ثلاث قواعد عليك أن تكسرها.. إذا كنت تبحث عن وظيفة


لا يدرك المرء تمامًا مدى قوة ارتباط القواعد التقليدية القديمة للبحث عن وظيفة، بحيث صارت جزءا لا يتجزأ من العقل الباطن الجمعي، إلا بعد أن تطلب من الناس أن يخالفوها فعليًّا.
ثم تدرك حينها أننا منذ الصغر قد تم تدريبنا على اتباع القواعد، وأعني بهذا قواعد أي شخص. ومن منظور اجتماعي، تلك الفكرة نفسها تعتبر مرعبة نوعا ما. ومن الصعب جدًا أن تحمل الناس على مخالفة القواعد.  
إلا أن الخبر السار هنا هو أن الشريحة الصغيرة جدًا من الناس التي تخالف القواعد ينتهي بها الحال إلى الهيمنة والسيطرة. وبالمعني العامي، ينالون ما يريدون.
فهم يوجهون صفعة للمنظمات ذات الأنظمة المختلة –أي غالبية المنظمات- لتستفيق من غفلتها وتحسن من نفسها قليلاً، فتصير أكثر إنسانية.
من يكسرون القواعد ويخالفونها، يحصلون على فرص عمل ومشروعات جيدة، ثم يبدي الناس علامات الحيرة، ويتعجبون “كيف استطاع هذا الشخص الحصول على تلك الوظيفة؟ لقد تقدمت حوالي أربعة مرات من قبل عبر بوابة تقديم طلبات التوظيف، لكن لم أتلق ردا على الإطلاق!”
بالضبط يا عزيزي! هناك نظامان يعملان جنبًا إلى جنب، النظام التقليدي وهو الذي سيخبرك العاملون أو المديرون أنه النظام الوحيد الموجود للتقدم للوظيفة. بينما على الجانب الآخر هناك الطريق الحقيقي، الطريق الإنساني الذي يعمل جيدا مقارنة بالطريق الأول طريق المتعثرين، فهو كالرادار.
بتلك الطريقة الأخيرة حصل هذا الشخص على الوظيفة؛ كسر القاعدة، ووصل للشخص الحقيقي في الشركة الذي يواجه مشكلة تحتاج إلى حل. فمدير التوظيف هو من لديه مشكلة حقيقية، ولن تحل مشكلته إلا بتوظيف شخص ما.
عمليًا ساهمت التكنولوجيا في تخريب عملية التوظيف، لكن الباحثون عن عمل، والمستعدون لكسر بعض القواعد، سيتمكنون من شق طريقهم للحصول على وظيفة.
فيما يلي، ثلاثة قواعد من الضروري لكل باحث عن وظيفة أن يكسرها:
  • قاعدة “اكتب سيرة ذاتية تقليدية محكمة حصيفة.”
  • قاعدة “تقدم فقط للوظائف المعلن عنها، وفقط من خلال القنوات الرسمية المخصصة لذلك.”
  • قاعدة “ركز على ما ورد في إعلان طلب الوظيفة، وأخبرنا كيف ستلبي مهاراتك متطلباتنا الأساسية المعلن عنها.”
تلك القواعد الثلاثة تخلق عقلية حتمًا ستعيقك بطريقة كارثية أثناء بحثك عن وظيفة. عليك أن تخرج خارج إطار البحث المعتاد النمطي، كي تجذب انتباه مديري التوظيف لفترة كافية ليدركوا مشكلتهم الحقيقية، وليدركوا مدى حاجتهم لتوظيفك.
هنا يأتي دورك ونفوذك في معادلة التوظيف، يكمن في قدرتك على تحديد المشكلات التي تواجه مديري التوظيف، ومخاطبة شكواهم الحقيقية التي تؤرق مضاجعهم ليلًا .
أنت تعمل في مجالك، وإذا فكرت وتخيلت الوضع من منظور مدير التوظيف، ستتمكن حينها من تخمين مشكلته الحقيقية.
فكر الآن! ما الذي يريده مدير التوظيف؟ وما الذي يمنعه من تحقيق هدفه؟ فهذا بالتحديد هو مشكلته الحقيقية!
هل تتمثل مشكلته في تكدس الزبائن الساخطين على خدماته، أم دوران العمالة المفرط في الشركة، أم البطء في تدشين بعض المنتجات؟ أم أن قسم تقنية المعلومات IT لديه  يفسد الأعمال، ويعطل الناس؟
يجب أن يكون لديك فرضية في حسبانك عن المشكلات التي يواجهها صاحب العمل، كي تكتب خطاب عمل يخاطب مشكلاته.
عليك أيضا أن تعثر على كل مدير توظيف في أية شركة تتقدم لها، ولا يعد هذا بالأمر الصعب، إلا إذا كانت المؤسسة أو الشركة ضخمة، كأن يكون حجم العمالة فيها يبلغ 100 ألف موظف أو أكثر. وبالفعل قد تمكننا من العثور عليهم في بعض المؤسسات الكبيرة العديد من المرات.
فالمفتاح هنا هو أن تقترب قدر الإمكان من المسمى الوظيفي لمدير التوظيف، كي تصل لبحث مثمر.
ثم عليك  إيصال خطابك البليغ الذي يلبي حاجة مدير التوظيف، مرفقًا معه سيرتك الذاتية  الخاصة التيتعبر عنك أنت كإنسان بعيدًا عن النماذج العامة المنتشرة لصياغة السير الذاتية، لمدير التوظيف نفسه.
دبّس الخطاب والسيرة الذاتية معًا وضعهم في مظروف. ثم قم بإرسالهم لمدير التوظيف نفسه عن طريق البريد.
بإمكانك الوصول لأي مدير توظيف تريد، لكن لا تنتظر الإعلان عن وظائف، أو نشر الإعلانات في الصحف والمجلات. اكتب خطابك إلى المدير مباشرةً بغض النظر عن ما يقوله الإعلان.
فأسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن يتجاهل رسالتك، ولا ضير في ذلك إذ تتجاهلها بوابة التوظيف الآلية على كل حال.
يمكنك أن تخلق قناة اتصال مع مدير التوظيف من خلال شبكة الاتصالات والمعلومات خاصتك، فتعزز توجهك المباشر عبر الخطاب الذي تخاطب فيه مشكلته الحقيقية.
عليك أن تظهر في سيرتك الذاتية وخطابك صوتك أنت مسموعًا، وليس مجرد صياغات السير الذاتية الجامدة، وهُراء “الحوافز والدوافع الذاتية” الذي عادةً ما يعوق التفاعل الإنساني مع السير الذاتية التقليدية من جهة صاحب العمل أو من يقوم بالتوظيف.
تخلص من العبارات التقليدية في خطاب الشركات في سيرتك الذاتية، وابدأ بكتابة جمل إنسانية بسيطة بدلًا منها.
لن تذكر ولو كلمة واحدة في خطابك بشأن متطلبات الوظيفة الأساسية المضحكة والوهمية، أو حتى المؤهلات المطلوبة في الإعلان.
تلك الطلبات والمؤهلات الخيالية لا علاقة  لها بك، فضلًا عن أن لا علاقة لها أساسًا بالمشكلة الحقيقية التي يواجهها مدير التوظيف.
جميعها ليست إلا تصور مجسم، أوجده مدير التوظيف بالتعاون مع قسم الموارد البشرية كمحاولة لرسم مجسم بمواصفات الوظيفة  المعلن عنها لتناسب شخصا وهميا، يأملان أن يجتذباه للعمل معهم.
بينما أنت ستظهر ومعك رسالة تخاطب أخطر المشكلات التي يعاني منها مدير العمل. ألا تظن أن ذلك يعتبر تغييرا مرحبا به من قبل أي مدير يمر بضغوط؟
وسيشتمل خطابك أيضا على سردك أحد المواقف التي واجهت فيها مثل تلك المشكلة، وكيف قمت بحلها.
هل أدركتم حقيقة الأمر الآن؟ لا يطلب منكم أحد أن تخالفوا القانون، كأن تقودوا السيارة بسرعة تفوق الحد المسموح به قانونًا، أو أن تمتنعوا عن دفع الضرائب.
بإمكانك أن تتخطى كل العقبات، وتشق طريقك لوظيفتك الجديدة إذا فقط بدأت باتباع  تلك الخطوات البسيطة الصغيرة في تكسير تلك القواعد الثلاثة الصغيرة الغبية غير المنطقية.
فما رأيك، ألم يحن الوقت لتبدأ بتلك الخطوة؟
شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق