حول الكتاب
شن المفكر الإسلامي جمال البنا، فى كتابه الجديد "جناية قبيلة حدثنا" الصادر حديثا عن دار الشروق، هجوما بالغا على من يستخدم "تهمة إنكار السنة" كأنها تهمة "عداء السامية".
يبدأ البنا، كتابه بالإشارة إلى عنوان كتابه، مؤكدا على أن السنة هى العمل والمنهج والدأب، كما أنها الطريقة والسيرة، ويعرفها البنا بقوله "السنة لها طبيعة عملية تختلف عن الأحاديث التى لها طبيعة قولية أو شفهية".
وأشار، إلى أن كتابه لا يمس الحديث أيضا، وإنما يناقش " فئة نصبت نفسها لتجميع الأحاديث ونسبتها إلى الرسول".
ويصف البنا فى مقدمة كتابه هذه الفئة، بأنها أقوى الفئات تأثيرا على الفكر الإسلامى، قائلا: ترى نفسها الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين التى انشق إليها المسلمون، لأنها تحمل الرسول، وتدعى رواية حديثه.
ويشير البنا فى كتابه إلى أنه يستبعد أن يكون هناك مسلم ينكر السنة، يقول البنا: السنة هى التى علمته كيف يصلى وكيف يحج، وكيف يصوم، والقرآن الكريم لم يتحدث عن تفاصيلها، وترك ذلك للرسول لكى يبينها بعمله للناس.
ويشير البنا إلى كتاب "شبهات منكرى السنة" الذى ألفه أبو إسلام أحمد عبد الله الذى وضع على غلاف كتابه قائمة بأسماء طه حسين وأحمد أمين وزاهد الكوثرى، وحسين هيكل، وفريد وجدى، وزكى مبارك، وجورج زيدان، وقاسم أمين، ومحمود أبورية، وأحمد أبو شادى، وتوفيق الحكيم، وغيرهم، قائلا: هم جميعا يؤمنون بالسنة ويمتثلون لها فى صلاتهم.
ويؤكد البنا على أن كتابه يأتى من أجل الرد على من يستخدم تهمة "إنكار السنة" كسلاح يشهره البعض فى وجه الذين يخالفونهم دون تمييز، ونوعا من الإرهاب الفكرى.
وعبر خمس فصول يتكون منهم الكتاب، رصد البنا فى الفصل الأول "تحريم التدوين وكتابة الأحاديث فى المدينة المنورة"، مشيرا إلى أن الرسول حرم كتابة الحديث، لكن المحدثين أدعوا أن كتابة السنة بدأت فى عهد النبى، وبإذن منه، مستدلين بكتابة عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول البنا: قريش حذرته من كتابة كل ما يقوله الرسول فى الرضا والغضب، لكنه سأل الرسول، فقال: اكتب فوالذى نفسى بيده ما خرج منى إلا حق".
كما يشير البنا، إلى أن المحدثين يستدلون أيضا بأن الرسول ألقى خطبة فأعجبت أحد المستمعين، من اليمن، فسأل أن تكتب، فقال الرسول: اكتبوا لأبى شاه.
ويرى البنا، أن هذه الأحاديث إذا صحت فإنها لا تعدو إلا استثناء من المبدأ العام، ولشخص واحد، لا تعد حجة فى التصريح بكتابة الحديث.
وفى الفصل الثالث يعكس المؤلف، أثر الفتوح العربية التى خرجت من المدينة، إلى العراق والشام ومصر وفارس، على دخول العديد من الأجناس الأخرى إلى الجنس العربى، واندماجهم مع العرب، يقول البنا: كان التحول الإمبراطورى من التعدد والكثرة والتناقض قد فرض ضروراته على المجتمع، وكان من هذه الضرورات وضع الحديث.
ويروى البنا، أن ابن المقفع اقترح على الخليفة أبو جعفر المنصور وضع تقنين على الشريعة، واستكشاف أحاديث تتضمن الأحكام المناسبة المنسوبة إلى الرسول، مشيرا إلى أن الشريعة وقتها كانت حرة، يقضى فيها مجتهدون أحرار، وكان من شأن ذلك أن يظهر الاختلاف، مؤكدا على أن ذلك جعل القضية الملحة هى استكشاف الأحاديث التى تفرغ لها مجموعة من العلماء، من أجل العثور على بعض تابعى التابعين ممن حفظوا الأحاديث، يقول البنا: من غير المعقول أن الرسول تحدث بمائة ألف حديث تعالج أحكاما فى القضايا المتعددة.
وفى الفصل الرابع من الكتاب أشار البنا، أن المحدثين وضعوا علم الحديث، وأوجدوا فى الإسلام فنا لم يوجد فى الأديان الأخرى، وهو ما جعل العلماء يقدرونه لدرجة التقديس، مشيرا إلى أن ما جمعه هؤلاء العلماء من خمسمائة ألف حديث، يتطلب عمرا كاملا، لو تلا الرسول الحديث لمدة دقيقة واحدة، يقول البنا: نحن نعلم أن مدة بعث الرسول 23 عاما حافلة بالأحداث والحروب والاضطهاد.
وفى الفصل الخامس والأخير، يشير البنا إلى ما جنته " قبيلة حدثنا" على الدين متناولا تأثيرها على العقيدة وعلى القرآن، وعلى الرسول، وعلى المسلم النمطى.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق