا على وفاة زوجها الأمير ألبرت.
بعد ذلك تحولت الفساتين السوداء من كونها ثوبًا للحداد إلى علامة على الموضة في عام 1926 وذلك عندما قامت كوكو شنيل بتصنيع ثوب أسود قصير كان في متناول جميع النساء بغض النظر عن طبقتهم الاجتماعية وبعدها شاعت الفساتين السوداء بين الممثلات في هوليوود.
0 التعليقات:
إرسال تعليق