كيف تتعلم الإنجليزية أو أية لغة ؟


*ملاحظة: كنت أنوي أن يكون المقال قصيرًا، لكنه تحول إلى شبه دليل لغوي دون أن أدرك؛ حيث وضعت فيه كل ما أعرفه عن تعلم اللغات. ليس عليك أن تقرأه بالكامل جملةً واحدة إن لم ترد ذلك.
“كيف أُحسن الإنجليزية؟”، “كيف أقرأ بسرعة؟”، “كيف أُقوي قدرتي على الاستماع للإنجليزية؟”.
سُئِلتُ هذه الأسئلة أكثر من مرة، لذا سأحاول جمع الإجابات جميعها في صورة مبسطة ومفصلة جدًا قدر المستطاع.

بدايةً، تعلم اللغات لا يختلف عن حل مسألة رياضية. نحن نتبع نفس الخطوات: (تحليل المشكلة – تحديد وفهم القواعد المطلوب اتباعها لحل المشكلة – ثم تطبيق هذه القواعد على أمثلة مختلفة “التدريب”، حتى نصل لدرجة مرضية من الإتقان).
تحليل المشكلة
أود أن أشير إلى خطأ شائع يقع فيه كثير ممن يحاولون تعلم لغة ما لأول مرة – أو حتى يحاولون تحسينها – وهو اختزال عملية تعلم لغة ما في تعلم كيفية “التحدث بنفس لكنة أهلها”، و كما سنرى، هذا ليس شرطًا على الإطلاق، ولا يمثل أكثر من 10% من عملية التعلم.
لا تتوقع أنك ستصل لأي شيءٍ إن تعاملت مع اللغة كـ “كتلة” واحدة. هناك أربع مهارات مختلفة لأي لغة تحاول أن تتعامل معها، يمكننا أن نضعها في مجموعتين:
• المجموعة الأولى من المهارات: 1- القراءة، 2- الكتابة.
• المجموعة الثانية من المهارات: 3- الاستماع، 4- التحدث.

المهارات الأربعة مرتبطة ببعضها البعض بدرجات مختلفة، لكن هناك ارتباط وثيق بين المهارات في نفس المجموعة. الترتيب المقترح لتعلم (أو لتحسين) لغة ما، أن تعمل على هذه المهارات بالترتيب الموضح، بحيث لا تنشغل بالعمل على أكثر من مهارة واحدة في البداية، بعد ذلك يمكنك أن تعمل بالتوازي على أكثر من واحدة.
قبل أن تبدأ، عليّ أن ألفت انتباهك إلى شيءٍ مهم:
في المراحل الأولى لتعلم (أو تحسين) أية لغة جديدة، ممنوع “نهائيًا” أن تقارنها بلغتك الأصلية من أي ناحية. في الحقيقة هذا فقط سيعقد الأمور عليك ويبطئ عملية التعلّم. تميل عقولنا إلى النظر للموضوعات المتشابهة بصورة واحدة، لذا فهي تفترض أن كل اللغات في العالم تتبع نفس قواعد لغتك الأم، وهذا غير صحيح على الإطلاق. قد يستغرق هذا الأمر منك بعض الوقت، لكن يجب عليك أن تفعله.

***
(1) القراءة
21
عقولنا جيدة للغاية فيما يتعلق بالتعامل مع الصور، لذا فإنّ الصور تتصدر قائمة الأشياء التي نستخلص منها معلومات عن محيطنا، وبالتالي فإن حاسة الإبصار هي أكثر الحواس التي نعتمد عليها في إدراك العالم.
ما يعنيه “إتقان مهارة القراءة” هو الوصول لمرحلة “التدفق المرئي”، والتي تعني أنك بعد فترة معينة من التدريب لن تنظر للكلمات على أنها مجموعة حروف منفصلة – في حالة اللغات التي تحتوي على أبجدية – تبذل مجهودًا واعيًا “لفك تشفيرها”، بل ستنظر إليها كـ “صورة” تنشط في رأسك معنًى معينًا بصورة مباشرة، وذلك دون أن تكمل الكلمة أو حتى تحفظها! (هذا بالطبع إن لم تكن تتعلم اليابانية مثلًا).
تذكر: الهدف من التدريب على القراءة هو بناء “مكتبة صور” بالكلمات التي تتعلق بهذه اللغة التي تتعلمها.

المستوى الأول

• قم بحفظ الأبجدية جيدًا، وبالنطق الصحيح، وذلك بالاعتماد على متحدث أصلي للغة، سواء وجهًا لوجه أو على الإنترنت.
• تعلم القواعد اللغوية الأساسية جدًا فقط في هذه المرحلة. مثلًا: تركيب الجملة، والأزمنة الأساسية (المضارع والماضي)، وأدوات الربط البسيطة جدًا.
• ابدأ مباشرة في القراءة! الطريقة الوحيدة للتعلم هي الممارسة. ابدأ بقصص الأطفال القصيرة المكتوبة بالإنجليزية – يمكنك الوصول سواء من كتب الأطفال المدرسية أو الإنترنت – وابدأ في تعلم مهارة “التخمين”؛ لا تتوقف عن القراءة بمجرد أن تقابلك كلمة جديدة، قم بتسجيلها في ورقة بجانبك ثم اكتب أقرب معنى للكلمة بناءً على السياق، وأكمل القصة التي تقرأها لآخرها. الآن بعد أن تنتهي استخدم القاموس لمعرفة المعنى الصحيح للكلمة (أنا شخصيًا أستخدم Babylon) ثم استمع للنطق “الصحيح” للكلمة، أنا شخصيًا أستخدم هذا القاموس الأكثر من رائع، هذا القاموس إنجليزي-إنجليزي بعد فترة ستقوم بالاستغناء عن كل شيء وتستخدمه هو بمفرده.
إذا وجدت أنك لا تواجه أية مشكلة في أي من قصص الأطفال التي تقابلها، أنت الآن جاهز للمستوى التالي، حان الوقت لإثراء مكتبتك بأشياء أكثر تنوعًا.

المستوى الثاني

• تعلم المزيد من القواعد اللغوية المتقدمة قليلًا (أزمنة إضافية، أساليب شرطية، إلخ).
• ابدأ بالقراءة في موضوعات مختلفة مكتوبة بلغة إنجليزية مبسطة، أفضل ما أنصح به هو بكل تأكيدنسخة ويكيبيديا المكتوبة بالإنجليزية المبسطة.
• ابدأ بموضوعات تروق لك (مثلًا تخصص دراستك، شخصية عامة تحبها، مسلسل، فيلم، كارتون، إلخ) ثم قم بتنويع الموضوعات بالتدريج (علوم، اقتصاد، إلخ).

• ستستخدم نفس المهارات التي ذكرناها في المستوى الأول (التخمين، القواميس للتأكد من المعاني ومعرفة النطق الصحيح).
إن لم تعد تواجهك أي مشكلة في معظم المقالات التي تقرأها في ويكيبيديا المبسطة تلك، إذًا أنت مستعد للمستوى المتقدم في اللغة.

المستوى الثالث

• من المفترض أنك عند هذه المرحلة تعرف جميع قواعد اللغة التي تتعامل معها (ولا أقول تستطيع تطبيقها، هذا سنتحدث عنه في مهارة الكتابة)، لذا قم بمراجعتها كلها سريعًا وتعلّم ما تبقى منها.
• مرحبًا بكم في عالم ويكيبيديا! أنت الآن جاهز للقراءة في ويكيبيديا النسخة الكاملة، والمكتوبة ليقرأها المتحدث الأصلي للغة: بالطبع أنت الآن مؤهل للقراءة في أي موضوعات أخرى عامة خارج ويكيبديا أيضًا (مواقع أخبار، إلخ).
• قم بالقراءة في كافة الموضوعات التي قرأتها سابقًا في ويكيبيديا المبسطة، وبالطبع زد عليها كما تريد.
• التدريب الأمثل في هذه المرحلة للصقل التام للغة يكون بمباشرة الترجمة. حاول أن تترجم مقالًا أو موضوعًا ما أسبوعيًا من اللغة الإنجليزية إلى العربية، من المفترض أنك بعد فترة من ممارسة ذلك ستصل لمستوى يوازي مستوى المتحدث الأصلي للغة في هذه المهارة.
***
(2) الكتابة
22
القراءة والكتابة هما وجهان لعملة واحدة. إن كان “إتقان القراءة” يعني الوصول إلى مرحلة التدفق في انتقال الأفكار التي تعنيها كلمات اللغة من الورقة (الشاشة) إلى رأسك، فإن “إتقان الكتابة” يعني أن تصل إلى مرحلة “التدفق في انتقال الأفكار من رأسك إلى الورقة التي تكتب عليها”.
بعبارة أخرى، إتقان الكتابة يعني أنك تستطيع أن تفكر مباشرة بتلك اللغة، دون أن تستخدم لغتك الأم كوسيط تترجم منه في رأسك. لذا فإن الكتابة تتعلق بكيفية “استغلال” المكتبة التي بنيتها بالتدريب على المهارة السابقة.
صدق أو لا تصدق، بانتهائك من المستوى الأول من المهارة السابقة تكون قد أنهيت 35% من التدريب المطلوب على إتقان الكتابة، بانتهائك من المستوى الثاني تكون قد أنهيت 70% من التدريب المطلوب لإتقانها، ثم بانتهائك من المستوى الثالث تكون قد أنهيت 90% من التدريب المطلوب لإتقانها.
الكتابة كالعمل على بناءٍ ما بالضبط، فكلما كانت لديك مواد خام أكثر (مكتبة الكلمات) وكلما كنت ماهرًا في استخدام أدوات البناء بصورة أفضل (قواعد اللغة، ثم التعبيرات الصورية فيها ثم أسلوبك الخاص في ترتيب الكلمات والمعاني) كلما كان بناؤك أكثر روعة.

المستوى الأول

• إذا كان لديك من يُتقن اللغة بدرجة كافية تمكنه من مراجعة وتصحيح جملك البسيطة، يمكنك أن تبدأ بالتدرب على الكتابة بمجرد الانتهاء من المستوى الأول من مهارة القراءة. أنت الآن لديك لبنات اللغة الأساسية لتكتب جملًا مبسطة عن نفسك: تقدّم نفسك مثلًا، تتحدث عن هواياتك، إلخ. الآن تابع مع هذا الشخص باستمرار واطلب منه أن يصحح أخطاءك. اكتب بصورة دورية إلى أن تصل إلى المرحلة التي تستطيع فيها أن تكتب تقديمًا مبسطًا عن نفسك وهواياتك وطبيعة دراستك بصورة آلية دون أن تفكر في الكلمات أو أن تتساءل عن صحة القواعد التي تكتب بها.
• إن لم يتوافر هذا الشخص، لا تبدأ في التدرب على الكتابة قبل الانتهاء من المستوى الأول؛ بحيث يكون لديك الحد الأدنى من المعرفة اللازمة لتصحيح أخطائك بنفسك.

المستوى الثاني

لابد أن تنتهي من المستوى الثاني في القراءة على الأقل قبل أن تبدأ في هذا المستوى. هنا يكون التركيز على ممارسة الكتابة باستخدامها في مواقف حقيقية.
• ابحث عن أحد أصدقائك العرب ممن يتقنون الإنجليزية على فيسبوك مثلًا أو أيٍّ من وسائل التواصل الاجتماعي، ثم اتفق معه ألا تستخدما إلا الإنجليزية حصرًا في حديثكما مع بعضكما البعض. غير مسموح على الإطلاق استعمال العربية أو الفرانكو لأي سبب من الأسباب. وإن كنت تريد أن تخبره كلمة ما لا تعرف معناها بالإنجليزية، فابحث عنها في القاموس ثم استخدمها.
• بدلًا من أن تكتب تحديثات فيسبوك بالعربية فقط، اكتب كل تحديثاتك من الآن فصاعدًا بالإنجليزية والعربية.
• بعد فترة من التزامك بالخطوتين في الأعلى، أنت جاهز الآن لتبحث عن متحدث أصلي للغة للتحدث معه. حاول أن تتحدث معه\معها بصورة يومية إن أمكن. الفائدة من ذلك أنك ستتعلم الكثير من التعبيرات والمصطلحات التي تستخدم في اللغة المحكية (العامية الإنجليزية إن جاز التعبير) والتي لا تستخدم في الإنجليزية الرسمية (الفصحى). أيضًا، بمرور الوقت ستجد أنك تفكر تلقائيًا بالإنجليزية، ولم تعد في حاجة لتترجم ما تريد أن تقوله في رأيك أولًا.

المستوى الثالث

لابد أن تكون في المستوى الثالث من مهارة القراءة حتى تبدأ في هذا المستوى. المستهدف هنا هو أن تصل لمستوى كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه بالإنجليزية، أو مستوى الصحفيين والكُتّاب.
• قم بدراسة كل قواعد اللغة الإنجليزية بالتفصيل الممل بكل مستوياتها مرة أخرى.
• ابدأ بإعادة كتابة وتلخيص المقالات بأسلوبك. بمعنى مثلًا أنت قرأت موضوعًا معينًا في ويكيبيديا مكتوبًا في 10 صفحات، أعد تلخيصه كاملًا في صفحة واحدة بأسلوبك.
• ابدأ بمراسلة صُحف أجنبية من تلك التي تقبل نشر كتابات القراء، وحاول أن تستفسر منهم عن سبب الرفض إن حدث ذلك. وحاول أن تتعرف أيضًا على كاتب محترف لتعرض عليه مقالاتك.
***
(3) الاستماع
23
كما أن القراءة و الكتابة وجهان لعملة واحدة، فإن الاستماع و التحدث وجهان لعملة واحدة أيضًا. هذا يعني أن الوسائل والطرق التي تم شرحها على القراءة والكتابة يمكن تطبيقها مباشرة على الاستماع والتحدث مع بعض التعديل.
كان الهدف من التدريب على القراءة هو بناء “مكتبة صور خاصة بالكلمات” التي تُستخدم في هذه اللغة، هنا سيكون الهدف من التدريب على الاستماع هو بناء “مكتبة سمعيّة” للأصوات والكلمات المًستخدمة في اللغة.
“إتقان القراءة” كان يعني الوصول لحالة “التدفق المرئي”، والذي تنتقل معه الأفكار من الوسط المقروء إلى رأسك دون الحاجة لقراءة الكلمة كاملة أو حفظها. “إتقان مهارة الاستماع” يعني الوصول لمرحلة “التدفق السمعي”، والتي تتحول فيها الأصوات إلى أفكار مباشرة في رأسك، حتى ولو كانت الكلمات ناقصة، وحتى لو منطوقة بطرق مختلفة عما اعتدت سماعه (اللهجات).

المستوى الأول

• عليك أن تكون قد انتهيت من المستوى الأول من القراءة على الأقل. هنا أنت تبدأ في الاستماع لقصص الأطفال التي قرأتها سواء على صورة ملفات صوتية فقط، أو فيديو، أنت بالفعل ستكون على دراية بالطريقة الصحيحة لنطق الكلمات (وذلك لأنك في مرحلة القراءة تستخدم القاموس للتعرف على معاني ونطق الكلمات الجديدة).
• تتميز المواد السمعية أو المرئية المسجلة للأطفال بأنها تُقرأ ببطء وبوضوح تام، سمها “الإنجليزية الفصحى المبسطة” إن شئت. فسيسهل عليك أن تتابع قراءة القصة بعينيك بينما تستمع لها. قم بتكرار هذا الأمر عدة مرات، ثم استمع للملف الصوتي أو الفيديو بعد ذلك بدون قراءة أي شيء.
إذا لم تجد أي صعوبة في فهم أية قصة من قصص الأطفال في المرة الأولى، حتى في القصص التي لم تقرأها من قبل، هذا يعني أنك جاهز للمستوى التالي.

المستوى الثاني

• عليك أن تكون قد انتهيت من المستوى الثاني على الأقل من القراءة حتى تبدأ في هذا المستوى. في هذه المرحلة نبدأ في الاستماع لمواد صوتية أو مرئيّة طويلة، وفي موضوعات مختلفة. لاحظ أن اللغة المستخدمة في هذه المرحلة من الممكن اعتبارها “إنجليزية فصحى” إن جاز التعبير.
• الطريقة التي أفضلها للتدرب على الاستماع في هذه المرحلة هو مشاهدة محاضرات تعليمية في أي مجال تحبه، وبهذا تكون الفائدة مزدوجة. نحن الآن نحيا في ثورة التعليم المفتوح من أفضل الجامعات في العالم، المزية الأساسية التي سنستغلها للتعلم هي أن هذه المواد المرئية دائمًا ما يصاحبها ترجمة إنجليزية. بمعنى أن الكلام الذي يتحدث به المحاضر يكون مكتوبًا بالإنجليزية في نفس الوقت، وبالتالي تقرأ وتسمع. ليس هذا فحسب، بل إن الكثير منها يتيح لك “إبطاء” السرعة التي يتحدث بها المحاضر لتناسبك. كما فعلنا مع قصص الأطفال، أنت ستستمع للفيديو مع الترجمة مرة، ثم بدون ترجمة مرة أخرى أمثلة: TED Talks, Udacity, Coursera, Edx, Khan Academy
• بعد فترة قم بفعل العكس، أي استمع للمحاضرة أولًا بدون ترجمة وقيم النسبة المئوية لفهمك، ثم شاهدها بالترجمة. طور مهارة “التخمين” هنا كما فعلنا عند القراءة. إذا واجهتك كلمة لا تعرف معناها لا تهرع لفتح الترجمة، بل على قدر المستطاع اكتب أقرب كلمة تعرفها تقترب من نطق هذه الكلمة، وخمن معناها من السياق، ثم بعد الانتهاء من مشاهدة الفيديو كاملًا، افتح الترجمة وراجع تخميناتك.
إذا لم تجد بعد ذلك أي صعوبة في فهم أية محاضرة تشاهدها بدون ترجمة، وبمتوسط مدة 20 دقيقة، أنت الآن جاهز للمستوى التالي.

المستوى الثالث

مرحبًا بكم في اللغة الإنجليزية المحكية! من المفترض هنا أن تتعلم اللغة الإنجليزية “العامية” إن جاز التعبير، بكل لكناتها وتحريفاتها والكلمات الناقصة والأصوات الموصولة وما إلى ذلك مما يثير “اللخبطة”.
أنت ستقوم بنفس الخطوات التي ذكرناها في المستوى الثاني بالضبط، لكن الفرق أنك بدلًا من أن تعمل على محاضرات، ستعمل على أفلام أو مسلسلات أو كارتون باللغة الإنجليزية، حيث يمكنك أن تجد خليطًا مربكًا بما فيه الكفاية من التنوعات اللغوية.
المفترض أن قدراتك اللغوية السمعية بانتهاء هذه المرحلة تعادل متحدثًا أصليًا للغة.
***
(4) التحدث
24
التحدث للاستماع هو كالكتابة للقراءة تمامًا: إن كان “إتقان مهارة الاستماع” يعني الوصول لمرحلة “التدفق السمعي”، والتي تتحول فيها الأصوات إلى أفكار مباشرة في رأسك، فإن “إتقان التحدث” يعني الوصول لمرحلة تدفق الأفكار من رأسك إلى لسانك مباشرة.
بعبارة أخرى، إتقان التحدث يعني أنك تستطيع أن تتكلم تلقائيًا بدون التفكير فيما تقوله، وبدون استخدام لغتك الأم كوسيط تترجم منه في رأسك.
التحدث يماثل تمامًا لعب كرة القدم.
في البداية، على اللاعب بذل “مجهود عقلي واعٍ” في التدرب على حركات بعينها، الأمر الذي يرهقه كثيرًا في البداية، بعد فترة يتعلم مخه كيفية السيطرة على عضلاته بدقة متناهية، فيتحول الأمر “لسجية” أو ما نسميه مهارة. لذا هو قد يفعل نفس الأشياء التي كانت تجهده جدًا أثناء التدريب بدون أن يفكر فيها أصلًا.

الغرض الأساسي من التدريب على التحدث هو رفع كفاءة عضلة اللسان، بحيث تتساوى سرعة رد فعلها مع سرعة تدفق الأفكار التي تود أن تقولها، أو ما أطلق عليه “التزامن اللغوي”.
بفرض أنك انتهيت من المهارات السابقة، أنت الآن لديك القدرة على التفكير أساسًا باللغة الإنجليزية، ولكن لسانك لا يجاري هذه السرعة.
في العادة، عندما تبدأ في محاولة إجراء حوار ما بالإنجليزية أنت تهتم بأشياء تزيد من ارتباكك: “هل أتحدث بلكنة صحيحة؟” “هل أتحدث بالسرعة الكافية؟ “ثم يزداد الأمر سوءًا فتبدأ بالتفكير في أشياء أخرى بديهية: “هل التركيب اللغوي للجملة التي أقولها صحيح؟” ثم تحول الجملة للغة العربية في رأسك، ثم في النهاية تنسى ما الذي تود قوله، ولا تنطق بحرف بعدها!

النقطة الأولى التي عليك التركيز عليها، والتي يقع فيها أغلب المبتدئين أمثالي، هو أن إتقان التحدث لا يعني “إطلاقًا” أن عليك أن تتحدث بلكنة معينة، أو أن تتحدث بسرعة، لكن يعني أن تصل لمستوى جيد من التزامن بين أفكارك وبين لسانك. ولا يشترط بأي حال من الأحوال أن تتساوى نسبة تزامن لسانك-أفكارك عند التحدث بالعربية مع نسبة التزامن عند التحدث بالإنجليزية حتى تعُد نفسك “متقنًا” للغة!

المستوى الأول

• عليك أن تكون قد انتهيت من المستوى الأول من الاستماع على الأقل (والذي يعني بالضرورة أنك انتهيت من المستوى الأول للقراءة والكتابة كذلك) هنا سيتعين عليك قراءة تلك الموضوعات القصيرة التي كتبتها عن نفسك (تقديم عن نفسك، هواياتك..إلخ) بصوت عالِ وتقوم بتسجيلها، ثم استمع لها. من المفترض أن لديك “حاسة سمعية” الآن تسمح لك بمعرفة أي الأماكن في حديثك عليك ضبطها قليلًا (كلمات غير واضحة، وقفات مبالغ فيها، كلمة طويلة بصورة مبالغ فيها، إلخ) قُم بإعادة التسجيل أكثر من مرة حتى تصل إلى أداء مُرضٍ. إن استطعت أن ترسله لشخص ما مستواه جيد بما فيه الكفاية لتقييمك فستكون الفائدة مضاعفة.
• قم بإعادة تسجيل نفس الموضوعات القصيرة السابقة مرة أخرى، لكن هذه المرة لا تقرأ من أي شيءٍ، ثم استمع للتسجيل وقارنه بما كتبته بالفعل. قم بإعادة التسجيل عدة مرات لتتأكد من أنك تؤدي الأمر بطريقة صحيحة. يفضل أن تنظر لمرآة أمامك وأنت تتحدث حتى تلاحظ حركات الفم واللسان لتقوم بضبطهما كما يجب.
• اختر موضوعًا لم تكتب عنه من قبل، مثلًا طبيعة وظيفة والدك، ثم تحدث عنها مباشرة في تسجيل ما. بعد ذلك اكتب نفس الموضوع، ثم راجع المعلومات التي ذكرتها في تسجيلك وتلك التي كتبتها. قم بإعادة التسجيل مرة أخرى لإضافة المعلومات التي لم تذكرها أثناء التسجيل المباشر أو لتصحيح أخطاء النطق والوقفات.

المستوى الثاني

• عليك أولًا أن تنتهي من المستوى الثاني للاستماع قبل أن تبدأ، هنا سنبدأ بالاهتمام بطبيعة اللكنة التي نتحدث بها ونحسن السرعة بالتدريج.
• انتقِ أحد الشخصيات التي تعجبك الطريقة التي يتحدث بها (محاضر، متحدث رسمي، إلخ) ودقق بشدة في كل شيء يتعلق بالطريقة التي يتحدث بها (الفم واللسان وحركات الجسد، إلخ) الآن استمع لأحد محاضراته (ويفضل أن تكون طويلة نوعًا ما)، ثم قم بتسجيل ملخص لهذه المحاضرة مباشرة بصوتك وبنفس أسلوبه ولكنته قدر المستطاع. الآن استمع للتسجيل وقارن كمّ المعلومات التي ذكرتها بالذي ذُكر فعليًّا في هذه المحاضرة، وكذلك الأخطاء التي وقعت فيها من ناحية النطق، وأعد التسجيل أكثر من مرة حتى تصل لمستوى مُرضٍ.
• انتق فكرة معينة تعجبك، وقم بتسجيل رأيك فيها كأنك تشرح محاضرة لجمع من الناس (يفضل أن تنظر لمرآة وأنت تفعل ذلك). حاول أن تحافظ على نفس أسلوب ولكنة هذا الشخص الذي تحبه. الآن اجلس واكتب موضوعًا عن نفس الفكرة، ثم استمع للتسجيل وقارن كمّ المعلومات الذي ذكرته في الحالتين، وكذلك الطريقة التي تحدثت بها. أعد التسجيل عدد المرات التي تحتاجه حتى تصل لمستوى مُرضٍ.
• حاول أن تشارك في نوادٍ للغة الإنجليزية إن كان هناك شيءٌ مماثل قريب منك، حيث يمكنك أن تتبادل الحديث مع زملاء مثلك يتعلمون اللغة.

المستوى الثالث

• يجب أن تكون قد بدأت في المستوى الثالث للاستماع قبل أن تبدأ في هذا المستوى.
• التعليمات هنا بسيطة: ابحث عن متحدثٍ أصلي للغة وتحدث معه! سواء عن طريق الإنترنت أو وجهًا لوجه.

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق