القرار (مسرحية) - أحمد سراج

0000

الخط الدرامي لمسرحية "القرار" ككرة نار مشتعلة تبدو شخصيات النص الافتتاحية في مشهد الاغتراب؛ إذ يظهر عامر وسعد والثريا (اليمنيون) وهم هاربون من لظى "حَرَّة وَاقِم" يبحث أولهم عن الأمان المفقود لابني عمه: فتاة أحلامه وأخيها أولاً، ثم يبحث عن الثأر ثانيًا. ولا يجد سوى دمشق عاصمة الخلافة ملاذًا ومسرحًا؛ إذ هناك لن يبحث عنهم أحد، وهناك أيضًا يستطيع البحث عن صاحب الأمر في المذبحة ويثأر منه.في عاصمة الخلافة تتهيأ الأعاصير على مهل، وتتجمع الغيوم في تؤدة: مات يزيد دون أن يقضي على جُلِّ خصومِ الدولة الأساسين، ويبدأ العمل على قدم وساق لتولية خليفة جديد، وبين صوتين متناقضين: حميد (اليمني) صاحب الشرطة – الداعم لمسألة التوريث - ، والخولاني قاضي القضاة (كرة النار المشتعلة أيضًا) – الداعي لضرورة أن يكون الأمر شورى على الحقيقة- يظهر الضحاك بن قيس (اليمني) – مهندس السياسة الأموية وقائد جيش معاوية المؤسس في حروبه ضد الإمام علي – ليثبت الأمر لابن يزيد، ويصطدم بالخولاني الذي يتشبث برأيه: البيعة الحرة. وبعيدًا عن المركز يظهر حسان بن مالك ( الكلبي) - خال يزيد ووالي الأردن – متهيئًا لاقتطاف الثمار التي دفع الكثير لريها ورعايتها: قبيلته وأخته ميسون وعمره، ومنتظرًا إزاحة نقيضه ورفيقه على سلم خدمة الخلافة: الضحاك.لكن كرة النار المشتعلة الأولى تحط رحالها في دمشق متجهة إلى كبير القبيلة: الضحاك، مدعية أنها تحمل رسالة خاصة؛ فتثير الأسئلة في صدر عبد الرحمن بن الضحاك، ويسرع معن بن زائدة (اليمني) – أحد رءوس الفتنة – لالتقاط الثلاثة مع من جَنَّدهم، ولا يبدو الضحاك داخل قصره؛ إذ هو مشغول بالتحركات اللازمة لذلك؛ فيوزع المهام ويتابع وجوه القبائل، وتأتي المهمة الأصعب: إقناع معاوية بن يزيد (كرة النار المشتعلة أيضًا) بقبول الخلافة.يفجر معاوية الثاني القنبلة الكبرى: في قلب المسجد الجامع يخرج الفتى على الناس بقولته العظمى/ قراره المتفرد: لا. يرفض الخلافة، ويلقي إلى الناس أمرهم، ويخرج إلى بيته حيث يموت بعد أن يفعل ما لم/لن يفعل سواه، وتظهر رءوس الفتن ويجهد الضحاك في إخمادها.من للأمر الآن؟ هذا سؤالُ الآن ولا سواه، ولئن كان الأمر عاديًا للفرد العادي - إذ يُبايِع الخليفةَ دون أن يعرف أو يعترض!- فإن الأمر صعب لمن هو في منزلة الضحاك؛ لذلك فتردده يطول، ومع تردده تُحكَمُ المؤامراتِ، ولا يجد الرجل سوى اللجوء إلى الخولاني – الذي اعتكف في مسجد – لكن المؤامرت تطاله داخل المسجد؛ فيغادره الخولاني، ولا يبقى مع الضحاك سوى ابنه عبد الرحمن؛ ليتحاورا ويتجه الضحاك وابنه لمقابلة عامر ومن معه. لقد هرب عامر بابني عمه ليحافظ على براءتهما: بابن عمه الصبي لكنه يكتشف ان الأيام قد شيبت الصبي، وأضاعت طهارته، وألقته وسط الدسائس، وبابنة عمه وحبيبة قلبه بعيدًا عما جرى جراء حرة واقم، وفي دمشق يمكنه معن من تحقيق حلمه القدبم: الزواج منها... لكنه يكتشف أنه قد حدث لها ما هرب بها اتقاءه: لقد تم اغتصابها من قبل جيش الخلافة، وهنا يكون قرار عامر: الانتقام من الخلافة الأموية، بالانضمام إلى أي جيش يسعى لإسقاطها.يصل الضحاك إلى كرة النار الكبرى: عامر والثريا وسعد وتدوي كلمات عامر: بل نحمل كل شيء سيدي، دقق ها هي الثُّرَيَّا عِرضٌ تدري ما حل به وأرض دهمها الجدب فلا تنبت عشبًا ولا كلأ، اللهم إلا الشوك والمر؛ وهاهو سَعْد صبي شيبته الخطوب فصار كما علمت؛ آتٍ بلا دار ولا عنوان، دقق فيه سيدي؛ ففي رأسه آلاف الآلأف من الجيوش العمياء والمقاتلين بلا هدفٍ ولا تَلُم شبيهًا له من بعد - إن فاجأك بطعنة نافذة في القلب - وها أنا قاع بئر مردومة لاترجو ماءً، ولا تسقي بشرًا، ولا تحوي سوى الأفاعي العمياء؛ فهل من رسالة أخرى يحملها سوانا.يتبلور قرار الضحاك/ تحوله الكبير: مجابهة جيش الخلافة. ويكون ما يكون من موقعة مرج راهط؛ تبقى الخلافة ملكًا عضودًا، ويهزم جيش الضحاك، ويسقط حسان عن منزلته،ويختفي عامر، ويموت سعد، وتتجه الثريا سائلة: سعد أين أنت يا أخي؟ (يتأوه سعد فتتجه نحوه زاحفة مسرعة ) أخي، أخي، أخي، لا تقل لي إنك سترحل أنت أيضًا (يسقط رأسه في حجرها) هل مت حقًّا يا عامر؟ لا، بل أنت سعد، لا أبي، بل ولدي ( تحاول أن تقف به فتعجز فتتحرك جالسة وهو ما زال في حجرها وسط الجثث) قولوا لي أهذا سعد أم عامر أم أنتم؟ قولوا لي (تتحرك حتى تصل إلى نهاية خشبة المسرح وتنظر للجمهور وهي تردد) ) قولوا لي أهذا سعد أم عامر أم أنتم؟ قولوا لي (تخرج خنجرًا ثم تنظر للجمهور وللجثث وهي تردد) قولوا لي أهذا سعد أم عامر أم أنتم؟ قولوا لي ......

 

رابط تحميل الكتاب

http://www.mediafire.com/?sf7p22ebk03h4fp



 
شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق