الهوامل والشوامل - لأبى حيان التوحيدى ومسكويه



حول الكتاب

كتاب "الهوامل والشوامل" في الحقيقة كتابان لمؤلفين كبيران, أسئلة من أبي حيان التوحيدي سماها "الهوامل" أجوبة من مسكويه سماها "الشوامل", ومعني "الهوامل" الإبل السائمة يهملها صاحبها ويتركها ترعي.و "الشوامل" الحيوانات التي تضبط الإبل الهوامل فتجمعها,وقد استعار أبو حيان كلمة الهوامل لأسئلته المبعثرة التي تنتظر الجواب,واستعمل مسكويه كلمة الشوامل في الإجابات التي أجاب بها فضبطت هوامل أبي حيان. 
وقد رأينا كتاب "الهوامل والشوامل" مهملا في ثنايا الكتب في مكتبة "أيا صوفيا" بالآستانة لم يلق إليه أحد باله حتي المستشرقون,وقد عثر عليه الأستاذ "محمد بن تاويت الطنجي" أثناء بعثته من الجامعة العربية إلي الآستانة لتصوير الكتب القيمة,فكان هذا الكتاب مما صوره منها. 
فلما اطلعت عليه في القاهرة بعد حضوره أدركت قيمته,وأنه يكشف عن نواح مهمة من النواحي المجهولة من أبي حيان التوحيدي ومسكويه,فآثرت نشره لإكمال هذا النقص.
ويدل كتاب "الهوامل" علي أن أبا حيان شخصية فلسفية طلعة تستخلص الأسئلة من كل ما يقع أمامها سواء كانت المسائل خلقية أو اجتماعية أو لغوية أو اقتصادية أو نفسية.ففي كل ذلك يسأل,وكثيرا ماتثير المسألة حولها جملة مسائل فيسأل عنها أيضا.إن أسلوبه في اسئلته أسلوب أدبي فني رائع يمتاز حتي عن أسلوب مسكويه الفلسفي الذي يحوطه الغموض. 
إن أبا حيان كثير الشكوي من الزمان والسكان,والشكوي من المجتدين قد تثير في النفس عاطفة الحنو والرحمة,وقد تثير عاطفة التقزز والاشمئزاز وهي في ذلك كله تختلف باختلاف الشكل وأساليب الاستجداء,فقد يكون الشكل باعثا علي العطف والرحمة,وقد يكون باعثا علي النفور ويظهر أن أبا حيان التوحيدي كان من القبيل الثاني,يريد أن يستعلي علي المسئول وان يفهمه أن هذا حق لا أحسان فنفر من استجداهم منه.يظهر ذلك في نفور الصاحب ابن عباد منه,وحرمان الوزير ابن سعدان له,وتقريع مسكويه له من الشكوى. 
وقد أجاب مسكويه في هذا الكتاب عن أسئلة كانت الإجابات عليها متفقة مع ما عرف في زمانه,ولكن العلم تقدم,وأصبح ما كان مجهولا له معلوما عندنا,فقد أجاب إجابات من علم النفس تكون أحيانا غامضة،ولكن تقدم هذا العلم تقدما كبيرا جعل من الممكن الإجابة عنها إجابات خيرا ما أجاب؛ولكن لم نرد أن نغرق الكتاب بمثل هذا,ونظير ذلك ما أجاب عنه في المسائل الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية وغيرها,فالعلم اليوم خير من حال العلم في زمانه. 
والنسخة التي بأيدينا,والتي نشرنا عنها هذا الكتاب هي فيما نعلم النسخة الوحيدة في العلم حتي لم يرد ذكرها في كتاب العلامة الفاحص (بروكلمان) ولم يرو لنا كتابه القيم الواسع عن نسخ من هذا الكتاب,فإذا وقع فيه بعض الأخطاء وبعض الغموض فعذرنا أننا لم نعلم عن نسخة أخري في مكاتب العالم يصح أن نرجع إليها,وأن نصحح ما ورد من الأخطاء في هذه النسخة. 
وقد شاركني في إخراج هذا الكتاب الأستاذ "السيد أحمد صقر" بل كان نصيبه من تصحيح الكتاب والتعليق عليه أكثر مما لي.فله جزيل الشكر علي ما قام به.

رابط التحميل


شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق